بارك الله فيكم أخي الحبيب ( محمد كمال ) ، سوف أبسط لك الأمور حتى تفهما :
عندما نقول :
( الأصل في العبادات الحظر والمنع حتى يقوم دليل على ثبوتها وأنها من الشرع الحنيف )
فلو سألتك أخي الحبيب سؤالاً وقلت لك : لماذل تقرأ الفاتحة للميت ؟؟؟
تقول لي : من باب الدعاء له 0
قلنا لك : الدعاء عبادة فهل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك ، لو فعله لأول من فعلناه لأنه أصبح في حقنا سنة 0
تقول لي : ولماذا نجد كثير من الناس يفعلون ذلك 0
قلنا لك : الدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين 0
ويقول الإمام الشاطبي - رحمه الله - في كتابه الموسوم ( الاعتصام ) : الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال 0
تقول إذن هل قراءة الفاتحة على الميت حرام أم حلال 0
قلنا لك : هي بدعة محدثة وتوقع في الحرام 0
قلت : وهل يوجد دليل على ذلك 0
قلنا لك : نعود إلى مربط الفرس فالذي يفعل ذلك عليه بالدليل لأنه فعل أمراً تعبداً ولم يأتسي بالدليل على فعله ، ولسنا نحن من يطالب بالدليل 0
نأتي للمسألة الثانية :
( والأصل فيما سوى ذلك الإباحة ما لم يقوم دليل على حرمتها )
وهنا لا بد أن نعلم أن الأصل في الأمور عامة الإباحة ما لم يرد نص بالتحريم ، فالأكل والشرب ونحوه حلال ما لم يرد النص بالتحريم ، كتحريم أكل الميتة والخنزير وشرب الخمر ونحوه 0
أما حديث حسان بن ثابت وأبو هريرة - رضي الله عنهما - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لعن الله زوارات القبور ) ( حديث صحيح - صحيح الجامع 5109 ) 0
يقول المناوي - رحمه الله - : ( بالتشديد قال الجلال المحلي في شرح المنهاج : الدائر على ألسنة الناس ضم زاي زوارات جمع زائرة سماعا لا قياسا ( القبور ) أي المفتنات أو المفتنات بزيارتها أو زيارتهن بقصد ) ( فيض القدير - 5 / 274 ) 0
فد اختلف العلماء في مسألة زيارة القبور للنساء فمنهم من أفتى بعدم الجواز مطلقاً كشيخنا العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ، والعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمهما الله - والبعض الآخر اقتصر في مسألة النهي بالتعود على مسألة الزيارة للنساء للمقابر كشيخنا العلامة محمد ناصر الدين اتلألباني - رحمه الله -
والترجيح في المسألة في عصرنا الحاضر هو المنع المطلق نتبجة للمفاسد المترتبة على زيارة النساء للقبور وما يحصل فيها من فتنة عظيمة وبدع ما أنزل الله بها من سلطان ، والله تعالى علم 0
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( محمد كمال ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0