عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-05-2025, 07:04 PM   #3
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي

التَّكْفِيْرُ والتَّفسِيقُ مِن مَسائلِ الأَسْمَاءِ والأحكَامِ التي يَتعلَّق بها الوعدُ والوعيدُ في الدَّارِ الآخِرةِ، وتتعلَّق بها الموالاةُ والمعَادَاةُ، والقتلُ والعِصمةُ، وغيرُ ذلكَ في الدَّارِ الدُّنيا كما ذَكَرَ ذَلكَ ابنُ تيميةَ -رحمَهُ اللهُ-، فإطلاقُ الكُفرِ أو الفِسْقِ على مُسلمٍ أو الحُكْمُ عليهِ بالرِّدةِ لا يكونُ إلا بموجِبٍ قطعِي، وحُكْمٍ شَرعي يَسْتَنِدُ على الأدلةِ الشرعيَّةِ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ، وهو لأهلِ العلمِ الراسخين فيه، فلا مجالَ فيه للأهواءِ ونزعاتِ النفوسِ؛ ولهذا قالَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في هَذَا الحَدِيثِ مُحذِّرًا: «أيُّما رجلٍ قالَ لأخيهِ: يا كافِرُ» أي: رَمَاهُ بالكُفرِ، وحكَمَ عليهِ به بلا دليلٍ وبيِّنةٍ واضحةٍ، وبِلَا إقامةِ الحُجَّة عليه، وانتفاءِ الموانعِ «فقدْ باءَ بها أحدُهما» أي: إنْ كانَ مَن قيل له ذَلكَ كافرًا، فقدْ صَحَّ وَصْفُهُ بذلكَ، واستحقَّ هذا الوَصْف، وإنْ لم يكنْ كَذلكَ رَجَعَ إلى القَائلِ إثمُ هذه الكلمة، أو رَجَعَت إليهِ هذه الكلمة، وكَأنَّه كَفَّرَ نَفْسَهُ لتَكفيرهِ أخاهُ المسلِمَ، وقيل: إنَّ هَذا يُحملُ عَلَى مَن استَحلَّ تكفيرَ المسلمِ، وقيلَ غير ذلكَ من المحَامِل.
وهَذا الحديثُ يُحملُ عَلَى مَن رَمَى أخَاهُ المسلِم بالكُفْرِ مُعْتَدِيًا، فَكَفَّرَ مُسلِمًا بَرِيْئًا، وأمَّا مَن كانَ مُتأوِّلًا في التَّكفيرِ، كما قالَ عمرُ -رضي الله عنه- عن حَاطَبٍ: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنقَ هذا المنافقِ، فلا إثمَ عَليه ولا عُقوبة في الدُّنيا، ولا في الآخِرةِ.

منقول من موقع مركز السنة النبوية

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة