عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-08-2006, 07:48 AM   #4
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي في وقتنا الحالي.....

بارك الله بالجميع


ان مسألة التعدد هو امر ثابت بالقران والسنة النبوية ، ويقره ويرضاه المنطق والعقل السليم .
وذلك لان الله يعلم ما خلق ، وبحكم اختلاف طبائع البشر ، وهو اختلاف بين كل رجل واخر ، وبين كل امرأة واخرى ،

وغير مسألة ثبوت إباحته في الشرع ، فالتركيب الخلقي والنفسي للرجل يجعله مهيأ لأكثر من امرأة ، في نفس الوقت ، ومن طبيعة وسلامة الفطرة أن هذا غير مُهيأ للمرأة .

الا ان المتأثرون بالثقافة الغربية يتناولون هذا الموضوع وكأنه الطابع المميز للاسلام ، وفرضا من فروضه، وذلك نابع طبعا من تأثر هؤلاء بالاديان والمذاهب الاخرى....، فيبذلون جهودا كثيرة للضغط على صلاحية هذه الاباحة بهدف الاساءة الى الاسلام........

ولهؤلاء نقول ................ان تعدد الزوجات المقر شرعا عند المسلمين ، احسن من تعدد الزوجات (الريائي) المنحرف عند الغربيين ، وما يتبعه........ من مواكب اولاد غير شرعيين.....!

ان الاصل عند المسلمين في الغالب هو (زوجة واحدة)، ولكن عند توفر دواعي واسباب للتعدد فيبيح شرعنا الاسلامي ذلك بشرط : القدرة على الانفاق ، القدرة على العدل.

لست مع ولا ضد ، فأنا على يقين ان أمر قد سنه الشرع وأباحه لا يُترك عرضة للآراء الشخصية، وانما ألاحظ من كمّ النقاش الموجود في مناطق واماكن عدة حول هذا الموضوع ان القارئ والمشاهد ُيهيء له ان مجتمعاتنا الإسلامية تعاني بشكل مزمن من التعدد ، رغم ان هذا وان كان متركزا في بعض الدول الإسلامية لأسباب عدة الا ان نسبته لا تصل الى 1% في دول اسلامية عدة ، وانما نحن نفصل الأمر في ضوء واقعنا الحالي وعلى حسب ما نرى .

ومن نظرة واقعية الى وقتنا الحالي .......

فالاسباب التي تؤدي الى التعدد كثيرة جدا وأكثرها (انشارا وليس اهمية) .... ما يتعلق بالحياة الاجتماعية ، كالرغبة في انجاب الاطفال........
وما يتعلق كذلك باختلاف طبائع البشر ، فمن الرجال من هو قوي الغريزة ،ولا يستطيع الا ان يلبي نداء الفطرة وقد لا تكون عند زوجته الحالية هذه الرغبة الشديدة .......فماذا يفعل الرجل في هذه الحالة؟؟

وبما انني بدأت الحديث عن ( مسألة التعدد و الواقع الحالي).......فينبغي ان ابين ان البشر مختلفون :

فصنف من الرجال قد يتبع هواه ولا يبالي بالشرع ، فيجحف في حق الزوجة الاولى ،مادة وقلبا
(وهم الاكثر في ايامنا هذه)

ومنهم من يستدرك ذلك ، فيحاول تعويض الزوجة الاولى عن الميل القلبي بالميل المادي.

ومنهم كذلك ، من يتأثر كثيرا بكلام الناس ويرغب في الحصول على شهادة حسن السلوك الاجتماعي (ما شاء الله عليه ، تزوج ولم ينس زوجته الاولى ......!!) وبهذا يثبت ان مسألة التعدد ليس بالضرورة ان تعود بالظلم على الزوجة الاولى فقط ، كما يدفعنا التعاطف الاجتماعي الى الشعور بالاسى للزوجة الأولى ، ولكن يؤدي الى ظلم الزوجة الجديدة وحرمانها من الكثير من حقوقها الشرعية.

(والقليل منهم في وقتنا هذا ) من يفعل ما بوسعه للعدل.......!


وعلى ضوء واقعنا الحالي :

ليس من الصواب دوما ان نقول ان في مسألة تعدد الزوجات حلا للكثير من المشاكل الاجتماعية ............!! بل على العكس.... ان انشغال الزوج (بعروسه الجديدة ) ، وانشغال الزوجة الأولى (بالتحسر والحزن ومحاولة ابتلاع النزيف القلبي الذي سببه زوجها ) معناه اهمال الاطفال واهمال تربيتهم .. وهذا من ( المصائب) .

اما اذا كانت الزوجة الاولى ممن قدر لهم عدم الانجاب ....
وهذا اكثر ما شاهدته من مواقف في وقتنا الحالي..
تقف الزوجة بكل اعتداد وثقة بالنفس لتعطي لزوجها الحق بالاختيار بالزواج من اخرى، بشرط ان يطلقها ، فالزوجة ورغم معرفتها واعترافها بحق الزوج في هذه الحالة ........ الا انها ترفض ان تبقى (كالمسكينة المغلوب على امرها ) ، والقليل من النساء في وقتنا هذا من ترضى بالبقاء ،
وعندها قد يفعل الزوج وقد لا يفعل ، فالامر مرتبط بولعه الشديد بأن يكون لديه اطفال ، ورغبته كذلك في الابقاء على زوجته ، وعدم وجود مشاكل اخرى او تفاقم امور اخرى...

وانا ارى ان الطلاق من كل النواحي اعظم مصيبة .... من فوائد التعدد.



وفي أبسط النتائج ضررا ، فحتّى وان اضطرت الزوجة الأولى الى تقبل الواقع والذي حدث واستمرت في حياتها ، فمن المعروف ان العلاقة بين نساء حواء في كل مكان تنطوي دوما على الغيرة والمنافسة وحب الظهور، وهكذا تجد كلا من الزوجتين تصب جام حقدها وغضبها على الأخرى بينما يبقى هارون الرشيد مدللا بين زوجة على اليمين وزوجة على الشمال تتنافسان لإرضائه، وتسكت الواحدة عن ظلمه مهما كان حتى لا تفرّح قلب الأخرى ، وفي الواقع هذا المنظر يثير فكرة ان المرأة المسلمة تجهل معظم حقوقها في الإسلام.

وخلاصة القول ان امر تعدد الزوجات في وقتنا الحالي هو امر من العسير الاحاطة به من جهة فوائده ومساوئه، لأن مشاعرنا واوضاعنا الحياتية تختلف باختلافنا.. ولكل حالة دراسة وتقييم ، المهم هو ما ينتج عنها من آثار نفسية اجتماعية .

أما من يقترحون مسألة التعدد لحل مشكلة العنوسة ، فلسان حال كل زوجة سيقول : فليبتعدوا عن زوجي ، ألم يجدوا غير زوجي لحل مشكلة العنوسة في العالم العربي .؟



وفي النهاية ..................

لم أسمع في حياتي عن امرأة تعرب لي عن (سرورها) ........

بعد ان اتخذ زوجها زوجة ثانية...............!!
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة