قال تعالى : ** قُلْ إِنَّمَا أنا مُنذِرٌ وما مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الواحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ والأَرْضِ وما بَيْنَهُمَا العَزِيزُ الغَفَّارُ **
[ سورة ص : 65 - 66 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
** قُلْ ** : يا أيّها الرسول لهؤلاء المكذّبين إن طلبوا منك ما ليس لك ولا بيدك : ** إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ ** :
هذا نهاية ما عندي ، وأمّا الأمر ؛ فلله تعالى ، ولكني آمركم وأنهاكم وأحثُّكم على الخير وأزجُرُكم عن الشرِّ ؛ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ ،
وَمَنْ ضَلَّ فَعَلَيْهَا .
** وما مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ ** ؛
أي : ما أحدٌ يؤلَّه ويُعبد بحقّ إلاّ اللّه ،
** الوَاحِدُ القَهَّارُ ** : هذا تقريرٌ لألوهيَّته بهذا البرهان القاطع ، وهو وحدتُه تعالى وقهرُه لكلّ شيء ؛
فإنّ القهر ملازم للوحدة ؛
فلا يكون قهّارَيْن متساويَيْن في قهرهما أبدا ،
فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي
لا نظير له ، وهو الذي يستحقُّ أن يُعبدَ وحدَه
كما كان قاهرا وحده .
وقرّر ذلك أيضا بتوحيد الربوبيّة فقال :
** رَبُّ السَّمَاوَاتِ والْأَرْضِ ومَا بَيْنَهُمَا ** ؛
أي : خالقُهما ومُربِّيهما ومدبِّرُها بجميع أنواع التدابير ،
** العَزِيزُ ** : الذي له القوة التي بها خَلَق المخلوقات العظيمة .
** الغَفَّارُ ** : لجميع الذنوب ؛ صغيرها وكبيرها ، لمن تاب إليه وأقلع منها .
فهذا الذي يحبُّ ،
ويستحقُّ أن يُعبد دون مَن لا يخلق ،
ولا يرزق ولا يضر ، ولا ينفع ،
ولا يملك من الأمر شيئا ، وليس له قوّة الاقتدار ، ولا بيده مغفرة الذّنوب والأوزار .
يتبع -----------