عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:49 PM   #57
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي








" وأمَّا النظرة إلى المعاني :
فسنقتصر منها على نواح ثلاث :

الناحية الأولى :
الشمول القرآني لكل شيء ،
وتعرُّضه للعلوم والفنون ، وعلاج النفوس ،
وصدق الله إذ يقول :
** مّا فرّطنا في الكتاب من شيء **
[ سورة الأنعام : 38 ]
وإِذْ يقول :
** ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكلّ شيء وهدى
ورحمة وبشرى للمسلمين **
[ سورة النحل : 89 ]

وقد جاء هذا كله على لسان نبيٍّ أُميٍّ لم يذهب إلى معلم ، ولم يدرس في كلية ،
ولم يتخصص في جامعة ،
لقد جاء بتفصيل ما يحتاج إليه البشر ،
وحل مشكلاتهم من ناحية الحكم ،
والتشريع ، ونظام الطبقات ، والأسرة .

أما نظام الحكم :
فقد حلّه في ثمان كلمات ،
هي قوله تعالى : ** وشاورهم في الأمر
فإذا عزمتَ فتوكّل على الله إنَّ الله يُحبُّ
المتوكّلين **
[ سورة التوبة : 159 ] .

وأمَّا مشكلة الطبقات : فقد حلَّها في
أربع عشرة كلمة ،
سبع خاطب بها الحاكم ،
وهي قوله تعالى : ** خذ من أموالهم صدقة
تطهّرهم وتزكّيهم بها **
[ سورة التوبة : 103 ] .

وسبع خاطب بها المحكومين ،
وهي قوله تعالى : ** والّذين في أموالهم
حقٌّ مّعلوم * للسّائل والمحروم **
[ سورة المعارج : 24 - 25 ] .

وأمَّا مشكلة الأسرة : فقد حلّها في ثمان كلمات هي قوله تعالى : ** ولهنّ مثل الّذي
عليهنّ بالمعروف وللرّجال عليهنّ درجة والله
عزيز حكيم **
[ سورة البقرة : 228 ] .

وبذلك جاء القرآن الكريم ، بحلِّ مشكلات الإنسان في الحكم ، ونظام الطبقات والأسرة في ثلاثين كلمة فقط ،
وهذه هي أهم مشكلات العالم التي يعاني منها ، والتي أنفق العُلَماء والباحثون والمختصون والفلاسفة أعمارهم في حلها ،
ولم يصلوا إلى ما وصل إليه القرآن الكريم
الذي فتح أمام الناس باب العلم الزاخر الذي لا ينتهي ، وباب الترقي البشري والتطور العلمي ،
وهذا هو معنى الإعجاز ،
فلو طبقت هذه الحلول القرآنية تطبيقا صحيحا ، ما بقي على ظهر الأرض فقير ،
ولا أسرة منحلّة ، ولا بيوت فاسدة ،
ولأصبح الحاكم سعيدا بتوفيقه ،
والمحكوم سعيدا بحريته .

والنظرة الثانية : هي أن القرآن خالد متجدد
ومَرِن يدور مع الزمن ، ولا يتعارض مع التطور العقلي والعلمي ،
فالله جلَّت قدرته يعلم أن الإنسان في تطور مستمر ، وتقدم متواصل ،
وأنه دائماً يسير إلى الأمام ،
فلو أنه بيَّن القوانين الكونية ، والنظريات العلمية ، كما هي مضبوطة ومحددة ،
لتولى بني الإنسان الارتباك والدهشة ،
ولأصروا على العِناد والتكذيب ،
ومَنْ جهل شيئاً عاداه ،

ولذلك جاء القرآن يَسيرُ مع التقدم العلمي
والبشري خطوة خطوة ،
وصدق الله إذ يقول : ** سنُريهم آيَاتِنَا
في الأفاق وفي أنفسهم حتَّى يتبيّن لهم
أنَّهُ الحَقُّ أَوَلَمْ يكفِ بِرَبِّك أنَّهُ على كل شيء شهيد ** [ سورة فصلت : 53 ] .

وهكذا فكلما اكتشفت حقيقة علمية ،
وجدنا لها إشارة في القرآن الكريم .

والله عزّوجلّ يقول : ** أفَلَا يتدبّرون القرآن
ولَوْ كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا
كثيرا ** [ سورة النّساء : 82 ] .

والنظرة الثالثة : هي ما وُجِدَ في القرآن الكريم من أسرار غيبية مثل قولِه تعالى :
** الم * غُلبت الرّوم * في أدنى الأرض وهُمْ مّن بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الأمر من قَبْلُ ومِن بَعْدُ ويومئذ يفرحُ المؤمنون * بنصر الله ينصرُ مَن يشاء
وهو العزيز الرّحيم * وَعْدَ الله لا يُخلف الله
وعده ولكِنَّ أكثر النّاس لا يعلمون **
[ سورة الروم : 1 - 6 ] .

وقد تحقق نبوءة القرآن في بضع سنين كما ذكر الله عزّوجلّ ، وانتصر الروم على الفرس ، وفرح المؤمنون بذلك ؛ لأن الروم أهل كتاب سماوي ،
والفرس كانُوا يعبدون النّار ،
ولا يؤمنون بالله ، وحَزَن المشركون لأنهم
يعبدون الأصنام ويشركون مع الله غيره ،
على مثل حالهم .

ومثل هذا : ما جاء في قولِه تعالى :
** والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة
ويخلق الله ما لا تعلمون **
[ سورة النحل : 8 ] .

فقد ظهرت السيارات ، والقطارات ،
والطائرات ، وعابرات القارات ، وغير ذلك
من أنواع المواصلات والاتصالات ،
التي أشار الله إليها في قولِه تعالى :
** ويخلق ما لا تعلمون **

إلى غير ذلك من الآيات والمستجدات ،
والله يقول الحَقَّ وهو يَهدي السبيل ،
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلّم " .



_ الدِّينُ الحَقُّ وقواعده الرّاسخة
( 1 / 32 - 34 )
تأليف : فوزي عبد المنصف .






 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة