عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-05-2005, 07:36 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الأخ الحبيب ( أبو عمار المصري ) حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

في حقيقة الأمر استغربت غاية الاستغراب مما طرح حول هذا الموضوع ، وإن كنت أدعو ربي ليل نهار أن يقيض لهذا العلم رجالاً يحملون أمانته وينشرون صرحه في أرجاء المعمورة ، وأدعوه سبحانه وتعالى أن يوفق المعالجين للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يجعلوا قائدهم في ذلك أقوال علماء الأمة المتقدمين والمتأخرين ، لا أن يجعلوا ما تمليه عليهم أفكارهم أو شياطينهم لإضلال الناس ونيل سخط الرحمن 0

ومن هنا فسوف أكتب حول هذا الموضوع بما فتح الله عليَّ به من علم متواضع في الرقية والعلاج والاستشفاء ، فأقول وبالله التوفيق :

قولكَ أخي الحبيب ( أبو عمار المصري ) : ( لقد ثار فى هذه الايام شيئ مخيف جداااا ارجوا الاهتمام به وسرعة الرد حتى نعلم الحق والصواب فيه ان شاء الله وهوه البؤرة الصديدية للشيطان ان من به مس من الشيطان فهوه يكون بؤرة صديدية فى الراس او فى الاذن او الفم وهذه اكثر الاماكن انتشارا ويقوم بنقلها فى الجسد وبذلك يعوق العلاج ويجعل العارض فى الرجوع مرة اخرى الى الجسد اذا فارقة هوه او غيرة
وان كانت صحصية كيفية علاجها وهل علاجها طبى او بالاعشاب أرجوا البحث فى هذه النقطة الهامه جداً وطرحها ليعلمها الجميع وجزاكم الله خيرا ) 0

قلت وبالله التوفيق :

أولاً : هل المصلحة الشرعية تملي للمعالج أن يزرع الخوف الرعب في نفوس المرضى ، وبكلام ليس له أي واقع عملي ، وعودة إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المرضى نجد هديه عليه الصلاة والسلام يقوم على تقوية عزيمة المرضى وشحذ همتهم وزرع الثقة في نفسيياتهم ، ولا بد للمعالِج من أن يقف وقفة صادقة مع المرضى لزرع هذه الثقة في نفسياتهم ومواساتهم ويكون ذلك بالأمور التالية :

أ)- شحذ همة المريض وتقوية عزيمته وذلك بالدعاء له بالأدعية المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن يقول : ( لا بأس طهور إن شاء الله ) 0

هذا وقد وقفت على حديث ضعيف بخصوص هذه المسألة إلا أن معناه صحيح ، فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله  : ( إذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل ، فإن ذلك لا يرد شيئا 00 وهو يطيب نفس المريض ) ( السلسلة الضعيفة – برقم 182 ) 0

قال الدكتور عبدالرزاق الكيلاني : ( وفي سنده موسى بن إبراهيم التيمي ، وهو منكر الحديث ، ولكن معناه صحيح 0
التنفيس : التفريج ، ويكون بالدعاء بطول العمر أو بنحو : يشفيك الله تعالى ) ( الحقائق الطبية في الإسلام – ص 277 ) 0

قلت : والحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أشار لذلك علماء الحديث ، إلا أن المعنى العام الذي يشير إليه صحيح ، فقد أكدت النصوص الحديثية على مدى الترابط والتراحم فيما بين المسلمين في أكثر من موضع ، ومثل ذلك التراحم يحتم على المسلم أن يقف مع أخيه المسلم وقفة صادقة في أي محنة أو مصيبة أو ابتلاء ، والمريض أحوج ما يكون في هذا الوقت بالذات لتعليمات وتوجيهات وإرشادات المعالِج ، وهذا بذاته فيه تقوية لعزيمته وشحذ لهمته والوقوف معه والأخذ بيده ، وكل ذلك يشعره بالطمأنينة والراحة والسكينة ، فتكون تلك الوقفة بمثابة تسلية له فيما أصيب به من عناء ومشقة وتعب ، ويكون لها أثر كبير على نفسيته فتساعد على دفع العلة أو تخفيفها ، وهذه غاية ما يسعى له المعالِج 0

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين : ( وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل المريض عن شكواه ويدعو له ويصف له ما ينفعه في علته ، وكان يقول للمريض : " لا بأس عليك طهور إن شاء الله تعالى " ( أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المرضى ( 14 ) – برقم ( 5662 ) – أنظر فتح الباري – 10 / 121 ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 159 ) 0

قال الدكتور عبدالرزاق الكيلاني : ( المعالجة النفسية مهمة للمريض 00 كالمعالجة الدوائية أو أكثر منها ، وغايتها تقوية ثقة المريض بنفسه 00 وبقدرته على التغلب على محنته بمعونة الله سبحانه وتعالى فتنضم قواه النفسية إلى قواه البدنية ، ويتغلب بمشيئة الله تعالى على مرضه ، فيكون شفاؤه أسرع إذا كان الله سبحانه وتعالى مقدرا له ذلك ) ( الحقائق الطبية في الإسلام – ص 277 ) 0

ب)- إدخال السرور على قلب المريض وذلك بالبشاشة والكلمة الطيبة والطرفة الخفيفة التي يكون لها وقع وأثر طيب على نفسه 0

ج)- تذكيره بالأجر العظيم والثواب الجزيل الذي أعده الله سبحانه وتعالى له ، وكل ذلك يقوي من عزيمته ، كما ثبت من حديث أم العلاء - رضي الله عنها – حيث قالت : ( عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريضة ، فقال : ( أبشري يا أم العلاء، فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه 00 كما تذهب النار خبث الذهب والفضه ) ( السلسلة الصحيحة – برقم 714 ) 0

د)- أن يغرس المعالِج في نفسية المريض الصبر والاحتساب 0

هـ)- أن يزرع في نفسه التعلق بالله سبحانه وتعالى وحده دون سائر الخلق 0

يقول صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ : ( ومن صفات الراقي أن يكون معلقا للمرقي بالله جل وعلا ، فلا يعلق المريض بالذي يرقيه ويضع الراقي من نفسه وحاله من العظمة ويحدث بأنه شفى فلان وعافى فلان فيعظم نفسه ) ( مجلة الدعوة – صفحة 22 – العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ ) 0

و)- قرب المعالِج من المريض خاصة في تلك اللحظات ، ومن هنا كان الواجب يحتم عليه أن يُذكّره بالله وبمراجعة النفس بأسلوب طيب محبب إلى النفس 0

ز)- تذكير المريض بالله سبحانه وتعالى وأن الشفاء بيده وحده 0

قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( على الراقي أن يبث في وجدان المريض أن الله يبسط رحمته لمن التجأ إليه واستعان به وطلب العون منه ، وأن المرض قد يكون كفارة ، وقد يرفع الله به المريض درجات عنده ، وأن الاستغاثة بالله دليل على عمق الإيمان برحمته 0 وقد جاء في شرح صحيح البخاري : أن الرقى بالمعوذات – وهي قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق ، وقل أعوذ برب الناس – وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب ال****** ، إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء بإذن الله تعالى 0 والراقي بمثابة الطبيب 00 إذا دخل على المريض يجب أن يبشره بالشفاء وأن يغرس في نفسه الأمل وأن يزيل عنه شبح اليأس والقنوط 0 وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليه ويدعو له قائلا : " أذهب الباس0 رب الناس0 واشف أنت الشافي 0 لا شفاء إلا شفاؤك 0 شفاء لا يغادر سقما " " متفق عليه " ) ( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 36 – 37 ) 0

قال الشيخ عبدالله السدحان تحت عنوان " تنظيم حياة المريض " : ( ما أجمل أن يعيد الراقي تنظيم حياة المريض وأن يرسل نظرة نافذة إلى حياته حتى يتعرف على عيوبها وآفاتها، ويرسم البرنامج العلاجي الإصلاحي لها ، ويربطه بخالقه معيدا كل شيء إلى وضعه الصحيح 0 إن حياة هذا المريض تستحق مثل هذا الجهد المثمر ، فتعاهد شؤونه بين الحين والحين ، وتعيده إلى توازنه كلما عصفت به الأزمات حتى لا يصبح نهبا لصنوف الشهوات وضروب المغريات، وهذه الجرعة تحيي الأمل في النفوس اليائسة، وتنهض العزيمة إلى التوبة الصادقة ، وهي توبة يفرح لها المولى – عز وجل- لانتصار الإنسان على نفسه وشيطانه ) ( قواعد الرقية الشرعية – ص 16 ، 17 ) 0

يقول الأستاذ ماهر كوسا : ( أن يكون له أسلوب جيد- يعني المعالج - في الموعظة الحسنة بما يرضي الله تعالى ، وأن يبدأ بمعالجة روح المريض ويقويه على هذا البلاء موضحاً له أنه أقوى من الجن إذا لجأ إلى الله معلماً إياه أذكار الصباح والمساء حاثاً له على الصلاة وبالذات مع جماعة المسلمين ناصحاً بحجاب المرأة حسب أمر الله ) ( فيض القرآن في علاج المسحور – ص 38 ) 0

وبالجملة فلا بد من مراعاة المعالج للجانب النفسي الخاص بالمرضى وتوخي الرفق والأناة في التعامل معهم بشكل عام ، وكذلك مراعاة مشاعرهم والدقة في اختيار الكلمات ووزنها من الناحية الشرعية والخلقية ، والمفترض أن يكون المعالج بشوشاً صادقاً في تعامله وفي حركاته وسكناته 0

يقول الأستاذ سعيد العظيم : ( لا بد من الرفق مع الناس عامة ومع المرضى بصفة خاصة ؛ فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه ، وربنا رفيق يحب الرفق في الأمر كله ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على غيره ، والرحمة بذوي العاهات ، والشفقة بالمرضى مطلوبة ومشروعة ؛ فالراحمون يرحمهم الرحمن 0 " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " وإذا كان في كل ذي كبد رطبة أجر ، وقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها : لا هي أطعمتها إذ حبستها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض ، وعلى العكس ، دخلت بغي الجنة في كلب سقته ؛ فشكر الله لها صنيعها ، وإذا كان الكافر يرحم بالرحمة العامة ؛ فيطعم من جوع ويسقى من عطش ويداوي من مرض – طالما أنه ليس محارباً – فكيف بالمسلم إذا مرض 0
لا شك أنه ينبغي عيادته واللطف به والشفقة عليه وقضاء حاجته والسعي في إراحته ، وهذا كله متأكد مع أصحاب الأمراض النفسية العصبية ، وقد لوحظ أن الناس بينما قد يتمثلون هذه الأوامر مع المريض طريح الفراش ، إلا أنهم على العكس والنقيض ، سرعان ما تضيق صدورهم بالمريض النفسي والعصبي، ويستهزءون ويستخفون به ، ويعنفونه وقد يضربونه ، ويهملونه ويحبسونه 000 إلى غير ذلك من التصرفات التي من شأنها أن تُمرض الصحيح ، وأن تزيد حالة المرض حدة ، وقد يكون الدافع لهذه التصرفات هو الجهل بحالة الشخص وطبيعة مرضه وخصوصاً وهو يراه عاملاً متزناً في جوانب أخر كما في حالات الوسوسة وانفصام الشخصية مثلاً 0
وقد يكون الدافع هو الجهل بسوء عاقبة هذا التصرف والسلوك ، وأننا بذلك ندخل المريض في دوامة لا تنتهي ، ونجري عليه أحكاماً ليس هو من أهلها ، ونخاطبه مخاطبة من يعقل وقد لا يكون كذلك 0
إن المريض النفسي العصبي لا يقل في احتياجه الشفقة والرفق والرحمة عن مرضى الانفلونزا والروماتيزم والسرطان 000 فاتقوا الله في عباد الله ، ولا تفرح في بلوى أخيك فيعافيه الله ويبتليك ، والرفق به سواء كنت قريباً أو صديقاً أو طبيباً معالجاً : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) " سورة البقرة – الآية 281 " ) ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 120 – 121 ) 0

وأختم هذه النقطة بكلام جميل للأستاذ " محمد بن محمد عبد الهادي لافي " تحت عنوان ( الرقية وأثرها النفسي والعقائدي على المريض ) حيث يقول :

( إن الإسلام جاء ليحرر العقول من الضلال والخرافات والأوهام فحرَّم السحر والكهانة واللجوء إلى أصحابها ، وحرم الرقى التي لا تتلائم مع روح الشريعة 0 وكما أمر بالتداوي بالأدوية الحسية 0 والأخذ بالأسباب العلمية 0 فإنه رغَّب بمشاركتها بالأدوية المعنوية والروحية من أدعية ورقى بكلام الله العزيز وبأسمائه الحسنى 0
وفيها يتذكر المريض خالقه ، وتبقى عقيدة التوحيد خالصة لله تعالى 0 وتظل نفس المريض هادئة مطمئنة لتوكله والتجائه إلى الله 0 فيقوى صبره ورضاه بقدر الله ، وتختفي الأعراض النفسية 0 وقد تستخدم الرقية في معالجة ألم أو مرض جسدي ولو تعذر هذا الشفاء فهي تطمئن المريض لأن المخاوف الناتجة عن الألم تسبب زيادة في التشنجات المسببة للألم ، وقد تؤدي إلى اضطراب نفسي ، فالإسلام أباح الرقية المتلائمة مع الشرع الحنيف ولم يهمل الأدوية المادية 0 ولا شك بأن الأدوية الروحية ( الإلهية ) لها أهميتها لدعم الأدوية المادية ) ( عالج نفسك بنفسكَ – ص 17 ) 0

ثانياً : ومن قال بأن من به مس من الشيطان يكون به بؤرة صديدية فى الراس أو فى الأذن او الفم وهذه اكثر الأماكن انتشاراً ويقوم بنقلها فى الجسد ) 0

هذا الكلام بعمومه مجانب للصواب ، وهذا لا يعني مطلقاً بأن الاقتران قد لا يجلب المرض إلى الحالة المرضية بإذن الله عز وجل ، وكما تبين معنا من أنواع الصرع بأن هناك نوع قد يحدث المرض عند المصاب وقد يؤدي إلى مثل هذا العرض ( بؤرة صديدية ) ونحوها ، أما التعميم فلا يجوز مطلقاً 0

ثالثاً : وأنا بصفتي معالج بالرقية الشرعية وحسب خبرتي المتواضعة في هذا المجال فنسبة من قد يبتلون بمثل ذلك قليلة جداً ، وهذا ليس من واقع خبرتي فحسب ، بل من قبل بعض الإخوة الثقاة في هذا العلم 0

رابعاً : ومن أجل إثبات ذلك من عدمه فأنا أطلب باستبيان من قبل الإخوة والأخوات ممن يعانون من واقع الاقتران الشيطاني كي نحدد منهم ممن يعاني من ( البؤرة الصديدية ) وممن لا يعاني ، ونخلص بنتيجة لذلك ، علماً بأني أعرف يقيناً النتيجة من واقع خبرتي العملية في هذا المجال ، ولكن لكي أثبت صحة ما ذهبت إليه بخصوص هذه المسألة ، والله تعالى أعلم 0

ومن ثم أعرج على ما ذكره أخي الحبيب ( أبو همام الراقي ) فأقول وبالله التوفيق :

أما قول أخي – وفقه الله لما ذهب إليه - : ( لا شك أن العلاج بالقرآن والرقية الشرعية يبنى على كتاب الله وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الاستقراء والتتبع ، وما أثبتت التجربة نفعه ، وهذا الميدان له أهله :
للحروب رجال يعرفون بها0000000وللدوايين كتا ب وحساب ) 0

قلت وبالله التوفيق : نعم هذا هو الحق الذي ندين به لله سبحانه وتعالى في مسائل الرقية والعلاج والاستشفاء ، مع إيضاح مسألة في غاية الأهمية تتعلق بقوله – حفظه الله - : ( وما أثبتت التجربة نفعه ) ، وهذا يتعلق بالأمور الحسية في العلاج والاستشفاء ، ولا يجوز أن ننزله على النصوص النقلية الصريحة الصحيحة أو استخدامات قد تصل إلى البدعة المحرمة فيما يتعلق بطرق شرعية في هذا الجانب ، فالتجربة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم إنزالها على النصوص المذكورة ، خشية أن نقع في الإثم من حيث لا ندري 0

أما قوله – وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - : ( وبطبيعتي لا أتنقل كثيراً عبر منتديات الرقية الشرعية لأنني وجدت ضالتي فى هذا المنتدى الطيب القائم ـ بحق ـ على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة ) 0

قلت وبالله التوفيق : أسأل الله أن يجعلنا على الخير والحق قائمين ، وأن لا نزحزح قيد أنملة عن الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنكم بي ، وهذا لا يعني مطلقاً السكوت عن الحق ، فأنا بشر أخطئ وأصيب ، وخطأي أكثر من صوابي ، فما رأيتموه يوافق الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة فاحمدوا الله عليه ، وما رأيتموه غير ذلك فعليكم بأمانة النصيحة والتوجيه والإرشاد ، سائلين المولى عز وجل الإخلاص في القول والعمل ، وموافقة الكتاب والسنة في كل قول وفعل 0

ومع ما نقله الأخ الحبيب ( أبو همام الراقي ) ، من أقوال وردود في الموضوع أجد نفسي مقحماًَ في إيضاح ثلة من الأمور التي لا بد أن تتبلور للمرضى حتى لا يقعوا فريسة الجهل والانحراف وهي على النحو التالي :

أولاً : لا بد أن تحظى الحالة النفسية بالنسبة للمعالج لقدر كبير من الاهتمام والرعاية دون الدخول في دوامات لا تسمن ولا تغني من جوع ، بل الواجب الشرعي والخلقي بحتم على المعالج زرع اليقين في نفسية المرضى كما بينت ذلك سابقاً وأفردت له كلاماً مطولاً 0

ثانياً : اعتماد التشخيص من قبل المعالج يعتمد على الدراسة الشرعية العلمية الموضوعية المتأنية للوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله عز وجل ، ودون اتباع هذا الأسلوب في العلاج والاستشفاء فإن التشخيص يكون قاصراً إلى أبعد الحدود وبالتالي فقد يؤدي إلى نتائج لا يحمد عقباها للمعالج والمريض على حد سواء 0

ثالثاً : لا يمنع مطلقاً لمن يعاني من أعراض عضوية أن يذهب للطبيب ، بل يعتبر هذا من الأسباب الحسية للعلاج والاستشفاء ، وعليه كذلك أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويستخدم الرقية والعلاج ، وهنا لا بد من إيضاح مسألة في غاية الأهمية حيث لا نريد مطلقاً أن نجعل من الأمراض الروحية ( الصرع ، السحر ، العين ) الشماعة التي نعلق عليها أمراضنا ومشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية ، والله تعالى اعلم 0

رابعاً : ومسألة في غاية الأهمية حيث لا يجوز للمعالج بأي حال من الأحوال التدخل في مسائل الطب العضوي والنفسي ، ويكتفي بالرقية الشرعية وتعلم هذا العلم علمياً وعملياً 0

خلمساً : وأخيراً وليس آخراً فإني أوجه رسالة إلى كل مبتلى كي يعلم يقيناً أن الشفاء من الله وحده ، وليس للبؤرة الصديدية وغيرها دخل في ذلك لا من قريب ولا من بعيد ، وكل ما يفعله المعالج هو أسباب للعلاج والاستشفاء ، وعليه فركنوا إلى الله وتوجهوا له بالدعاء والذكر والقيام والنافلة وكل ذلك كفيل بإذنه وحده في رفع الكربة وكشف الغمة 0

وفيما ذكره الأخ الحبيب ( أبو همام الراقي ) كفاية بإذن الله عز وجل ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة