نعم أخيتي ( أمة الله ) فالحجامة من أنفع علاجات الأمراض الروحية بدليل :
1)- الاحتجام لكافة الأسقام وهي داء لكل داء :
1)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من احتجم لسبع عشرة من الشهر ، وتسع عشرة ، وإحدى وعشرين ، كان له شفاء من كل داء ) ( صحيح الجامع - 5968 ) 0
قال المناوي : ( أي من كل داء سببه غلبة الدم وهذا الخبر وما اكتنفه وما أشبهه موافق لما أجمع عليه الأطباء أن الحجامة في النصف الثاني وما يليه من الربع الثالث من الشهر أنفع من أوله وآخره ، قال ابن القيم : ومحل اختيار هذه الأوقات لها ما إذا كانت للاحتياط والتحرز عن الأذى وحفظ الصحة أما في مداواة الأمراض فحيث احتيج إليها وجب فعلها أي وقت كان ) ( فيض القدير - 6 / 34 ) 0
2)- عن عقبة بن عامر ومعاوية بن خديج - رضي الله عنها - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث إن كان في شيء شفاء فشرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية تصيب ألما ، وأنا أكره الكي ولا أحبه ) ( السلسلة الصحيحة 245 ) 0
3)- عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشفاء في ثلاثة : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار ، وأنهى أمتي عن الكي ) ( متفق عليه ) 0
2)- الاحتجام من السحر ومؤثراته :
قال ابن القيم :- وقد ذكر أبو عبيد في كتاب ( غريب الحديث ) له بإسناده ، عن عبدالرحمن ابن أبي ليلى ، أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على رأسه بقرن حين طب 0 قال أبو عبيد : معنى طب أي سحر ، وقد أشكل هذا على من قل علمه ، وقال : ما للحجامة والسحر ، وما الرابطة بين هذا الداء وهذا الدواء ، ولو وجد هذا القائل أبقراط ، أو ابن سينا ، أو غيرهما نص على هذا العلاج لتلقاه بالقبول والتسليم ، وقال : قد نص عليه من لا يشك في معرفته وفضله 0 فعلم أن مادة السحر الذي أصيب به صلى الله عليه وسلم انتهت إلى رأسه إلى إحدى قواه التي فيه بحيث كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء ولم يفعله ، وهذا تصرف من الساحر في الطبيعة والمادة الدموية بحيث غلبت تلك المادة على البطن المقدم منه ، فغيرت مزاجه عن طبيعته الأصلية ) ( الطب النبوي – ص 125 ) 0
وقال - رحمه الله - في سياق ذكر طرق علاج السحر : ( الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه أذى السحر فإن للسحر تأثيرا في الطبيعة وهيجان أخلاطها وتشويش مزاجها فإذا أظهر أثره في عضو وأمكن استفراغ المادة الرديئة من ذلك العضو نفع جدا ) ثم قال في موضع آخر ( واستعمال الحجامة في ذلك المكان الذي تضررت أفعاله بالسحر من أنفع المعالجة إذا استعملت على القانون الذي ينبغي ) ( زاد المعاد - 4 / 125 ، 126 ) 0
أما بخصوص مداخلة الأخت الفاضلة ( اهدني ) ، فقد لفت انتباهي قولكم يا رعاكم الله :
( وعندما بداء الحجام بعمل الحجامة لي شعرت بتنميل وبرودة اطرافي وقشعريرة شديدة وانا اقراء ما تيسر من القران الكريم )
وكذلك قولكم :
( واخبرتة اني اعاني من اضطراب في الهرمونات فعمل لي حجامة في المبايض بالاضافة للاخدعين والراس والكاهل واسفل الظهر )
أمال أنه لا بد أتن تعلمي - يا رعاكم الله - أنه لا يجوز للرجل عمبل الحجامة للمرأة ، والأدهى واللامر في منطقة العورة ، أرجو أخسيتي مراجعة الرابط التالي :
( && حكم مس المرأة الأجنبية ، أو كشف موضع الألم منها && )
كما أقدم لكم موضوع عن حجامة المرأة المسلمة :
( حجامة المرأة المسلمة )
عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه – : ( أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها 0 قال : حسبت أنه قال : كان أخاها من الرضاعة ، أو غلاما لم يحتلم ) ( صحيح أبو داوود - 3459 ) 0
قال الأستاذ درويش مصطفى حسن : ( هذا عن دليل التداوي من الرجل - ما يستند إلى الضرورة فحسب ) ( فصل الخطاب في مسألة الحجاب والنقاب – ص 71 ) 0
قلت : ولم يورد قوله : حسبت أنه قال : كان أخاها من الرضاعة ، أو غلاما لم يحتلم - وعلى كل حال فمسألة علاج المرأة للضرورة في الأمور الحسية وأعني بذلك علاج الطبيب للمرأة أمر أجازه أهل العلم بضوابطه الشرعية ، وقد تم الإشارة الى ذلك مفصلا في كتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) تحت عنوان ( التقيد بالأمور الشرعية الخاصة بالنساء ) فلتراجع 0
ومن هنا لا يرى مطلقاً أن هذا ضرورة للمرؤأة المسلمة حيث أن هناك كثير من الأخوات الفاضلاتن يقمن بهذا العمل على الوجه المطلوب 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0