52)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ج) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها ( ص 212 - 217 ) :
وقال ابن القيم رحمه الله [ مدارج السالكين
( ص 148 - 149 ) ] :
" من أعلام نبوة محمد صلَّى الله عليه وسلم
أنه يأمرهم بالمعروف ، وينهاهم عن المنكر ،
ويُحلُّ لهم الطيّبات ،
ويُحرِّم عليهم الخبائث ...
إلى قوله :
وإنّما المدح والثناء والعَلَمُ الدّال على نبوته ،
أنّ ما يأمر به تشهد العقول الصّحيحة
حُسنَه وكونه معروفاً ، وما ينهى عنه تشهد
قُبحَه وكونه منكراً ،
وما يُحلُّه تشهد كونَه طيِّباً ،
وما يحرِّمه تشهد كونه خبيثاً .
وهذه دعوة جميع الرسل
– صلوات الله وسلامه عليهم – ،
وهي بخلاف دعوة المتغلبين المبطلين والكذابين والسحرة ،
فإنّهم يدعون إلى ما يوافق أهواءهم وأغراضهم ،
من كل قبيح ومنكر وبغي وإثم وظلم .
ولهَذا قيل لبعض الأعراب
– وقد أسلم –
لما عَرف دعوته صلَّى الله عليه وسلم :
عن أي شيء أسلمتَ ؟
وما رأيتَ منه ما دلّك على أنه رسول الله ؟
قال : „ ما أمر بشيء فَقالَ العقلُ :
ليته نَهى عنه .
ولا نَهى عن شيء فَقالَ العقلُ :
ليته أمر به .
ولا أَحَلَّ شيئاً فَقالَ العقل : ليته أباحه „ .
فانظر إلى هذا الأعرابي ، وصحة عقله وفطرته ، وقوة إيمانه ، واستدلاله على صحة دعوته ، بمطابقة أمره لكل ما حسن في العقل ، ومطابقته ونهيه لما هو قبيح في العقل ، وكذلك مطابقة تحليله وتحريمه ،
لو كان جهة الحسن والقبح والطيب والخبث
مجرد تعلق الأمر والنهي والإباحة
والتحريم به ، لم يحسن منه هذا الجواب ،
ولكان بمنزلة أن يقول : وجدته يأمر وينهى
ويُبيح ويُحَرِّم ، وأي دليل في هذا ؟ " .
ومما ذكرَهُ العلماء من فوائد ابتداء نزول القرآن على النّبيّ صلَّى الله عليه وسلم
بـ ** اقرأ باسم ربّك الَّذي خلق *
خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم **
[ سورة العلق : 1 - 3 ] ،
التنبيه بالنظر والاستدلال على توحيد الله .
قال الحافظ أبو شامة المقدسي رحمه الله :
" إن هذا أوّلُ ما نزل ، وفي ابتدائه بإنزال
هؤلاء الآيات عليه التنبيه على النّظر والفكر
المؤديين إلى علم التّوحيد ، لذكر الرّبوبيّة
المنتظمة للتّربية والتّدبير واللُّطف بالصّحّة
والرّزق .
وتنبيه ثان على الاستدلال بما يراه من خلق جنسه من أهلِهِ وولده وغيرهم ،
ممّا يعلم أنّ حاله وحالهم فيه سواء ،
من ظهورهم أشخاصا حسّية متحرِّكة من
نطفة مَواتٍ في الرّحم ، حيث لا يصل إليها يدٌ ولا آلةٌ ، ولا يمسُّها شيء ،
بل يشهد العقلُ بأنّها تحولٌ من حال إلى حال ، بإرادة حيٍّ قادر
** لا إلَهَ إلَّا هو سبحانه عمّا يُشْرِكُونَ ** " .
وتنبيه الإمام محمد بن عبد الوهاب
رحمه الله إلى النظر في ملكوت السّموات
والأَرْض ومخلوقات الله هو من أسباب زيادة الإيمان ، فهذه مخلوقات عظيمة دالة في إحكامها وسيرها في نظام محكم على عظمة خالقها وكمال قدرته وقوته وعلمه وقيوميته ...
فسلك الإمام رحمه الله مَنهج القرآن والسّنّة
وسلف الأُمّة ، في أنّ أول واجب
هو توحيد الله والإيمان به ،
والنظر مؤكدٌ له ، بخلاف مَنهج المعتزلة والملاحدة ومَنْ اتبعهم من الأشاعرة حيث
قرروا أن أول واجب النظر ...
يتبع -----------