رَوَى البخاريُّ في صحيحه ...
عن ثابت عن أَنَسٍ قال :
« جاءَ زَيْدُ بْنُ حارثَةَ يَشْكُو ،
فَجَعَلَ النّبِيُّ صلّى الله عليه وسَلَّمَ يقول :
( اتَّقِ الله وأَمْسِكْ عليْك زَوْجَكَ ) ،
قال أنسٌ :
لَوْ كان رَسُولُ الله صلَّى الله عَلَيْهِ وسلَّم كاتِمًا شيْئًا لَكَتَمَ هَذهِ ،
قال :
فكانت زيْنَبُ تَفْخَرُ على أَزْوَاجِ النّبيِّ صلّى الله عليه وسلّم تقول :
زَوَّجَكُنَّ أَهالِيكُنَّ ،
وزَوَّجَنِي الله تعالى مِنْ فَوْقِ
سَبْعِ سَمَوَاتٍ » .
رواه البخاري / كتاب التوحيد .
باب ** وكان عرشه على الماء **
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قوله : ( قال أنس لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا
لكتم هذه )
... وذكر ابن التين عن الداودي
أنه نسب قوله
( لو كان كاتما لكتم قصة زينب )
إلى عائشة ، قال وعن غيرها
( لكتم عبس وتولى ) ،
قلت : قد ذكرت في تفسير سورة الأحزاب حديث عائشة قالت
( لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا من الوحي ) الحديث ،
وأنه أخرجه مسلم والترمذي
ثم وجدته في مسند الفردوس
من وجه آخر عن عائشة
من لفظه صلى الله عليه وسلم
( لو كُنتُ كاتماً شيئاً من الوحي ) الحديث ،
واقتصر عياض في الشفاء على نسبتها إلى عائشة والحسن البصري وأغفل حديث أنس هذا
وهو عند البخاري ،
وقد قال الترمذي بعد تخريج
حديث عائشة :
وفي الباب عن ابن عباس ،
وأشار إلى ما أخرجه
وأما الرواية الأخرى في
** عبس وتولّى **
فلم أرها إلاّ عند عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أحد الضعفاء ،
أخرجه الطبري وابن أبي حاتم عنه قال " كان يقال لو أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كتم شيئا
من الوحي لكتم هذا عن نفسه "
وذكر قصة ابن أم مكتوم ونزول
** عبس وتولّى ** انتهى .
فتح الباري ( 13 / 496 - 498 )
ط : دار الحَديث القاهرة .