قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى :
« بل هم يزعمون أن المؤثر فى حوادث العالم
هو قوى النفس أو الحركات الفلكية أو القوى الطبيعية،
فيقولون : إن الإنسان إذا أحب رجلا صالحا
قد مات، لا سيما إن زار قبره،
فإنّه يحصل لروحه اتصال بروح ذلك الميت
فيما يفيض على تلك الروح المفارقة من العقل الفعال عندهم أو النفس الفلكية،
يفيض على هذه الروح الزائرة المستشفعة من غير أن يعلم الله بشىء من ذلك
ـ بل وقد لا تعلم الروح المستشفع بها بذلك ـ
ومثلوا ذلك بالشمس إذا قابلها مرآة فإنه يفيض على المرآة من شعاع الشمس،
ثم إذا قابل المرآة مرآة أخرى فاض عليها من
تلك المرآة، وإن قابل تلك المرآة حائط أو ماء فاض عليه من شعاع تلك المرآة،
فهكذا الشفاعة عندهم،
وعلى هذا الوجه ينتفع الزائر عندهم .
وفى هذا القول من أنواع الكفر ما لا يخفى
على من تدبره .
ولا ريـب أن الأوثان يحصـل عندهـا من
الشـياطين وخطابهم وتصـرفهم مـا هو من
أسباب ضلال بنى آدم،
وجعل القبور أوثانا هو أول الشرك؛
ولهذا يحصل عند القبور لبعض الناس من خطاب يسمعه وشخص يراه وتصرف عجيب؛
ما يظن أنه من الميت وقد يكون من الجن والشياطين،
مثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه الميت وكلمه وعانقه،
وهذا يُرى عند قبور الأنبياء وغيرهم،
وإنّما هو شيطان،
فإن الشيطان يتصور بصور الإنس ويدعى أحدهم أنه النبى فلان أو الشيخ فلان ويكون كاذباً فى ذلك .
وفى هذا الباب من الوقائع ما يضيق هذا الموضع عن ذكره، وهى كثيرة جداً،
والجاهل يظن أن ذلك الذى رآه قد خرج من
القبر وعانقه أو كلمه هو المقبور أو النبى
أو الصالح وغيرهما،
والمؤمن العظيم يعلم أنه شيطان ... »
_ مجموع الفتاوى ( 1 / 167 - 168 ) .
يتبع ____________