53)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
د) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 225 - 227 ) :
وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد الألوهية ، والإقرار بالربوبية أسبق من الإقرار بالألوهية ،
والشرك في الألوهية أكثر في الخلق منهم في الربوبية ،
من أجل هذا بُعثت الرسل بالدعوة إلى تصحيحه أكثر ،
قال تعالى : ** وما يؤمن أكثرهم بالله
إلَّا وهم مُّشركون **
[ سورة يوسف : 106 ] ،
يعني : أن أكثر الناس يؤمنون بربوبية الله ويشركون في ألوهيته ،
وهذا حال القَوْم الَّذينَ بُعثَ فيهم
رسول الله صلَّى الله عليه وسلم .
وهذه الثلاثة الأصول :
ربُك ، ودينك ، ونبيك صلَّى الله عليه وسلم ، هي حقيقة الدين كله ،
فمن قام بتحقيقها في الدُّنيا
وُفِّقَ إلى النطق بها عند الاحتضار
وفي البرزخ ،
لأنها حقيقة قامت بقلبه وعملت بها
جوارحه في حياته ،
وجزاء الإحسان الإحسان ،
فيُثبِّت اللهُ عَبْدَه بالقول الثابت في الحياة الدُّنيا وفي الآخرة .
قال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين
( ص 70 ) ] :
" لا ينفك العبدُ من العبودية ما دام في دار
التكليف ، بل عليه في البرزخ عبودية أخرى
لما يسأله الملكان : مَن كان يعبد ؟
وما يقول في رسول الله صلَّى الله عليه وسلم ؟
ويلتمسان منه الجواب ، وعليه عبودية أخرى يوم القِيامَةِ ، يوم يدعو اللهُ الخلقَ كلَّهم إلى السجود فيسجدُ المؤمنون ، ويبقى الكُفّار والمنافقون لا يستطيعون السجود ،
فإذا دخلوا دار الثواب تسبيحاً مقروناً بأنفاسهم لا يجدون له تعباً ولا نصباً " .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله
[ العبودية ( ص 123 - 124 ) ] :
" إن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته لله
ما يمنعه من عبوديته لغيره ، ومن حلاوة محبته لله ما يمنعه من محبة غيره ،
إذ ليس عند القلب لا أحلى ولا ألذّ ولا أطيب
ولا ألين ولا ألين ولا أنعم من حلاوة الإيمان
المتضمن عبوديته لله ومحبته له ،
وإخلاصه الدين له ،
وذلك يَقتضي انجذاب القلب إلى الله ،
فيصير القلب منيباً إلى الله ، خائفاً منه ،
راغباً راهباً ،
كما قال تعالى : ** مَن خشيَ الرّحمن بالغيب وجاء بقلب مُّنيب **
[ سورة ق : 33 ] .
إذ المحب يَخاف من زوال مطلوبه ،
أو حصول مرهوبه ،
فلا يكون عبد الله ومحبّه ،
إلَّا بين خوف ورجاء ، كما قال تعالى :
** أولئك الَّذينَ يدعون يبتغون إلى ربّهم
الوسيلة أَيُّهُم أقربُ ويرجون رحمتَه ويخافون
عذابه إنَّ عذاب ربّك كان محذورا **
[ سورة الإسراء : 57 ] .
يتبع -----------