63)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ط) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 255 - 256 ) :
وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة
رحمه الله
[ الإيمان الكبير ( ص 174 ) ] :
" الخشية أبداً متضمنة للرجاء ،
ولَوْلَا ذلك لكانت قُنوطاً ،
كما أن الرجاء يستلزم الخوف ،
ولَوْلَا ذلك لكان أمْناً ،
فأهل الخوف لله والرجاء له هم
أهل العلم الَّذينَ مدحهم الله " .
والخشية تتضمن المعرفة بالله ،
قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 317 ) ] :
" و (( الخشية )) أخص من الخوف ، فإنّ الخشية للعلماء بالله ،
قال الله تعالى : ** إنّما يَخشَى اللهَ
مِن عباده العلماءُ **
[ سورة فاطر : 28 ]
فهي خوفٌ مقرونٌ بمعرفة ،
وقال النّبيُّ صلى الله عليه وسلم :
( إني أتقاكم لله ،
وأشدكم له خشية ) " .
والخشية إذا لم تتضمن الرجاء الذي
يكون من العمل الصالح والحب لله
صارت قنوطاً ،
قال تعالى :
** ومَنْ يقنط من رّحمة ربّه
إلَّا الضّالون **
[ سورة الحجر : 56 ] ،
وقال تعالى : ** قل ياعبادي الَّذينَ
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رّحمة الله إنَّ الله يغفر الذُّنوب
جميعا إنَّهُ هو الغفور الرّحيم **
[ سورة الزمر : 53 ] .
قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 318 ) ] :
" والخوف ليس مقصودا لذاته ،
بل هو مقصودٌ لغيره قصد الوسائل ، ولهذا يزول بزوال المخوف ،
فإنّ أهل الجنة لا خوف عليهم
ولا هم يحزنون .
والخوف يتعلق بالأفعال ،
والمحبة تتعلق بالذات والصفات ، ولهذا تتضاعف محبة المؤمنين لربهم إذا دخلوا دار النعيم ،
ولا يلحقهم فيها خوف ،
ولهذا كانت منزلة المحبة
ومقامها أعلى وأرفع من منزلة
الخوف ومقامه " .
قال ابن القيم رحمه الله [ طريق الهجرتين ( ص 604 - 606 ) ] :
" وبالجملة : فمن استقر في قلبه
ذكر الدار الآخرة وجزائها ،
وذكر المعصية والتوعُّد عليها ،
وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح ، هاج في قلبه من الخوف ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو ،
وأمَّا إن كان مستقيماً مع الله فخوفه
يكون مع جريان الأنفاس ،
لعلمِه بأنّ الله مقلّب القلوب ،
« وما من قلب إلَّا وهو بين إصبعين
من أصابع الرحمن عزّوجلّ ،
فإن شاء أن يقيمه أقامه ،
وإن شاء أن يزيغه أزاغه » ،
كما ثَبت عن النبي صلَّى الله عليه
وسلم ، وكانت أكثر يمينه :
( لا ومقلب القلوب ،
لا ومقلب القليوب ) .
وقال بعض السلف :
القلب أشد تقلُّباً من القدر إذا استجمعت غلياناً .
وقال بعضهم : مثل القلب في سرعة تقلبه كريشة ملقاة بأرض فلاة
تقلبها الرياح ظهرا لبطن .
ويكفي في هذا قوله تعالى :
** واعلموا أنّ الله يحول بين المرء
وقلبه ** " .
يتبع -----------