73)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ص) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 305 - 308 ) :
قال شيخ الاسلام ابن تيميّة
رحمه الله
[ الجامع لكلام الإمام ابن تيمية
في التفسير ( 6 / 406 ) ] :
" الاستعاذة ، والاستجارة ،
والاستعانة ؛
كلها من نوع الدعاء أو الطلب ،
وهي ألفاظ متقاربة " .
وقال ابن القيم رحمه الله [ بدائع الفوائد ( 2 / 703 - 704 ) ] :
" إن لفظ « عاذ » وما تصرَّفَ منها تدل على التحرُّز والتحصُّن
والالتجاء ،
وحقيقة معناها : الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه ؛
ولهذا يُسمَّى المستعاذ به :
« معاذا » ،
كما يُسمى : « ملجأ ووَزَراً » .
وقال رحمه الله – مبيناً معنى ما يقوم في قلب المستعيذ بالله من الالتجاء إلى الله والانطراح له وحده – :
معنى الاستعاذة القائم بقلبه
وراء هذه العبارات ،
وإنما هي تمثيل وإشارة وتفهيم ،
وإلاّ فما يقوم بالقلب حينئذ من الالتجاء والاعتصام والإنطراح
بين يدي الربِّ ،
والافتقار إليه والتذلل بين يديه ،
أمر لا تحيط به العبارة " .
والاستعاذة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلَّا الله ، مع أنه شرك أكبر ؛
فإنه لا ينفع من استعاذ به ،
قال تعالى : ** وأنّه كان رجال مّن الإنس يعوذون برجال مّن الجنِّ فزادوهم رهقا **
[ سورة الجِنّ : 6 ] .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله [ الرد على البكري
( 2 / 448 - 452 ) ] :
" كان أحدهم إذا نزل بوادٍ يقول :
أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه .
فقالت الجن :
الإنس يستعيذوننا .
فزادوهم رهقا .
وقد نص الأئمة – كأحمد وغيره –
على أنه لا يجوز الاستعاذة بمخلوق ،
وهذا مما استدلوا به على أن كلام الله
عزّوجلّ غير مخلوق ؛
قالوا : لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله
عليه و سلم أنه استعاذ بكلمات الله التامة
وأمر بذلك ،
كقوله : ( أعوذ بكلمات الله التامات كلها
من شر ما خلق ) ،
و ( أعوذ بكلمات الله التامات كلها من غضبه وعذابه وشر عباده ، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ) ،
و ( أعوذ بكلمات الله التامات التي
لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق
وذرأ وبرأ ، ومن شر ما ينزل من السماء ،
ومن شر ما يعرج فيها ،
ومن شر ما ذرأ في الأرض ،
وما يخرج منها ، ومن شر فتن الليل والنهار ، ومن شر كل طارق إلاّ طارقا
بخير يا رحمن ) .

قالوا : والاستعاذة لا تجوز بالمخلوق ،
وقول القائل :
« أعوذ بالله » معناه :
أستجير بالله .
فإذا لم يجز أن يُستغاث بمخلوق
لا نبي ولا غيره ،
فإنه لا يجوز أن يقال له :
« أنت خير معاذ يستغاث به »
بطريق الأولى والأحرى .
ولهذا قال بعض الشعراء لبعض الرؤساء الممدوحين :
يا من ألوذ به فيما أؤمله
______ ومن أعوذ به فيما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره
______ ولا يهيضون عظما أنت جابره
فقول القائل لمن مات من الأنبياء
أو غيرهم :
بك أستجير من كذا و كذا ؛
كقوله : بك أستعيذ ،
وقوله : بك أستغيث .
في معنى ذلك ،
إذ كان مطلوبه منع الشدة أو رفعها .
والمستعيذ يطلب منع المستعاذ منه
أو رفعه ؛
فإذا كان مخوفا طلب منعه
كقوله : « أعوذ بالله من عذاب جهنم
ومن عذاب القبر » ،
وإن كان حاضرا طلب رفعه ،
كقوله في الحديث الصحيح : ( أعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما أجد وأحاذر ) ؛فتعوَّذ بالله من شر الموجود
وشر المحاذر .
و الداعي يطلب أحد شيئين :
إما حصول منفعة ،
وإما دفع مضرة .
فالاستعاذة والاستجارة والاستغاثة
كلها من نوع الدعاء والطلب ،
وقول القائل : لا يستعاذ به ،
ولا يستجار به ، ولا يستغاث به ،
ألفاظ متقاربة " .
يتبع -----------