الجزء الخامس
وضوابط الأوراد الشرعية تبينها وتوضحها هذه الإجابة وهي ردا على سؤال منشور في موقع سؤال وجواب :
أولا : أفضل الأوراد ما نقل لفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الله تعالى لا يختار له إلا الأكمل والأفضل ، وهو صلى الله عليه وسلم لا يختار لأمته إلا ذلك.
ثانيا : يجوز للإنسان أن يصلي على نبيه صلى الله عليه بصيغة لم ترد إذا لم تتضمن محذورا شرعيا كالغلو فيه أو التوسل أو دعائه من دون الله .
ثالثا : ليس للذاكر أن يحدد وقتا أو عدداً أو كيفية للذكر إلا إذا ثبت ذلك بدليل صحيح ، لأن الله تعالى لا يعبد إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، والعبادة لا بد أن تكون مشروعة في ذاتها وكيفيتها ووقتها ومقدارها . فمن اتخذ لنفسه وردا لم يثبت لفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وحدد له عددا معينا أو التزم فعله في وقت معين فقد وقع في البدعة .
وهذه البدعة يسميها العلماء : البدعة الإضافية ، لكون العمل مشروعا في أصله ، لكن لحقته البدعة من جهة اختراع الكيفية أو تحديد المقدار والزمن .
واعلم أن الخير كله في اتباع ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن تأمل حال أصحاب الأوراد المخترعة وجدهم في أغلب الأحوال مقصرين في فعل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من أذكار الصباح والمساء ونحوها ، وهذا يؤكد ما جاء عن بعض السلف من أنه لا يبتدع إنسان بدعة إلا ويترك من السنة مثلها .
وقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة :
"الأصل في الأذكار والعبادات التوقيف ، [ أي أن يقتصر الشخص على ما أتى به الشرع ، فلا يعبد الله إلا بما شرعه على لسان رسول صلى الله عليه وسلم ] ، وعليه فما ثبت بالأدلة القولية أو العملية تقييده بوقت ، أو عدد ، أو تحديد مكان له ، أو كيفية ؛ عبدنا الله به على ما ثبت من الشرع له ، وأما ما شرعه الله من الأذكار والأدعية وسائر العبادات مطلقا عن التقييد بوقت أو عدد أو مكان أو كيفية فلا يجوز لنا أن نلتزم فيه بكيفية ، أو وقت أو عدد، بل نعبده به مطلقا كما ورد". انتهى من كتاب ( فتاوى إسلامية 4/178. ( ( 11 )
. يتبع