السؤال
ص 163 / حكم البهائية والانتماء إليها
الجواب
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده . وبعد :
فقد استعرض بمجلس المجمع الفقهي نحلة البهائية التي ظهرت في بلاد فارس ( إيران ) في النصف الثاني من القرن الماضي ، ويدين بها فئة من الناس منتشرون في البلاد الإسلامية والأجنبية إلى
اليوم . ونظر المجلس فيما كتبه ونشره كثير من العلماء والكتّاب وغيرهم من المطلعين على حقيقة هذه النَّحلة ونشاتها ودعوتها وكتبها ، وسيرة مؤسسها المدعو ميرزا حسين علي المازندراي ، المولود
في 20 من المحرم 1233 – 12 من تشرين الثاني / نوفمبر 1817 م ، وسلوك أتباعه ثم خليفته ابنه عباس أفندي المسمى عبدالبهاء ، وتشكيلاتهم الدينية التي تنظم أعمال هذه الفئة ونشاطها .
وبعد المداولة واطلاع المجلس على الكثير من المصادر الثابتة ، والتي يعرضها بعضُ كتب البهائيين أنفسهم تبين لمجلس المجمع ما يلي :
1- إن البهائية دين جديد مختَرع ، قام على أساس البابية التي هي أيضا دين جديد مخترع ابتدعه المسمى باسم ( علي محمد ) المولود في أول المحرم 1235 هـ . من تشرين الأول / أكتوبر
1819 م في مدينة شيراز . وقد اتجه في أول أمره اتجاهاً صوفيّا فلسفيًّا ، على طريقة الشيخية التي ابتدعها شيخه الضال كاظم الرشتي خليفة المدعو أحمد زين الدين الأحسائي ، زعيم طريقة
الشيخة الذي زعم أن جسمه كجسم الملائكة نوراني ، وانتحل سَفسطات وخُرافات أخرى باطلة . وقد قال علي محمد بقولة شيخه هذه ، ثم انقطع عنه ، وبعد فترة ظهر للناس بمظهر جديد أنه هو علي بن
أبي طالب الذي يروي فيه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : " أنا مدينة العلم وعليَّ بابها " . ومن ثم سمى نفسه " الباب " ثم ادعى أنه الباب للمهدي المنتظر ، ثم قال أنه
المهدي نفسه ، ثم في أخريات أيامه ادعي الألوهية وسمى نفسه الأعلى فلما نشأ ميرزا حسين علي المازندراني ( المسمي بالبهاء ) المذكور ، وهو معاصر للباب اتبع الباب في دعوته ، وبعد أن حوكم
وقتل بكفره وفتنته ، أعلن ميرزا حسين علي أنه موصَى له في الباب برئاسة البابيين . وهكذا صار رئيسًا عليهم وسمى نفسه ( بهاء الدين ) . ثم تطورت به الحال حتى أعلن ( أن جميع
الديانات جاءت مقدمات لظهوره ، وأنها ناقصة لا يكملها إلا دينه ، وأنه هو المتصف بصفات الله ، وهو مصدر أفعال الله وأن اسم الله الأعظم هو اسم له ، وأنه هو المعني برب العالمين ، وكما نسخ
الأديان التي سبقته تنسخ البهائية الإسلام ) . وقد قام الباب وأتباعه بتأويلات لآيات القرآن العظيم غاية في الغرابة والباطنية بتنزيلها على ما يوافق دعوته الخبيثة . وأن له السلطة في تغيير
أحكام الشرائع الإلهية ، وأتى بعبادات مبتدعة يعبده بها أتباعه . وقد تبين للمجمع الفقهي بشهادة النصوص الثابتة عن عقيدة البهائيين التمهيدية للإسلام ولا سيما قيامها على أساس الوثنية البشرية ، في
دعوى ألوهية البهائية وسطلته في تغيير شريعة الإسلام . يقرر المجمع الفقهي بإجماع الآراء خروج البهائية والبابية عن شريعة الإسلام واعتبارها حربًا عليه ، وكفر أتباعهما كفرًا بواحًا لا تأويل
فيه . وأن المجمع ليحذر المسلمين في جميع بقاع الأرض من هذه الفئة المجرمة الكافرة ، ويهيب بهم أن يقاوموها ، ويأخذوا حِذرهم منها ، لا سيما أنها قد ثبت مساندة الدول الاستعمارية لها لتمزيق
الإسلام والمسلمين .. والله الموفق
المفتي : المجمع الفقهي الإسلامي