عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:44 PM   #50
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي


قال تعالى :
** حم * عسق * كذلك يُوحِي إليكَ وإلى الَّذينَ مِنْ قَبْلكَ الله العَزِيزُ الحَكيمُ *
له ما في السَّماواتِ وما في الأَرْضِ
وهو العَلِيُّ العَظيمُ * تَكَادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ والملَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ
بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ في الأَرْضِ
ألَا إنّ الله هو الغَفُورُ الرَّحيمُ * والَّذينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أولِياءَ الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ
وما أَنْتَ عَلَيْهمْ بوَكيلٍ * وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ القُرَى ومَنْ حَوْلَهَا
وتُنْذِرَ يَوْمَ الجَمْعِ لَا رَيْبَ فيه فَريقٌ في الجَنَّةِ وفَريقٌ في السَّعيرِ * ولَوْ شاءَ الله لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً واحِدَةً ولكنْ يُدْخِلُ مَنْ يَشاءُ في رَحْمَتِهِ والظَّالِمُونَ ما لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ ولَا نَصِيرٍ **

سورة الشّورى 1 - 8


قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :

يخبر تعالى أنه أوحى هذا القرآن العظيم إلى النبيِّ الكريم كما أوحى إلى مَن قبلَه من الأنبياء والمرسلين ؛
ففيه بيانُ فضلِه بإنزال الكتب وإرسال الرُّسل سابقا ولاحقا،
وأنّ محمداً صلّى الله عليه وسلم
ليس ببدعٍ من الرّسل،
وأنّ طريقَته طريقةُ مَن قبلَه،
وأحواله تناسبُ أحوالَ مَن قبلَه مِن
المرسلين ،
وما جاء به يشابِه ما جاءوا به ؛
لأنّ الجميع حقٌّ وصدقٌ ،

وهو تنزيل من اتّصفَ بالألوهيَّة والعزَّة العظيمة والحكمة البالغةِ ،
وأنّ جميع العالم العلويِّ والسفليِّ مُلكُه وتحت تدبيره القدريِّ والشرعيِّ ،
وأنّه ** العَلِيُّ ** بذاته وقدره وقهره . ** العَظِيمِ ** الذي من عظمته

** تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ **
على عظمها وكونها جمادا،
** والمَلَائِكَة ** :
الكرامُ المقرَّبون خاضعون لعظمتِه مستكينون لعزَّته مذعنون بربوبيَّته ،

** يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ** :
ويعظِّمونه عن كل نقص،
ويصفونه بكل كمال ،

** ويَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ في الأَرْضِ **
عما يصدُر منهم مما لا يليقُ بعظمة ربِّهم وكبريائه،
مع أنه تعالى ** الغَفُورُ الرَّحيمُ ** :
الذي لولا مغفرتُه ورحمتُه ؛
لعاجَلَ الخلقَ بالعقوبةِ المستأصِلَة .

وفي وصفِه تعالى بهذه الأوصاف،
بعد أن ذَكَر أنّه أوحى إلى الرسل كلهم عموما وإلى محمد
صلى الله عليهم وسلم
خصوصا إشارةٌ إلى أن هذا القرآن الكريم فيه من الأدلةُ والبراهينُ والآياتُ الدالَّةُ
على كمال الباري تعالى ووصفِه بهذه الأسماء العظيمة الموجبة لامتلاءِ القلوب
مِن معرفتِه ومحبتِه وتعظيمِه وإجلالِه وإكرامِه وصرف جميع أنواع العبوديّة الظاهرة والباطنة له تعالى ،
وأنّ مِن أكبر الظُّلم وأفحش القول
اتِّخاذ أندادٍ من دونِه ،
ليس بيدهِم نفعٌ ولا ضرٌّ ،
بل هم مخلوقون مفتقرون إلى الله
في جميع أحوالهم .

ولهَذا عقَّبَه بقولِه :
** والَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ **
يتولّونَهم بالعبادة والطاعة ؛
كما يعبدون الله ويطيعونَه ؛
فإنّما اتّخذوا الباطلَ ،
وليسوا بأولياءٍ على الحقيقة .

** الله حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ **
يحفظُ عليهم أعمالَهم فيجازيهم
بخيرها وشرِّها ،
** وما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ** :
فتسألُ عن أعمالهم ،
وإنّما أنت مبلغٌ أديتَ وظيفتَك .

ثم ذكر منَّته على رسوله وعلى الناس
حيث أنزل الله ** قُرْآنًا عَرَبِيًّا **
بيِّن الألفاظ والمعاني ،
** لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى **
وهي مكة المكرمة
** ومَنْ حَوْلَهَا ** : من قُرى العرب،
ثم يسري هذا الإنذار إلى سائر الخلق ،

** وتُنْذِرَ ** النّاس ** يَوْمَ الجَمْعِ **
الذي يجمعُ الله به الأوّلين والآخرين، وتخبرُهم أنّه ** لَا رَيْبَ فِيهِ **
وأن الخلق ينقسمون فيه فريقين :
** فَرِيقٌ في الجَنَّةِ **
وهم الذين آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين، ** وفَرِيقٌ في السَّعيرِ **
وهم أصنافُ الكَفَرة المكذّبين .

** و ** مع هذا
** لَوْ شَاءَ اللهُ ** لَجَعَلَ النّاسَ
أي : جعل النّاس ** أُمَّةً وَاحِدَةً **
على الهدى ؛
لأنّه القادر الذي لا يمتنع عليه شيء،
ولكنه أراد أن يُدْخِلَ في رحمتِه مَن شاء
مِن خواصِّ خلقِه ،

وأمّا الظّالمون الذين لا يَصْلُحون لصالح ؛ فإنّهم محرومون من الرّحمة ؛
فـمَا لَهُمْ مِن دون الله مِنْ وَلِيٍّ يتولاهم فيحصِّلُ لهم المحبوب ،
وَلَا نَصِيرٍ يدفعُ عنهم المكروهَ . اهـ













 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة