و فجأة جاءت شاحنة تقلني و أُمرتُ بحمل امتعتي الكاملة...فالى اين...فالهمس و الصمت ادليا بدلوهما....
و بعد نصف ساعة و قبل مفيب شفق الاحمر....سمعت صوتا جوهريا يامرني بالترجل...فامتثلت امره...اصعد...من هنا...طابق اول فالثاني...ثم رتيب برتبة معاول و مجند...اهلا بك ايها المجند....لحسن حظك...انتقلت الى هنا...سوف تخدم معنا في هذا المكان...ليس عليك الا مراقبة العدو اليهودي...فهذا منظار ذو دقة عاليه و هذا و ذاك...
و تلك مواقع العدو...فهذه الزفاتة...و بجانبها الدفشة...(اسماء لتلك المواقع) فارصد عدد قذائف العدو المرسلة...ثم احصها...و دوّن مكان سقوطها....و بلّغ الكتيبة و السرية و اللواء....ووو
ما اجمل المعول و نقل اكياس الرمل و البحص...فالمسؤلية القيت على عاتقي...و حظي الوافر لم يحالفني و انا عديم المسؤلية فكيف به الان!!!و اي اخفاق بهذه المهمة فالعقوبة ضارية....و افكار من هنا و هناك و زاد الطين بلة!!!فالمعاون و المجند كل منها اخلد للنوم و هذه نوبتي...
و فجأة احسست بطقطقة تخالج رأسي و بربرة تعالج رجلاي...و كاد المبنى ان يسقط بمن فيه...فيا لجمال الهمس...و يا لروعة الصمت...القنابل من هنا تخرج و تسقط هنا...و تلك الصواريخ...و لا كهرباء و لا حرس على باب المدخل و لا باب له بل مكشوف السقف!!!
و اخذت اركض من هنا الى هناك...و من الشرفة الى الدرج...و اقترب صوت القذائف مني...ثم قنابل مضيئة فوقي او ابعد بقليل و فراش الرصاص الاحمر و الازرق و المدافع تعمل عملها...ماذا ادوّن؟؟؟و بمن اتصل؟؟؟او افر من جحيم الموت؟؟؟و كأن بل جسدي ارسل نداءه بعلوِّ حرارته فانتبهت و اذا....و سنكمل ان شاء الله تعالى