قال تعالى : ** أَمَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ
ومَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ
قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ **
[ سورة النمل : 64 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
أي : من هو الذي يبدأُ الخلقَ وينشئ المخلوقات ويبتدئ خلقَها
ثم يعيد الخلق يوم البعث والنشور ؟!
** ومن يرزقكم من السماء والأرض **
بالمطر والنبات ؟!
** أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ** : يفعلُ ذلك ويقدر عليه ،
** قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ ** ؛
أي : حجتكم ودليلكم على ما قلتم :
** إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ **
وإلاّ ؛
فبتقدير أنّكم تقولون :
إنّ الأصنام لها مشاركة له في شيء من ذلك ؛
فذلك مجرّد دعوى صَدّقوها بالبرهان ،
وإلاّ ؛
فاعرفوا أنّكم مبطلون لا حجّة لكم ،
فارجعوا إلى الأدلّة اليقينيّة والبراهين القطعيّة الدالّة على أنّ الله هو المتفرِّد بجميع التصرُّفات وأنّه المستحقُّ أن يُصرَفَ له جميع أنواع العبادات .