قال الحافظ السّيوطيّ رحمه الله :
" وقال ابن سراقة : اختلف أهل العلم في وجه إعجاز القرآن ،
فذكروا في ذلك وجوها كثيرة كلّها حكمة وصوابٌ ،
وما بلغوا في وجوه إعجازه جزءا واحدا من عشر معشاره :
فقال قوم : هو الإيجاز مع البلاغة .
وقال آخرون : هو البيان والفصاحة .
وقال آخرون : هو الرّصف والنظم .
وقال آخرون : هو كونه خارجا عن جنس كلام العرب من النظم ،
والنثر ، والخطب والشِّعر ،
مع كون حروفه في كلامهم ومعانيه في خطابهم وألفاظه من جنس كلماتهم ،
وهو بذاته قبيل [ نوع وصنف ]
غير قبيل كلامهم ،
وجنس آخر متميّزٌ عن أجناس خطابهم ،
حتى إنّ من اقتصر على معانيه ، وغيّر حروفه أذهب رونقه ،
ومن اقتصر على حروفه وغيّر معانيه أبطل فائدته ،
فكان في ذلك أبلغ دلالة على إعجازه .
وقال آخرون : هو كون قارئه لا يكلّ ، وسامعه لا يَمَلّ ،
وإن تكررّت عليه تلاوته .
وقال آخرون : هو ما فيه من الإخبار عن الأمور الماضية .
وقال آخرون : هو ما فيه من علم الغيب والحكم على الأمور بالقطع .
وقال آخرون :
هو كونه جامعا لعلومٍ يطول شرحها ويشقُّ حصرها " . انتهى
نقلته من : الإتقان في علوم القرآن
( 2 / 1013 - 1014 )
ط : دار ابن كثير .