عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-11-2024, 12:55 PM   #1
معلومات العضو
عبدالله الأحد

افتراضي العبادة وأركانها

باب قول الله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون)

وقوله تعالى ** وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ** وقوله تعالى ** إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ** وقوله تعالى {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً **.
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقال له عُفير.قال: فقال: ( يا معاذ! أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً. وحق العباد على الله عز وجل أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً. قال قلت: يا رسول الله! أفلا أبشر الناس؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا ).
أخرجه البخاري برقم 2856 ومسلم برقم 30.
قال شيخ الإسلام كما في الفتاوى الكبرى (2/304): العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.اهـ

باب في أركان العبادة

الركن الأول: غاية الحب.
قال تعالى ** فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ** وقال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ **.
الركن الثاني: الخوف المجرد من القنوط.
قال تعالى {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ** وقال تعالى {فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ** وقال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء **.
الركن الثالث: الرجاء المقرون بالعمل.
قال تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ** وقال تعالى {أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً ** وقال تعالى ** َمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً **.
فالرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان أمناً, والخوف يسلتزم الرجاء ولولا ذلك لكان قنوطاً ويأساً. قال تعالى {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ** وقال تعالى {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً **.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في الفتاوى الكبرى (2/332): قال من قال من السلف: من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق, ومن عبد الله بالخوف وحده فهو حروري, ومن عبد الله بالرجاء وحده فهو مرجئ, ومن عبد الله بالحب بالخوف والرجاء فهو مؤمن موحد.اهـ

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة