عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-09-2023, 11:15 PM   #139
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي



باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله


وقول الله تعالى : ** أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أقْرَبُ ويَرْجُونَ رَحْمَتَهُ ويَخَافُونَ عَذَابَهُ إنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كانَ مَحْذُوراً **
سورة الإسراء 57

وقوله : ** وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنّني برآء مِّمّا تعبدون * إلاّ الّذي فطرني فإنّه سيهدين * وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلّهم
يرجعون **
سورة الزخرف 26 - 28

الشرح :
أي : تفسير هاتين الكلمتين ،
والعطف لتغاير اللفظين ،
وإلاّ فالمعنى واحد .

ولما ذكر المصنف في الأبواب السابقة التوحيد وفضائله ، والدعوة إليه ،
والخوف من ضده الذي هو الشرك ،
فكأن النفوس اشتاقت إلى معرفة هذا الأمر الذي خلقت له الخليقة ، والذي بلغ من شأنه عند الله أن من لقيه به غفر له ،
وإن لقيه بملء الأرض خطايا ؛

بيّن رحمه الله في هذا الباب أنه ليس اسمًا
لا معنى له ، أو قولاً لا حقيقة له ،
كما يظنه الجاهلون الذين يظنون أن غاية التحقيق فيه هو النطق بكلمة الشهادة من غير اعتقاد القلب بشيء من المعاني ،
والحاذق منهم يظن أن معنى الإله
هو الخالق المتفرد بالملك ،
فتكون غاية معرفته هو الإقرار بتوحيد الربوبية ، وهذا ليس هو المراد بالتوحيد ،
ولا هو أيضًا معنى " لا إله إلا الله "
وإن كان لا بد منه في التوحيد
بل التوحيد اسم لمعنى عظيم ،
وقولٌ له معنى جليل
هو أجل من جميع المعاني .

وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله، والإقبال بالقلب والعبادة على الله ،
وذلك هو معنى الكفر بالطاغوت ،
والإيمان بالله ، وهو معنى " لا إله إلا الله "
كما قال تعالى : ** وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ **
سورة البقرة 163

وقال تعالى حكاية عن مؤمن يس :
** وما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ *
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ
لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنْقِذُونِ *
إنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ **
سورة يس 22 - 24

وقال تعالى :
** قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي **
سورة الزمر 11 - 14

وقال تعالى حكاية عن مؤمن آل فرعون :
** ويَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إلى النَّجَاةِ وتَدْعُونَنِي إلى النَّارِ تَدْعُونَنِي لأَكْفُرَ باللَّهِ وأُشْرِكَ به ما لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إلى الْعَزِيزِ الغَفّارِ
لا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ في الدُّنْيَا وَلا فِي الآخِرَةِ **
سورة غافر 41 - 42

والآيات في هذا كثيرة تبين أن معنى
" لا إله إلا الله " هو البراءة من عبادة ما سوى الله من الشفعاء والأنداد ،
وإفراد الله بالعبادة .

فهذا هو الهدى ،
ودين الحق الذي أرسل الله به رسله ،
وأنزل به كتبه .

أما قول الإنسان : " لا إله إلا الله "
من غير معرفة لمعناها ، ولا عمل به ،
أو دعواه أنه من أهل التوحيد ،
وهو لا يعرف التوحيد ،
بل ربما يخلص لغير الله من عبادته من الدعاء والخوف والذبح والنذر والتوبة والإنابة
وغير ذلك من أنواع العبادات ،
فلا يكفي في التوحيد ،
بل لا يكون إلا مشركًا والحالة هذه ،
كما هو شأن عباد القبور .


تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد
تأليف العلاّمة سليمان بن عبد الله بن محمد
بن عبد الوهاب رحمهم الله
تعليق العلاّمة عبد العزيز بن عبد الله الرّاجحي
حفظه الله ( ص 126 - 127 )
ط / الدار الأثرية للنشر والتوزيع .






 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة