قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
« وأما " خواص الناس " فقد يعلمون عواقب أقوام بما كشف الله لهم ،
لكن هذا ليس ممن يجب التصديق العام به ،
فإن كثيرا ممن يظن به أنه حصل له هذا
الكشف يكون ظَانّاً في ذلك ظناً
لا يغني من الحق شيئا ،
وأهل المكاشفات والمخاطبات يُصيبون تارة ويخطئون أخرى ،
كأهل النظر والاستدلال في موارد الاجتهاد ،
ولهذا وجب عليهم جميعهم أن يعتصموا
بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وأنْ يَزنوا مَواجيدَهم ومُشاهدتِهم وآراءهم ومعقولاتهم بكتاب الله وسنة رسوله ،
ولا يكتفوا بمجرد ذلك ،
فإن سيد المحدثين والمخاطبين الملهمين من هذه الأمة هو عمر بن الخطاب ،
وقد كانت تقع له وقائع ،
فيردها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
أو صديقه التابع له الآخذ عنه ،
الذي هو أكمل من المحدث الذي يحدثه
قلبه عن ربه .
ولهذا وجب على جميع الخلق اتباع الرسول
صلى الله عليه وسلم ، وطاعته في جميع أموره الباطنة والظاهرة ،
ولو كان أحدٌ يأتيه من الله ما لا يحتاج إلى عَرضِه على الكتاب والسنة ،
لكان مُستغنيا عن الرسول صلى الله عليه وسلم
في بعض دينه ،
وهذا من أقوال المارقين الذين يَظُنون أن من الناس من يكون مع الرسول كالخضر مع موسى ،
ومن قال هذا ، فهو كافر » .
_ مجموع الفتاوى ( 11 / 65 - 66 ) .
يتبع ____________