عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 07-09-2023, 10:25 PM   #111
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

افتراضي




قال تعالى : ** قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ * قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ومَحْيَايَ ومَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ولَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا
وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ **

[ سورة الأنعام : 161 - 164 ]


قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :


يأمر تعالى نبيَّه صلى الله عليه وسلم أن يقول ويعلن بما هو عليه من الهداية إلى الصراط المستقيم ، الدّين المعتدل ،
المتضمن للعقائد النافعة والأعمال الصالحة
والأمر بكل حسن والنهي عن كل قبيح ،
الذي عليه الأنبياء والمرسلون ،
خصوصا إمام الحنفاء ووالد من بُعثَ مِن بعد موته من الأنبياء خليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، وهو الدين الحنيف ،
المائل عن كل دين غير مستقيم من أديان أهل الانحراف كاليهود والنصارى والمشركين .

وهذا عمومٌ .

ثمّ خصَّص من ذلك أشرف العبادات ، فقال :
** قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي ** ؛ أي : ذبحي ،
وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما ودلالتهما على محبَّة الله تعالى وإخلاص الدين له والتقرُّب إليه بالقلب واللسان والجوارح وبالذبح
الذي هو بذل ما تحبُّه النفس من المال لما هو أحبُّ إليها وهو الله تعالى ،
ومن أخلص في صلاته ونُسُكه ؛
استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله .

وقوله : ** ومَحْيَايَ ومَمَاتِي **
أي : ما آتيه في حياتي وما يجريه الله عليَّ
وما يقدِّر عليَّ في مماتي ؛ الجميع
** لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ **


** لَا شَرِيكَ لَهُ ** : في العبادة ؛
كما أنّه ليس له شريكٌ في الملك والتدبير ،
وليس هذا الإخلاص لله ابتداعا مني
وبِدْعاً أتيته من تلقاء نفسي ،
بل ** بِذَلِكَ أُمِرْتُ **
أمرا حتما لا أخرج من التبعة إلاّ بامتثاله ،
** وأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ ** : من هذه الأمة .


** قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ ** : من المخلوقين
** أَبْغِي رَبًّا ** أي : يحسن ذلك ،
ويليق بي أن أتّخذ غيره مربيا ومدبراً ،
والله ربُّ كلِّ شيء ؟!
فالخلق كلهم داخلون تحت ربوبيته ،
منقادون لأمره ،
فتعيَّن عليَّ وعلى غيري أن يَتَّخِذَ اللّهَ ربّاً
ويرضى به وأن لا يتعلَّق بأحد من المربوبين
الفقراء العاجزين .

ثم رغَّب ورهَّب بذلك الجزاء فقال :
** ولَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ** من خير وشر
** إِلَّا عَلَيْهَا ** كما قال تعالى : ** مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ** ،
** وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ** : بل كلٌّ عليه وزرُ نفسه ، وإن كان أحد قد تسبَّب في ضلال غيره ووزره ؛
فإنّ عليه وزر التسبب من غير أن ينقص من وِزْرِ المباشر شيء ،
** ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ ** : يوم القيامة ،
** فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ** من خير وشرٍّ ، ويجازيكم على ذلك، أوفى الجزاء . اهـ



 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة