‫" التعريف بالقرآن الكريم .‬
‫تعريف القرآن :‬
‫« القرآن هو كلام الله المنزل على ‬
‫النّبيّ محمد صلى الله عليه وسلّم ‬
‫المكتوب في المصاحف، ‬
‫المنقول بالتواتر، المتعبد بتلاوته، ‬
‫المعجز ولو بسورة منه » .‬
‫وقد اشتمل هذا التعريف على الصفات التالية للقرآن، ‬
‫وتعتبر في اصطلاح أهل التعاريف ‬
‫قيودا تشمل المعرّف وتميزه عما عداه‬
‫ وهي :‬
‫كلام الله : قيد يخرج به كلام الخلق ‬
‫من الإنس والجن والملائكة، ‬
‫فكل ذلك لا يسمى قرآنا .‬
‫المنزل : قَيْد يخرج به كلام الله غير المنزل وهو ما استاثر الله بعلمه، ‬
‫أو خاطب به ملائكته دون امر بالإنزال .‬
‫على النّبيّ محمد صلّى الله عليه وسلم : قَيْد يخرج به ما أنزل على ‬
‫الأنبياء السابقين، ‬
‫كالتوراة والإنجيل، والزبور وغيرها، ‬
‫فلا يسمى شيء منها قرآنا .‬
‫المكتوب في المصاحف : ‬
‫وهذه مزية للقرآن أنه دُوِّنَ‬
‫ وحُفِظ بالكتابة منذ عهد النبي ‬
‫صلّى الله عليه وسلم وبإشرافه ‬
‫واعتنائه الزائد .‬
المنقول بالتواتر :
وهذه ميزة أخرى للقرآن،
وهذا القيد في التعريف لبيان الواقع
لا للاحتراز،
ولا يوجد شيء من القرآن غير متواتر، فيخرج بذلك ما نُقل بالآحاد من وجوه القراءات
أو لا يوجد في المصحف الإمام .
المتعبد بتلاوته : أي أن مجرد تلاوة القرآن عبادة يثاب عليها المؤمن،
ولو لم يكن استحضر نية تحصيل الثواب بالتلاوة، كما أن الصّلاة لا تصح
إلاّ بتلاوة شيء منه،
وهذا القيد يخرج به منسوخ التلاوة،
فإنّه بعد النسخ لا يتعبد بتلاوته،
وتخرج به القراءات الشاذة،
لأنّا غير متعبدين بها،
وكذا الأحاديث القدسية .
‫المعجز ولو بأقل شيء منه : ‬
‫والإعجاز أعظم خصائص القرآن، ‬
‫حتى لو عرّف القرآن بهذه الصفة :‬
‫ « الكلام المعجز » لكفى ذلك لتمييزه والتعريف به .‬
‫والقرآن معجز بجملته، ‬
‫كما أنه معجز بأي سورة منه، ‬
‫ولو كانت هي أقصر سورة من سوره " .‬
‫_ مقرر المدخل لعلوم القرآن‬
‫لطلاب كلية الدعوة وغيرهم في جامعة أم القرى‬
‫إعداد الدكتور‬
‫أحمد عطا محمد عمر .‬
" جَمْعُ القرآن في الصُّدور .
جَمْعُ القرآن في السُّطور .
وهاتان الصُّورتان للجمع هما أشهر الصّور
التي يصدق عليها اسم جَمْعِ القرآن ،
وهما أهمُّ ركائز حفظ القرآن ،
وكان من قَدَر الله لحفظ كتابه الكريم
أن يسّر حفظَه ،
وهيّأ له مَن يكتبه ويُدوِّنُه ، فصار باقيا إلى قيام السّاعة مقروءا ومكتوباً .
فالتّعبيرُ عنه بأنّه " قرآنٌ " فيه إشارة إلى
قراءته ، سواء أكان في الصُّدور ،
أم في السّطور .
والتعبير عنه بأنه " كتاب " فيه إشارة إلى كتابته ، وأنّه سيكون محفوظاً في كُتب
يقرأها المسلمون " .
_ جهود الصّحابة في جَمْع القرآن
جمع وتحقيق أحمد سالم
( ص 29 ) .
قال الشيخ الدكتور محمد بن محمد
أبو شهبة :
" ومن خصائص هذه الأُمّة حفظها
لكتاب ربِّها وهو القرآن
إلى أن قال :
فقد أتم حفظه الألوف المؤلفة من الصّحابة
وبحسبك أن تعلم أنّ مَن قُتل من القرّاء
في موقعة اليمامة كانُوا سبعمائة
على ما قيل ، وعن الصّحابة حفظه الألوف
المؤلفة من التّابعين ، وهكذا دواليك ،
تلقته طبقة عن طبقة بالحفظ والعناية والصيانة ،
حتى وصل إلينا القرآن الكريم ،
من غير زيادة ولا نقصان ولا تحريف
ولا تبديل " .
_ المدخل لدراسة القرآن الكريم
( ص 261 - 264 ) .