اختنا ازف الرحيل حقيقة اسال الله تعالى ان يجازيك على ادعيتك خير جزاء....
و اليك البقية:
و اذا بلهب في السبابة....ظننتها الرصاصة....ثم عدلت و ايقنت انها نار اشعلت للبرد القارس....
و بت تلك الليلة على وجل و خجل....ثم اسيقظت على المنظار اراقب العدو الصهيوني ....فاذن المغرب و دخلت غرفة صغيرة لاقيم الصلاة و بينما كنت في الركعة الاخيرة سمعت جلجلة و بلبلة...
و اقتربت شيئا فشيئا و يرافقها ضجيج السلاح.....
و بدأت بالتشهد الاخير فلمحت ظلا بل ظلال....فكانوا اربعة نفر....يتقدمهم ضابط.....
فرفعت المسبحة ....بل كنت احركها....و احسست بتشهدي هذا يعادل طول القنوت....
فصرخ الضابط قائلا( تأهّب...)اي ترجل و هي وقفة الصنم....فاكملت....فعاود صرخته تحمل بين طياتها الوانا من العذاب....
فاكملت فصرخ الجميع....انت يا مجند قف....فالتفت يمينا (السلام عليكم و رحمة الله) و كانوا من قِبَل يميني فلمحتهم ببصري...انه قائد اللواء النصراني....ثم سلمت عن يساري و ترجلت معرّفا عن نفسي....
فاغلظ بالقول سائلا...ماذا تفعل؟؟؟؟كنت اصلي....تصلي و تترك المكان فارغا...ايها المجند....
تعال معي....فاخذني الى الشرفة ثم قال....عدد اسماء المدن...هنا و هناك...هو يريد ان يمسكني بتقصير ليعاقبني على الاثنين معا....فاجبته و زيادة و الحمد لله....ثم ولى الدبر....
و اقترب موعد انهاء الخدمة العسكرية و قبل ذلك كنت مثالا سيئا عند الجيش حيث كنت اقيم الصلاة حيثما اذن لوقتها و شوارع بيروت تشهد لي امام الله تعالى....
و كم كنت اتشوق لذلك اليوم الذي هو ميلاد جديد بالنسبة لي....و قبل شهر كان هناك رتيبا شيعيا يعتبرني العدو الاخطر....و في كل عرس يضع لي القرص.....فاتهمني بسرقة شيء تافه....علبة طن...اي سمك...و هي علية صغيرة تحتوي على اجزاء قليلة من حيتان البحر....و لا تروي الا شخصا و احدا....
و بينما كان المجندون يتناولون الغداء وقت الظهيرة تسللت الى غرفة الطعام و اخذت علبة طن و اكلتها....و جاء الليل و قام الرتيب بعد العلب فوجدها ناقصة علبة واحدة....فايقظنا من النوم و امرنا بالوقوف سائلا عن تلك العلبة....
فرفعت السبابة و قلت ان من اخذها...انا من اكلها....فقال...يا خائن تأكل طعام الاخرين....قلت انها حصتي...فقال حصتك و حصك مجند آخر....و اخذ يوبخني....فقلت له مهددا...
بقي على انهاء هذه الخدمة عدة ايام....فوالله امكثها في السجن...اي سوف اضربك ضربا مبرحا....
و تعالت الصيحات مني و منه فتوعدني شرا فكان شرا حيث....و سنكمل ان شاء الله تعالى