عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-01-2024, 04:29 PM   #33
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي



قال الحافظ السّيوطيّ رحمه الله :

" وقال الأصبهانيُّ في تفسيره : اعلم أنّ إعجاز القرآن ذُكر مِن
وجهين :

أحدهما : إعجاز يتعلّق بنفسه ،

والثاني : بصرف النّاس عن
معارضته ...

.. قال : فظهر مِن هذا أنّ الإعجاز المختص بالقرآن يتعلّق بالنظم المخصوص .

وبيان كون النظم معجزا يتوقَّف
على بيان نظم الكلام ،
ثم بيان أن هذا النظم مخالف
لنظمِ ما عَدَاهُ ،

فنقول :
مراتب تأليف الكلام خمسٌ :

الأولى : ضمُّ الحروف المبسوطة بعضها إلى بعض ،
لتحصل الكلمات الثلاث :
الاسم والفعل والحرف .

والثانية : تأليف هذه الكلمات بعضها إلى بعض ،
لتحصل الجُمل المفيدة ،
وهو النّوع الذي يتداوله النّاس جميعا في مخاطباتهم ،
وقضاء حوائجهم ،
ويقال له المنثور من الكلام .

والثالثة : ضمُّ بعضِ ذلك إلى بعض ضمّاً له مَبادٍ ومَقاطع ،
ومداخل ومخارج ،
ويقال له : المنظوم .

والرابعة : أن يعتبر في أواخر الكلام مع ذلك تسجيع ،
ويقال له المسجّع .

والخامسة :
أن يُجعلَ له مع ذلك وزنٌ ،
ويقال له : الشِّعر .

والمنظوم : إمّا محاورة
ويقال له : الخطابة ،
وإما مُكاتبة ويقال له : الرسالة .

فأنواع الكلام لا تخرج عن هذه الأقسام ،
ولكلّ من ذلك نظم مخصوصٌ ،

والقرآن جامعٌ لمحاسن الجميع
على نظم غير نظم شيء منها ،

يدُلُّ على ذلك أنّه لا يصح أن
يقال له : رسالة ، أو خطابة ،
أو شعر ، أو سجع ،
كما يَصحُّ أن يقال : هو كلام .

والبليغ إذا قَرع سمعَه فَصَلَ بينَه وبين ما عداه من النظم ،

ولهذا قال تعالى :
** وإنّه لكتاب عزيز * لاّ يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه **
[ سورة فصلت : 41 - 42 ] .

تنبيها على أنّ تأليفَه ليس على
هيئة نظم يتعاطاه البشر ،
فيمكن أن يغير بالزيادة والنقصان كحالة الكتب الأخرى ... " .



نقلته من : الإتقان في علوم القرآن
( 2 / 1009 - 1010 )
ط : دار ابن كثير .
مع شيء من الاختصار .



 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة