" قوله تعالى : ** ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين **
سورة الأعراف 148
بين في هذه الآية الكريمة سخافة عقول عبدة العجل ، ووبخهم على أنهم يعبدون ما لا يكلمهم
ولا بهديهم سبيلا " . اهـ
أضواء البيان ( 2 / 232 ) .
" قوله تعالى : ** ألم يروا أنه لا يكلمهم **
بيّن أن المعبود يجب أن يتّصف بالكلام .
** ولا يهديهم سبيلا ** أي طريقا إلى حجة .
** اتخذوه ** أي إلهاً .
** وكانوا ظالمين **
أي : لأنفسهم فيما فعلوا من اتخاذه .
وقيل : وصاروا ظالمين
أي : مشركين لِجَعْلِهم العجل إلهاً " .
الجامع لأحكام القرآن ( 7 / 252 )
ط / دار الكتاب العربي . بيروت .
قوله تعالى : ** أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا
ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا ** .
سورة طه 89
قال العلاّمة محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
بيّن الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة سخافة عقول الذين عبدوا العجل ،
وكيف عبدوا ما لا يقدر على رد الجواب لمن سأله ، ولا يملك نفعا لمن عبده ،
ولا ضرا لمن عصاه .
وهذا يدل على أن المعبود لا يمكن أن يكون عاجزا عن النفع ، والضرر ورد الجواب .
وقد بيّن هذا المعنى في غير هذا الموضع .
كقوله في " الأعراف " في القصة بعينها :
** ألم يروا أنّه لا يكلّمهم ولا يهديهم سبيلا اتّخذوه وكانوا ظالمين ( 148 ) **
ولا شك أن من اتّخذ مَن لا يكلمه ،
ولا يهديه سبيلا إلها أنه من أظلم الظالمين .
ونظير ذلك قوله تعالى عن إبراهيم :
** ياأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا ** [ سورة مريم 42 ]
وقوله تعالى عنه أيضا :
** قال هل يسمعونكم إذ تدْعُون * أو ينفعونكم
أو يضرّون ** [ سورة الشّعراء 72 - 73 ]
وقوله تعالى : ** ألهم أرجلٌ يمشون بها أم لهم أيدٍ يَبْطِشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها ** [ سورة الأعراف 195 ]
وقوله تعالى :
** ومن أضلّ ممّن يدعوا من دون الله من
لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر النّاس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ** [ سورة الأحقاف 5 - 6 ]
وقوله تعالى :
** ذلكم الله ربُّكم له الملك والّذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبّئك مثل خبير **
[ سورة فاطر 13 - 14 ] .
أضواء البيان ( 4 / 497 - 498 ) .