قال تعالى : ** ولَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ
يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُه أفَلَا تَتَّقُونَ **
[ سورة المؤمنون : 23 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
يذكر تعالى رسالة عبده ورسوله نوح عليه السلام أول رسول أرسله لأهل الأرض ،
فأرسله إلى قومه ، وهم يعبدون الأصنام ،
فأمرهم بعبادة الله وحده ، فقال :
** يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّهَ ** أي : أخلصوا له العبادة ،
لأنّ العبادة لا تصح إلا بإخلاصها .
** ما لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ **
فيه إبطال ألوهيّة غير الله ،
وإثبات الإلهيّة لله تعالى ،
لأنّه الخالق الرّازق الذي له الكمالُ كلُّه ،
وغيره بخلاف ذلك .
** أَفَلَا تَتَّقُونَ **
ما أنتم عليه من عبادة الأوثان والأصنام التي صُوِّرت على صور قوم صالحين ،
فعبدوها مع الله ؟
وقال تعالى :
** والَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ **
[ سورة المؤمنون : 59 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
** وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ ** ؛
أي : لا شركا جليّاً ؛
كاتخاذ غير الله معبودا يدعوه ويرجوه ،
ولا شركا خفيّاً ؛ كالرياء ونحوه ،
بل هم مخلصون لله في أقوالهم وأعمالهم
وسائر أحوالهم .