62)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ح) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 253- 255 ) :
الخَوْفُ من الله في الدُّنيا هو الطريق
الموصل إلى الأمن التام في البرزخ
وعرصات يوم القِيامَةِ ومجاوزة الصراط حتى دخول الجنة .
قال ابن القيم رحمه الله [ طريق الهجرتين ( ص 624 ) ] :
" كان الخوف في الدُّنيا أنفع لهم ،
فبه وصلوا إلى الأمن التام ،
فإنّ الله سبحانه وتعالى لا يجمع
على عبده مخافتين ولا أمنين ،
فمن خافَه في الدُّنيا أَمَّنَه يوم
القِيامَةِ ، ومَن أمَّنه في الدُّنيا ولم
يخفه ، أخافه في الآخرة ،
وناهيك شرفا وفضلا بمقام ثمرته
الأمن الدائم المطلق " .
قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 318 ) ] :
" قال أبو عثمان رحمه الله :
صِدقُ الخوف هو الورع عن الآثام ظاهراً وباطناً .
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله يقول : الخوف المحمود
ما حجزك عن محارم الله " .
وخوف العبودية لا يكون إلَّا لله ،
وصرفه لغير الله شرك ،
كما هو واقع من الرافضة
وغلاة الصوفية ، لاعتقادهم الشركي
أن لأوليائهم تصرفاً بالكون ،
وهذا ما اصطُلح عليه
بـ " خوف السّر " .
قال ابن القيم رحمه الله [ طريق الهجرتين ( ص 623 ) ] :
" فالخوف عبودية القلب ،
فلا تصلح إلَّا لله وحده ،
كالذل والمحبة والإنابة والتوكل
والرجاء ،
وغيرها من عبودية القلب " .
والعبد في عبوديته لله
لا بد أن يتأله له حُبّاً وخوفا وطمعا ،
قال تعالى :
** والّذين ءامنوا أشدُّ حُبّاً لله **
[ سورة البقرة : 165 ] ،
وقال تعالى في شأن أنبياء
عليهم السّلام :
** ويدعوننا رغبا ورهبا **
[ سورة الأنبياء : 90 ] .
قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين ( ص 320 ) ] :
" القلب في سيره إلى الله عزّوجلّ بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه ،
والخوف والرجاء جناحاه ،
فمتى سَلم الرأسُ والجناحان ،
فالطير جيد الطيران ،
ومتى قُطع الرأس مات الطائر ،
ومتى فقد الجناحان فهو عرضة
لكل صائد وكاسر ،
ولكن السلف استحبوا أن يُقوي
في الصحة جناح الخوف على
جناح الرجاء ،
وعند الخروج من الدنيا يُقوى
جناح الرجاء على جناح الخوف ،
هذه طريقة أبي سليمان
– الداراني – وغيره ، قال :
وينبغي للقلب أن يكون الغالب
عليه الخوف ،
فإن غلب عليه الرجاء فسد .
وقال غيره : أكمل الأحوال :
اعتدال الرجاء والخوف ،
وغلبة الحب ،
فالمحبة هي المركب ، والرجاء حادٍ ، والخوف سائق ،
والله الموصل بمنِّه وكرمه " .
يتبع -----------