المطلب الثَّاني: حُكمُ الرُّقْيَةِ والاسترقاءِ
الرُّقيَةُ جائزةٌ، وهذا باتِّفاقِ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعة: الحَنفيَّة، والمالِكيَّة، والشافعيَّة، والحَنابِلَة، وحُكِيَ الإجماعُ على ذلك
الأدلَّة من السُّنَّة:
1- عن أنسِ بن مالكٍ رَضِيَ الله عنه، في الرُّقَى قال: ((رُخِّصَ في الحُمَةِ، والنَّمْلة، والعَيْن ))
2- عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الله عنه، قال
(كانَ لي خالٌ يَرْقِي من العَقْربِ، فنهى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الرُّقَى، قال: فأتاه، فقال: يا رسولَ الله، إنَّكَ نهيْتَ عن الرُّقى، وأنا أَرْقي من العقربِ، فقال: مَنِ استطاعَ منكم أن ينفَعَ أخاه فلْيَفْعلْ ))
3- عن جابرٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه أيضًا قال:
((نهى رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن الرُّقَى، فجاء آلُ عمرِو بنِ حَزْمٍ إلى رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فقالوا: يا رسولَ الله، إنَّه كانت عندنا رُقيةٌ يُرقَى بها من العَقْربِ، وإنَّك نهيْتَ عن الرُّقَى. قال: فعَرَضُوها عليه، فقال: ما أرى بأسًا؛ منِ استطاعَ مِنْكم أن ينفَعَ أخاه فلْيَنْفَعْه ))
4- عن عَوفِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللَّهُ عنه، قال:
((كنَّا نرقِي في الجاهليَّةِ، فقُلنا: يا رسولَ الله، ما تقولُ في ذلك؟ فقال: اعْرِضوا عليَّ رُقاكم، لا بأسَ بالرُّقى ما لم يكنْ فيه شِرْكٌ ))
5- عن عبد العزيزِ، قال: ((دخلْتُ أنا وثابتٌ على أنسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ الله عنه، فقال ثابتٌ: يا أبا حمزةَ، اشتَكَيْتُ، فقال أنسٌ: ألَا أَرْقيكَ بِرُقيةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قال: بلى، قال: اللَّهُمَّ، رَبَّ النَّاسِ، مُذْهِبَ الباسِ، اشْفِ أنتَ الشَّافي، لا شافِيَ إلَّا أنت، شفاءً لا يُغادِرُ سَقَمًا ))
موقع درر
قال الشيخ الإمام العلامة ابن باز رحمه الله رحمة واسعة
الرقية تكون بالقرآن وبالدعوات الطيبة هذه الرقية، مع رجاء أن الله يتقبل وينفع بها فينفث عليها بريقه ويقرأ الفاتحة أو بعض الآيات أو آية الكرسي أو قل هو الله أحد والمعوذتين القرآن كله شفاء، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44].
فالرقية تكون بالقرآن وبالدعوات الطيبة على محل الألم، ينفث على محل الألم في صدره أو رأسه أو يده أو رجله ويقرأ الفاتحة وما تيسر معها من القرآن ويدعو: (رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقما)، ويقول: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك)، هذه الرقية الشرعية، مع رجاء أن الله ينفع بذلك، وسؤاله أن يتقبل وأن ينفع وأن يشفي المريض، يكون عنده إيمان بأن الله هو الشافي وأن هذه أسباب، فهو يسأل الله أن يشفي المريض ويقرأ عليه، ويرجو من الله أن ينفع برقيته.
يجوز أن يرقي أشخاص اثنين ثلاثة قدامه ينفث على هذا وهذا ويقرأ لا بأس إذا استطاع ذلك يكون اثنين أو ثلاثة قدامه ينفث عليهم على صدورهم أو في أيديهم أو على رءوسهم على حسب المرض لا بأس ما هو بشرط واحد، لو كان اثنين قدامه أو ثلاثة نفث على هذا وهذا لا حرج فيه، لا نعلم في هذا حرج
منفول من موقعه جزاه الله خيرا