" الدين الإسلامي العظيم ،
هو الدين الخالد الذي جاء متمِّماً ومكملا
للرسالات السماوية التي جاءت من قبله ،
وجاء نبيّ الهدى على النحوِ الذي يعرفونه
في كتبهم فازداد حقدهم وحسدهم له ؛
لأنه جاء من العرب ولم يكن من بني إسرائيل ،
فعاندوه وكذّبوه وأعرضوا عنه ،
بل أخذوا يؤلبون الناس والعرب عليه ،
حتى قال الله في شأنهم :
** بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا
بما أنزل الله بغياً أن يُنزّل الله من فضلِه
على من يشاءُ من عباده فباءو بغضب على غضب وللكافرين عَذاب مهين **
[ سورة البقرة : 90 ] .
ورغم ذلك طلب الله من النبي صلَّى الله عليه
وسلَّم أن يناشدهم قائلا لهم :
** قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء
بيننا وبينكم ألاّ نعبد إلَّا الله ولا نشرك شيئا
ولا يَتَّخِذ بَعضُنَا بعضاً أرباباً مّن دون الله
فإن تولّوا فقولوا اشهدوا بِأَنَّا مسلمون **
[ سورة آل عمران : 64 ] .
فاستمروا في العِناد والمكابرة رغم ظهور المعجزات والآيات البيّنات الدالة على صدق
نبوته ، والتي لا لبس فيها ولا غموض .
وقد خاطب الله الجنس البشري بأسره ،
على لسان رسول الهدى ونبي الرحمة
مبيّناً أن محمداً إنَّما هو رسول الله
المبعوث إلى الناس كافة ،
قال تعالى :
** قل يأيّها النّاس إنّي رسول الله إليكم
جميعا الّذي له ملك السّموات والأَرْضِ
لا إلَهَ إلَّا هو يُحي ويميت فآمنوا بالله
ورسوله النّبيّ الأمِّيّ الَّذي يؤمن بالله
وكلماته واتّبعوه لعلّكم تهتدون **
[ سورة الأعراف : 158 ] .
والنَّاس أمام هذا الحدث الكبير ،
قد انقسموا إلى فريقين ،
فريق في الجنّة .
وفريق في السَّعير .
وسيظل القرآن محفوظا في الصُّدور
وفي السطور ،
بدون أدنى تغيير أو تبديل ،
إلى أن يشاءُ الله وذاك حين رفعه
فلا يبقى منه شيء كما ثَبت من حديث حُذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
( ... ولَيُسْرَى على كِتابِ الله عَزَّوَجَلَّ في لَيْلَةٍ ،
فَلَا يَبْقَى في الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ،،، )
صحيح سنن ابن ماجه للألباني .
_ الدِّينُ الحَقُّ وقواعده الرّاسخة
( 4 / ص 24 وما بعدها )
تأليف : فوزي عبد المنصف .
مع اختصار وتصرف شديد .