التمائم لغة جمع تميمة، وهي خرزات كان الأعراب يعلقونها على أولادهم لدفع العين بزعمهم. أو قطعة من الجلد أو الورق، يكتب عليها أدعية وأوراد، يعلقها بعض الناس على مرضاهم، بغرض دفع شر متوقع، أو الشفاء من مرض حاصل وقع1.
ويتضح من تعريف التميمية أنها كانت تتخذ لغرضين:
1- دفع الشرك المتوقع؛ من مرض أو عين، قبل أن يحصل "كالذي يعلق على الصبيان، أو الفرس، أو المساكن، أو السيارات".
2- دفع الشر الذي وقع بالفعل "وهذا الذي يعلق على المريض".
ثانيا: حكم تعليق التمائم
تعليق التمائم من باب شرك الأسباب، وهذا قد يكون أكبر، وقد يكون أصغر، حسب حال صاحبه، ولذلك ينظر في حال المتعلق، وفي حال المعلق.
يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى عن التمائم: قد تكون شركا أكبر إذا اعتقد معلق التميمة أنها تحفظه، أو تكشف عنه المرض، أو تدفع عنه الضرر، دون إذن الله ومشيئته2، ويقول رحمه الله في موضع آخر: والصواب أن تعليق التمائم ليس من الاستهزاء بالدين، بل من الشرك الأصغر، ومن التشبه بالجاهلية، وقد يكون شركا أكبر على حسب ما يقوم بقلب صاحب التعليق من اعتقاد النفع فيها، وأنها تنفع وتضر دون الله عز وجل، وما أشبه هذا الاعتقاد، أما إذا اعتقد أنها سبب للسلامة من العين أو الجن ونحو ذلك، فهذا من الشرك الأصغر؛ لأن الله سبحانه لم يجعلها سببا، بل نهى عنها وحذر، وبين أنها شرك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وما ذاك إلا لما يقوم بقلب صابحها من الالتفات إليها، والتعلق بها3.
فتعليق التمائم مع اعتقاد أنها سبب للسلامة من الشر الواقع أو المتوقع: شرك أصغر.
وتعليق التمائم مع اعتقاد أنها تنفع وتضر دون إذن الله ومشيئته: شرك أكبر.
__________
1 انظر: فتح الباري لابن حجر 10/ 196. ولسان العرب لابن منظور 12/ 69-70.
2 مجموع فتاوى الشيخ ابن باز 2/ 384.
3 قاله رحمه الله معلقا على حواشي الشيخ حامد الفقي على كتاب "فتح المجيد" حاشية رقم 133.
ثالثا: نوعا التمائم: التمائم نوعان؛ محرمة، ومختلف فيها.
النوع الأول: التمائم المحرمة
وهي التي جمعت أحد هذه الأمور "واحد يكفي كي تكون محرمة":
1- ليست من الكتاب، ولا من السنة، بل هي من طلاسم اليهود، أو المشركين، أو مستخدمي الجن، ونحوهم.
2- إذا كانت من الخرز، أو الأوتار، أو الحلق من الحديد وغيره كالأساور؛ فإن تعليقها محرم بلا ريب؛ إذ ليست من الأسباب المباحة، ولا الأدوية المعروفة1.
3- إذا كان فيها شرك؛ كالاستغاثة بأحد غير الله عز وجل.
4- إذا كان صاحبها أو حاملها يعتقد أنها تنفع بذاتها، وأنه إن رفعها بقي المرض2.
أدلة التمائم المحرمة: جاءت أدلة كثيرة بتحريم التمائم التي فيها أحد هذه الأمور السابقة، ومن هذه الأدلة:
1- قول الله عز وجل: {قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ** [الزمر: 38] .
2- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلق تميمة فقد أشرك" 3.
3- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرقى والتمائم والتولة 4 شرك" 5.
4- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تعلق شيئا وكل إليه" 6.
__________
1 انظر تيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله ص152، 154، 156-162.
2 انظر: معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي 1/ 384 والتمائم في ميزان العقيدة للدكتور علي العلياني ص33.
3 أخرجه أحمد في المسند 4/ 156، والحاكم في المستدرك 4/ 219. ورواة أحمد ثقات، كما قال الهيثمي في مجمع الوائد 5/ 103، وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة رقم 492".
4 التولة: شيء تصنع المرأة، تجلب به محبة زوجها، وهو ضرب من السحر. "الدين الخالص 2/ 238".
5 أخرجه أحمد في المسند 1/ 381. والحاكم في المستدرك 4/ 217، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأبو داود وابن ماجه في السنن، كلاهما في كتاب الطب، باب في تعليق التمائم.
وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة رقم331".
6 أخرجه أحمد في المسند 4/ 310-311. والترمذي في الجامع الصحيح، كتاب الطب، باب ما جاء في كراهية التعليق. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/ 208.
النوع الثاني: التمائم المختلف فيها وهي التي جمعت الشروط التالية 1
1- أن تكون بشيء من القرآن الكريم، أو بالأدعية الصحيحة.
2- أن تكون بلغة عربية مفهومة، أو بلغة أخرى يفهم معناها.
3- أن تكون خالية من الطلاسم، والشركيات.
4- أن يكون صاحبها على عقيدة صافية؛ بأنه لا يجلب النفع ولا يدفع الضر إلا الله.
حكم هذا النوع من التمائم:
هذا النوع من التمائم قد اختلف العلماء في حكمه، فرأى بعضهم جوازه، وبعضهم تحريمه. يقول الإمام أحمد: "التعليق كله يكره، والرقى ما كان من القرآن، فلا بأس به"2.
أدلة من قال بتحريم هذا النوع 3:
1- عموم النهي الوارد في التمائم، دون تخصيص نوع منها؛ فقد جاء المنع من تعليق التمائم دون تفصيل. ولو كان تعليق التمائم مشروعا، لبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما بين الرقية وأذن فيها بقوله: "لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك"4.
2- إن القول بجواز تعليق التمائم المختلف فيها قد يعطل سنة الرقية المتفق عليها.
3- إن القول بتعليق التمائم متردد بين الجواز والتحريم. وما كان كذلك فالأولى اجتنابه درءا للمفاسد، واتقاء للشبهات.
4- تعليق التمائم وسيلة مفضية إلى الشرك؛ فقد يعتقد معلقها أنه لولا التمائم لحصل له كذا وكذا فيحصل فيها تعلق القلب، فيفضي إلى اعتقاد أنها مؤثرة بذاتها. وهذا شرك. وسد الذرائع واجب، ودفع المفاسد مقدم على جلب المصالح5.
__________
1 انظر أحكام الرقى والتمائم للدكتور فهد السحيمي ص243، 253.
2 مسائل الإمام أحمد برواية الكوسج 2/ 169.
3 انظر التمائم في ميزان العقيدة للدكتور علي العلياني ص46-50.
4 تقدم تخريج هذا الحديث ص138، ح"1".
5 انظر معارج القبول للشيخ حافظ الحكمي 1/ 382.
5- يؤدي تعليقها إلى حمل القرآن ممن لا يفقه معناه، ولا يعرف منزلته، فلا يوقره، وقد يعرض آيات القرآن للامتهان؛ سيما إذا دخل إلى دورات المياه، أو الأماكن القذرة.
وقد تبقى عليه وهو جنب، كما أنها قد تعلق على الأطفال مع تلبسهم بالنجاسة.
6- إن غالب من يتعاطاها صناعة واستعمالا لا يعرفون بصحة الإيمان، ولا بصلاح العمل.
7- إن عمل التمائم قد صار نوعا من أنواع الاتجار بكتاب الله ودينه القويم؛ ففي القول بجوازها فتح الباب أما الدجالين والمشعوذين لعمل التمائم الشركية، والاتجار بها بحجة أنها من القرآن الكريم.
والقول بالمنع من تعليق التمائم هو الراجح والله أعلم، لما تقدم1. وعلى هذا القول عدد كبير من الصحابة والتابعين وعلماء المسلمين.
قال إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي "ت96هـ": كانوا يكرهون التمائم كلها، من القرآن وغير القرآن2. ومراده من قوله "كانوا": أي أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وهم من سادات التابعين3.
تاسعا: التطير من أنواع الشرك الأصغر
أولا: تعريف التطير
التطير والطيرة: هي التشاؤم، وهو مصدر من تطير يتطير تطيرا وطيرة.
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله: وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمدون على الطير، فإذا خرج أحدهم لأمر، فإن رأى الطير طار يمنة تيمن به واستمر، وإن رآه طار يسرة تشاءم به ورجع، وربما كان أحدهم يهيج الطير ليطير، فيعتمدها؛ فجاء الشرع بالنهي عن ذلك4.
__________
1 انظر المجموع الثمين من فتاوى الشيخ ابن عثيمين 1/ 58.
2 المصنف لابن أبي شيبة 7/ 374.
3 انظر: فتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص176-177. وتيسير العزيز الحميد للشيخ سليمان ابن عبد الله ص174.
4 انظر: فتح الباري لابن حجر 10/ 212. وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص424.
وكانوا يسمونه السانح، والبارح؛ فالسانح ما ولاك ميامنه، بأن يمر عن يسارك إلى يمينك. والبارح بالعكس. وكانوا يتيمنون بالسانح، ويتشاءمون بالبارح؛ لأنه لا يمكن رميه إلا بأن ينحرف إليه. وليس في شيء من سنوح الطير وبروحها ما يقتضي ما اعتقدوه.
وإنما هو تكلف بتعاطي ما لا أصل له؛ إذ لا نطق للطير ولا تمييز فيستدل بفعله على مضمون معنى فيه، وطلب العلم من غير مظانه جهل من فاعله1.
ولم يقتصر التطير التطير على الطيور والحيوانات، بل انسحب هذا الاعتقاد على غير الطير؛ فلقد كانوا يتشاءمون ببعض الأشهر؛ كشهر صفر الذي كان يمتنع بعضهم عن الزواج فيه أو السفر.
كذلك كانوا يتشاءمون من المرضى، فيمتنعون عن مجالستهم، أو مآكلتهم.
وكذا كانوا يتشاءمون بذي العاهة؛ كالأعرج، والأعور، وغيرهما.
ثانيا: من الأدلة على تحريم التطير
1- قول الله عز وجل عن آل فرعون: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ** [الأعراف: 131] ؛ فآل فرعون كانوا إذا أصابهم بلاء وقحط تطيروا -تشاءموا- بموسى عليه السلام ومن معه، وقالوا: هذا بسبب موسى وأصحابه، أصابنا بشؤمهم. فأخبر عز وجل أن ما قضى عليهم وقدر لهم، إنما جاءهم من قبل كفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله2. ففي هذه الآية نهي عن التطير، ووعيد فيه3.
2- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا عدوى ولا طيرة" 4.
__________
1 فتح الباري لابن حجر 10/ 212-213. وانظر: الدين الخالص لصديق حسن خان 2/ 142-143.
2 انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص424.
3 انظر فتح المجيد، شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص424.
4 صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الطيرة. وصحيح مسلم، كتاب السلام، باب لا عدوى.
3- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طيرة، وخيرها الفأل". قالوا: وما الفأل؟ قال: "الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم" 1.
ما الفرق بين الطيرة وبين الفأل؟ الطيرة سوء ظن بالله عز وجل، وصرف شيء من حقوقه عز وجل لغيره، وتعلق للقلوب بمخلوق لا ينفع ولا يضر. والفأل حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم "إنما كان يعجبه الفأل؛ لأن التشاؤم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق، والتفاؤل حسن ظن به عز وجل، والمؤمن مأمور بحسن الظن بالله تعالى على كل حال" 2.
4- قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطيرة شرك، الطيرة شرك. وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل" 3، وزيادة: "وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل"، أي: وما منا إلا وقد وقع في قلبه شيء من ذلك؛ ولكن لما توكلنا على الله في جلب النفع ودفع الضر، أذهبه الله عنا بتوكلنا عليه وحده4.
ثالثا: حكم الطيرة: الطيرة محرمة شرعا، وهي من الشرك الأصغر المنافي لكمال التوحيد، لما فيها من سوء الظن بالله، وتعلق القلوب بغيره، وصرف شيء من حقوقه لغيره.
وتنقلب إلى شرك أكبر إذا اعتقد أن هذه الأشياء التي تطير بها فاعلة بنفسها، أو سبب مؤثر في جلب النفع ودفع الضر. وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم: "الطيرة شرك".
رابعا: حصول التطير عند بعض المؤمنين، وعلاجه: الطيرة التي في الأفعال والأقوال تكون من بعض المؤمنين؛ فقد يقع في نفس الإنسان شيء من التطير، ولكن الله يذهبه بالتوكل عليه.
__________
1 صحيح البخاري، كتاب الطب، باب الطيرة، وباب الفأل. وصحيح مسلم، كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم.
2 فتح الباري لابن حجر 10/ 215. وانظر: حياة الحيوان الكبرى للدميري 2/ 98. وفتح المجيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص434-435. والأسئلة والأجوبة في العقيدة للأطرم ص65.
3 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطب، باب في الطيرة، والترمذي في جامعه، كتاب السير، باب ما جاء في الطيرة- وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه في سننه، كتاب الطب، باب من كان يعجبه الفأل، ويكره الطيرة. وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة رقم 429".
4 انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص440.
فالتطير أمر قد يقع من الإنسان، كما قال ذلك الصحابي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ومنا أناس يتطيرون. قال صلى الله عليه وسلم: "ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه؛ فلا يصدنكم" 1؛ فأخبر صلى الله عليه وسلم أن تأذي الإنسان وتشاؤمه بالطيرة إنما هو في نفسه وعقيدته، لا في المتطير به، فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده2.
والطيرة هي ما أمضاك، أو ردك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ردته الطيرة عن حاجته، فقد أشرك"، قالوا: فما كفارة ذلك؟ قال: "أن تقول: اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك، ولا إله غيرك" 3.
وهذا من العلاج؛ فإن الإنسان إذا قال ذلك، وأعرض عما وقع في قلبه، ولم يلتفت إليه، كفر الله عنه ما وقع في قلبه ابتداءا، لزواله عن قلبه بهذا الدعاء المتضمن للاعتماد على الله وحده، والإعراض عما سواه4.
فعلاج هذا التطير الذي يقع في نفس الإنسان، يكون بصدق التوكل على الله عز وجل، واعتقاد أنه وحده هو النافع والضار. ويضاف إلى صدق الالتجاء: الدعاء الذي علمناه الرؤوف بنا، الحريص علينا صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم: "اللهم لا خير إلا خيرك".
وكذلك الدعاء الآخر: "فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك"5؛ ففيه نفي تعليق القلب بغير الله في جلب نفع أو دفع ضر، وهذا هو التوحيد، وهودعاء مناسب لمن وقع في قلبه شيء من الطيرة، وتصريح بأنها لا تجلب نفعا، ولا تدفع ضرا6.
__________
1 صحيح مسلم، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
2 انظر فتح المجيد شرح كتاب التوحيد ص430.
3 أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 220. والطبراني في المعجم الكبير 5/ 105. وصححه الألباني السلسلة الصحيحة رقم 1065.
4 فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص441.
5 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الطب، باب في الطيرة. وإسناده ضعيف كما ذكر الألباني في ضعيف الجامع رقم199.
6 فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن ص438.
المبحث الثالث: وسائل الشرك المنافية للتوحيد، أو لكماله
تمهيد
...
المبحث الثالث: وسائل الشرك المنافية للتوحيد، أو لكفاله
تمهيد:
رسول الله صلى الله عليه وسلم حمى جناب التوحيد من كل ما ينقضه، أو ينقصه، وحذر أمته من المساس به، وسد كل طريق يؤدي إلى نقيضه، أو يخدش كماله، وشبه حرصه على أمته بقوله: "إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد نارا، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل الرجل يحجزهن، ويغلبنه، فيتقحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار: هلم عن النار، هلم عن النار، فتغلبوني، تقحمون فيها " 1؛ فهو الرحيم بأمته صلى الله عليه وسلم، الرؤوف بهم، الحريص على وقايتهم من سبل الغواية، وحمايتهم من كل ما يكون سببا في هلاكهم.
ولكن بعض هذه الأمة عصت نبيها بفعل بعض ما نهاها عنه وحذرها منه، واتبعت خطوات الشيطان الذي زين لهم الباطل ودعاهم إليه، وكانت من نتيجة هذا العصيان:
الوقوع في نقيض التوحيد2، أو فيما ينقص من كماله3.
ولا ريب أن هؤلاء قبل أن يقعوا فيما وقعوا فيه، كانوا قد سلكوا وسائل حذروا من سلوكها، وطرقا كان قد طلب منهم أن لا يطرقوها.
ومعرفة هذه الوسائل من الأمور المعينة على تجنبها. ويمكن بيان بعضها في المطالب التالية:
__________
1 صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب الانتهاء عن المعاصي. وصحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب شفقته صلى الله عليه وسلم على أمته ومبالغته في تحذيره مما يضرهم.
2 نواقض التوحيد هي: الأمور التي إذا وجدت عند العبد خرج من دين الله بالكلية، وأصبح بسببها كافرا، أو مرتدا عن دين الإسلام. وهي كثيرة، تجتمع في الشرك الأكبرن والكفر الأكبر، والنفاق الأكبر. "انظر مذكرة العقيدة الإسلامية للدكتور عبد الله بن جبرين ص61".
3 منقصات التوحيد هي: الأمور التي تنافي كمال التوحيد، ولا تنقضه بالكلية؛ فإذا وجدت عند المسلم نقص توحيده، ولم يخرج من دين الإسلام. وهي المعاصي التي لا تصل إلى درجة الشرك الأكبر، أو الكفر الأكبر، أو النفاق الأكبر. وعلى رأس هذه المعاصي: الشرك الأصغر، والكفر الأصغر، والنفاق الأصغر. "انظر المرجع السابق".
المطلب الأول: التوسل البدعي، والتوسل الشرعي، وأنواعه
سبب إدخال التوسل في هذا المبحث:
إنما أدخلنا التوسل في الوسائل المنافية للتوحيد أو لكماله، لأن التوسل إلى الله بذات أو جاه أحد مخلوقاته محذور من وجهين: أحدهما أنه أقسم على الله في دعائه بأحد مخلوقاته، ولا يجوز الحلف بغير الله عز وجل كما تقدم1.
والمحذور الثاني أنه اعتقد أن لأحد على الله حقا، وليس للعباد حق على الله إلا ما أوجبه عز وجل على نفسه من نصرة المؤمنين، وإنجاء الموحدين، وإثابة المطيعين، واستجابة دعاء الداعين2.
معنى التوسل لغة: يقال: وسل فلان يسل إلى الله بالعمل وسلا: رغب وتقرب. ووسل فلان إلى الله، وتوسل وسيلة وتوسيلا: أي عمل عملا تقرب به إليه. وأنا متوسل إليه بكذا، وواسل، ووسلت إليه، وتوسلت إلى الله بالعمل: تقربت3.
معنى التوسل شرعا:
يعرف التوسل شرعا بأنه: التقرب إلى الله عز وجل بطاعته، وعبادته، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم، وبكل عمل يحبه ويرضاه4. أو: عبادة يراد بها التوصل إلى رضوان الله والجنة5.
من أدلة التوسل الشرعي:
1- قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَة** [المائد: 35] ؛ أي تقربوا إلى الله بطاعته، والعمل بما يرضيه6.
2- قول الله عز وجل: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا** [الإسراء: 57] ، والوسيلة: هي القربة7.
__________
1 انظر ص133-134 من هذا الكتاب.
2 انظر شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز والحنفي 1/ 294-296.
3 انظر: أساس البلاغة للزمخشري ص675. والقاموس المحيط للفيروزآبادي ص1378. ولسان العرب لابن منظور 11/ 724. والنهاية في غريب الحديث لابن الأثير 5/ 185. والمعجم الوسيط ص1032.
4 انظر التوصل إلى حقيقة التوسل لمحمد نسيب الرفاعي ص12.
5 انظر مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين 5/ 279.
6 انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 6/ 159، وتفسير ابن كثير 2/ 55.
7 انظر: تفسير ابن كثير 2/ 55. وأضواء البيان للشنقيطي 2/ 86.
أقسام التوسل:
التوسل ينقسم إلى قسمين: توسل شرعي، وتوسل بدعي.
فالتوسل الشرعي: هو ما كان ثابتا بالشرع؛ بأن يدل عليه دليل من الكتاب أو السنة.
والتوسل البدعي: هو ما لم يدل عل جوازه دليل، أو وجد الدليل؛ ولكنه لم يثبت، ووجد من الدلة الثابتة ما يناقضه1.
أنواع التوسل الشرعي وأدلته:
التوسل المشروع هو كل توسل دل على جوازه نص من الكتاب أو السنة، والمراد به هنا: اتخاذ وسيلة لإجابة الدعاء؛ بأن يجعل الداعي في دعائه ما يكون سببا في قبوله2.
وهذا التوسل لا يعلم إلا من طريق الشرع. وهو أنواع، منها3:
1- التوسل بالله عز وجل؛ بذاته المقدسة، أو بأسمائه الحسنى، أو صفاته العلى، أو أفعاله، ودليل ذلك قوله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ** [الأعراف: 180] ، وقوله صلى الله عليه وسلم في دعائه: "أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" 4.
2- التوسل بالأعمال الصالحة. ودليل ذلك من كتاب الله، قوله عز وجل: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ** [البقرة: 127] ، ومن السنة: قصة النفر الثلاثة الذين توسلوا بأعمالهم الصالحة؛ من بر الوالدين، وترك الفواحش، وأداء الحقوق، فاستجاب الله عز وجل لهم5.
__________
1 انظر شرح نواقض التوحيد لحسن بن علي العواجي ص41.
2 انظر التوسل حكمه وأقسامه لابن عثيمين والألباني ص13.
3 انظر شرح نواقض التوحيد للعواجي ص42-43.
4 أخرجه الإمام أحمد في المسند 1/ 391، وقال أحمد شاكر في تحقيقه للمسند رقم3712: إسناده صحيح. وصححه الألباني "السلسلة الصحيحة رقم199".
5 أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين. "صحيح البخاري، كتاب الإجارة، باب من استأجر أجيرا فترك أجره. وصحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب قصة أصاب الغار الثلاثة".
3- التوسل بدعاء الغير:
ودليل ذلك قوله عز وج حكاية عن أبناء يعقوب عليه السلام: {قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ** [يوسف: 97] ، ومن السنة دعاؤه صلى الله عليه وسلم لعكاشة بن محصن رضي الله عنه أن يجعله الله من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب -لما سأله ذلك1.
والأدلة على أنواع التوسل المشروع من الكتاب والسنة كثيرة جدا، وما ذكرته قليل من كثير.
التوسل البدعي:
سبق الحديث عن أنواع التوسل المشروع، وذكرنا منها: التوسل بدعاء الغير، ومثلنا له بصنيع الصحابة رضي الله عنه، وتوسلهم بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
وهذا النوع هو الذي أسيء فهمه؛ فظن المخالفون للكتاب والسنة أن المراد التوسل بشخصه صلى الله عليه وسلم. مع أن الصحابة رضي الله عنهم إنما كانوا يتوسلون بدعائه -عليه الصلاة والسلام- حال حياته؛ كما فعل ذاك الأعرابي الذي دخل عليه وهو يخطب، فسأله الدعاء2؛ وكذلك الصحابي الذي سأله أن يدعو الله أن يجعله ممن يدخلون الجنة بغير حساب3، وغير ذلك.
وهذا التوسل إنما يكون في حياته صلى الله عليه وسلم، أما بعد موته، فلا يجوز. من أجل هذا لما أجدب الناس في عهد عمر رضي الله عنه لم يطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يستسقي لهم؛ بل استسقى عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مما قاله: "اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا" 4. فسقاهم الله عز جل.
__________
1 أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين؛ "صحيح البخاري، كتاب الطب، باب من اكتوى أو كوى غيره. وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب".
2 صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، باب الاستسقاء في خطبة الجمعة. وصحيح مسلم، كتاب صلاة الاستسقاء، باب الدعاء في الاستسقاء.
3 تقدم تخريجه في ح"1".
4 صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا.
وهذا توسل من الصحابة رضي الله عنهم بدعاء العباس رضي الله عنه، لا بذاته حال حياته، وهو شبيه بتوسلهم بدعاء نبيهم صلى الله عليه وسلم في حياته. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوجه به في كلام الصحابة رضي الله عنه، فيريدون به التوسل بدعائه وشفاعته1.
والتوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم مقيد بقيدين: أحدهما: أن يكون التوسل حال حياته صلى الله عليه وسلم. وهذا يوضحه توسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: وأما التوسل بدعائه وشفاعته -كما قال عمر، فإنه توسل بدعائه لا بذاته. ولهذا عدلوا عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بعمه العباس. ولو كان التوسل بذاته، لكان هذا أولى من التوسل بالعباس؛ فلما عدلوا عن التوسل به صلى الله عليه وسلم إلى التوسل بالعباس، علم أن ما كان يفعل في حياته قد تعذر بموته، بخلاف التوسل الذي هو الإيمان به والطاعة له، فإنه مشروع دائما2.
هذا عن القيد الأول.
أما الثاني: فهو خاص بالمتوسل به، وهو النبي صلى الله عليه وسلم حال حياته؛ فلا بد أن يقوم بعمل ما. وهذا يؤكد أن التوسل ليس بذاته، وغنما هو بدعائه وتضرعه إلى الله.
ويوضح ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما توسل الأعرابي بدعائه وهو على المنبر: رفع يديه، وقال: "اللهم أغثنا، اللهم أغثنا" 3.
فالتوسل المشروع: ما كان بدعائه صلى الله عليه وسلم حال حياته، لا كما فهم من خالف قوله الكتاب والسنة: أنه توسل بالشخص أو الذات أو الجاه، لا بالدعاء، فأحدثوا عبادة لم ترد في النصوص الشرعية، فسمي ما أحدثوه بدعة، وأطلق على التوسل الذي أحدثوه: "التوسل البدعي".
وقد تمسك هؤلاء بأدلة من تأملها وجد أنها حجة عليهم، لا لهم. ومن هذه:
حديث استسقاء عمر بالعباس، وقد تقدم أنه نص في أن التوسل بدعاء الشخص، يكون حال حياته، لا بعد مماته، بدليل عدول الصحابة رضي الله عنه، وهم أفضل الأمة عن التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بعمه العباس رضي الله عنه4.
__________
1 قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لابن تيمية ص80-181.
2 قاعدة جليلة في التوسل والوسييلة لابن تيمية ص82.
3 تقدم تخريجه ص154، ح"2" من هذا الكتاب.
4 انظر ما تقدم في هذه الصفحة والتي قبلها. وانظر كتاب التوسل حكمه وأقسامه ص45-57.
ومنها حديث الأعمى الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو الله له أن يعافيه، فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به بعد أن يتوضأ ويصلي ركعتين -كوسيلة بين يدي الدعاء1.
وهذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، ودلائل نبوته، ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق؛ فإنه صلى الله عليه وسلم بدعائه لهذا الأعمى، رد الله عز وجل عليه بصره، لا بتوسل الأعمى بذاته صلى الله عليه وسلم وجاهه. ولو كان السر في دعاء الأعمى وحده وتوسله بذات النبي صلى الله عليه وسلم وجاهه دو دعائه؛ لكان كل من دعا بهذا الدعاء من العميان مخلصا، يعافى من وقته أو بعد حين.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وكذلك لو كان كل أعمى توسل به ولم يدع له الرسول صلى الله عليه وسلم بمنزلة ذلك الأعمى، لكان عميان الصحابة، أو بعضهم يفعلون مثل ما فعل الأعمى. فعدلوهم عن هذا إلى هذا -مع أنهم السابقون الأولون؛ المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان؛ فإنهم أعلم منا بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما يشرع من الدعاء وما ينفع، وما لم يشرع ولا ينفع وما يكون أنفع من غيره، وهم في وقت رورة ومخمصة وجدب يطلبون تفريج الكربات، وتيسير العسير، وإنزال الغيث بكل طريق ممكن -دليل على أن المشروع ما سلكوه دون ما تركوه2.
واستدلال المخالفين بحديث الأعمى على جواز التوسل بالذات أو الجاه مردود لما يلي:
1- إن الأعمى إنما جاء طالبا الدعاء؛ فالمسألة من بدايتها توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.
2 إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعده بالدعاء، وهو صلى الله عليه وسلم لا يخلف وعده أبدا. وقد دعا له كما وعده.
3- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم الأعمى دعاء يدعو به، وفيه قوله: "اللهم فشفعه في، وشفعني فيه". والشفاعة هي الدعاء. "فشفعه في": أي شفع نبيك صلى الله عليه وسلم في، أي اقبل دعاءه لي بأن ترد علي بصري. "وشفعني فيه"؛ أي اقبل دعائي في أن تقبل دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لي3.
وثمة أدلة أخرى استدلوا بها، كلها في مصاف الموضوعات، التي لا تنهض بها الحجة4.
__________
1 أخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 138. والترمذي في جامعه، كتاب الدعوات، باب 119، وقال: حسن صحيح غريب، والحاكم في المستدرك 1/ 519، وقال: صحيح الإسناد. ووافقته الذهبي.
2 مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 326.
3 انظر: اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية 2/ 287-387. والتوصل إلى حقيقة التوسل للرفاعي ص229-232، والتوسل حكمه وأقسامه ص59-66.
4 انظر: مجمموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/ 142-368، وكذلك: ما جمعه علي بن حسين أبو لوز من شبهاتهم في كتاب: التوسل حكمه وأقسامه ص79-103.
المطلب الثاني: اتخاذ القبور مساجد، والبناء عليها، والصلاة إليها من الوسائل المفضية إلى الشرك
تمهيد:
ذكرنا فيما مضى أن رسولنا صلى الله عليه وسلم كان حريصا على حماية جناب التوحيد1.
ومن مظاهر حرصه صلى الله عليه وسلم، تلك الأحاديث الكثيرة التي قالها يحذر أمته عن سلوك الطرق التي تفضي إلى الشرك من اتخاذ القبور مساجد، أو البناء عليها، أو الصلاة إليها.
ويمكن تصنيف هذه الأحاديث وفق الموضوعات التالية: