عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:54 PM   #63
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي






" اشتمل القرآن الكريم على الأنظمة التي يحتاجها البشر في حياتهم المعيشية ،
ولم يَدَعْ جانباً من جوانب الحياة إلَّا كانت له نظرته الخاصة ، وتشريعه المستقل بحيث ينتج من مجموع أنظمته تشريعٌ متكامل
لمناحي الحياة كلها قال الله تعالى :
** اليوم أكملت لكم دينَكُمْ وأتممت عليكم نعمتي ورَضِيتُ لكم الإسلام دينا **
[ سورة المائدة : 3 ] .

إن ما اشتمل عليه القرآن من أحكام تتعلق بتنظيم المجتمع وإقامة العلاقات بين آحاده
على دعائم من المودة والرحمة والعدالة لم يسبق به في شريعة من الشرائع الأرضية .

فالأسس الأخلاقية والقواعد التشريعية
السامية التي تضمنها القرآن الكريم
تخرج عن طوق البشر
إحاطة ودقة وشمولا .

إنّ تاريخ الإنسانية يدُلُّ على أنها لم تُنجب
مفكرا أو فليسوفاً أو مُصلحاً اجتماعيا
استطاع أن يضع نظاماً كاملا للعلاقات
الداخلية والخارجية لدولة ما .

وكم من حكيم حاول ذلك ، ولكن نظرياته
يعتريها النقص أحيانا ،
والتناقض طورا ، ومجانبة الصّواب كثيراً .

[ بل حتى المجالس والهيئات التي تضم العديد من الأذكياء والحكماء والمفكرين والعباقرة وغيرهم وفي العديد من الدول وعلى اختلاف أزمنتهم ودولهم ]

لم يستطيعوا وضع نظام حياة لشعب ما
بمختلف فئاته وتنوعها .
ومحاولاتهم لم تسلم من كثرة الانتقاد عليها في حياتهم ومحاولة تغييرها وتطويرها واستبدالها بغيرها بعد مماتهم أو أثناء حياتهم ...

علما أن هذه النظريات لا تتناول إلَّا جوانب
محدودة من جوانب الحياة الإجتماعية .

أما أن توضع نظرية متكاملة الجوانب للكون والمخلوقات والأفراد والجماعات والدول
في شتى صورها وحالاتها ،
فهذا مما يَخرجُ عن طاقة البشر مهما أُوتوا من علم وحكمة وذكاء .

ومما يؤكد وجه دلالة الإعجاز التشريعي
في القرآن أن المتعمق في دراسة التشريعات الإسلامية في مختلف جوانبها
يدرك إدراكا واضحا أنها تهدف إلى هداية الإنسان في حياته الدُّنيا إلى أقوم السبل
وتوفر له التوازن الدقيق في متطلباته الروحية والجسدية والعقلية والطمأنينة والسعادة في الحياة الدُّنيا وأزالت القلق
عن النفوس من المستقبل الدنيوي والأخروي
وفي هذا بُرهان ساطع على أنها شريعة
مُنَزَّلة من خالق الخلق أجمعين .

وتكون الدلالة أوضح ، والبرهان أظهر عندما تعلم أن الذي نزلت عليه كان أُمّياً
لا يقرأ ولا يكتب ، وأتى بهذا النظام للعلاقات الاجتماعية والتنظيم الإنساني
ما لم يسبقه سابق ولم يلحقه به لاحق " .



_ انظر : الإسلام حقيقته ، شرائعه ، عقائده ، نظمه ، لـ د. محمد إبراهيم
( 2 / 632 - 636 )
مع اختصار وتصرف شديد .






 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة