وجد إبراهيم، عليه الصلاة والسلام، أنه لا بد له من سلوك طريق آخر عملي في إقامة الحجة ليكون أقوى في الإبانة عن الحق، وأملك في إلزام الخصم، يضطرهم به إلى الاعتراف بما هم فيه من ضلال، وظلم، وانحراف، فأقسم بالله أن يكيد لأصنامهم وهم عنها غائبون، انتهز فرصة خروجهم من البلد لبعض شأنهم، وذهب إلى آلهتهم خفية لئلا يراه أحد فيصده عن تنفيذ ما أراد، فجعلهم قطعًا صغارًا إلا كبيرًا لهم تركه سالمًا، ليكون له ولهم معه شأن عند التحقيق فيما جرى على أصنامهم، فلما عادوا إلى منازلهم، وشاهدوا ما أصيبت به آلهتهم:
{قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ - قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ - قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ** [الأنبياء: 59 - 61]
فلما حضر مجلسهم أخذوا يقررونه بما صنع بآلهتهم:
{قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ** [الأنبياء: 62] فأجابهم بنسبَةِ ما حدث إلى مَنْ لا يَتَأَتَّى منه، نسبه إلى كبير التماثيل وهو- كما يعلم ويعلمون- جماد لا حراك به، ذلك ليرشدهم إلى مكان الخطأ في عكوفهم على التماثيل، عبادة لها، وتقربا إليها، ويصرفهم عنها إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ويوحي إليهم بأنه هو الذي كاد لأصنامهم، وأنزل بهم ما يكرهون، وقد أكد ذلك بأمره إياهم أن يسألوا التماثيل عمَّن أصابهم بالتكسير والتحطيم إن كانوا يحيرون جوابا.
{قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ** [الأنبياء: 63]
وقد نجحت هذه الطريقة إلى حدّ ما، وأوجدت فيهم
وعيًا، فثابوا إلى رشدهم، وما كان في أصل فطرتهم، واعترفوا بأنهم هم الذين ظلموا أنفسهم بعبادتهم تماثيل لا تملك لنفسها نفعًا، ولا تدفع عنها بأسًا، وظلموا إبراهيم، عليه السلام، بصدهم عن دعوته، وإعراضهم عما جاءهم به من الآيات البينات على التوحيد، وإخلاص العبادة لله رب العالمين، لكنهم لم يلبثوا أن ركبوا رؤوسهم، ونكصُوا على أعقابهم، وارتكسوا في حمأة الضلال، والحيرة عصبية لما ورثوه عن آبائهم من الشرك، والبهتان المبين.
قال الله- تعالى-: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ - ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ** [الأنبياء: 64 - 65] لقد ازداد طريق الحق وضوحًا، وبيانًا، واستحكمت حلقات الحجة لِإبراهيم على أبيه، وقومه، وحق له أن يضيق ذرعًا من صدودهم، وأن يتأفف ضجرًا من طغيانهم وشركهم، وأن يُنكر عليهم ذلك إنكارًا صارخًا، ويرميهم بالخبال، وإلغاء العقول، {قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ - أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ** [الأنبياء: 66 - 67]
لقد أخذت الحمية الجاهلية للباطل من نفوس قوم إبراهيم، عليه السلام، مأخذها، وتمكنت منهم العصبية لطاغوت التقليد للآباء، والأجداد فيما أصيبوا به من الشرك، والانحراف عن الحق حتى ملكت مشاعرهم، ووجهت عقولهم، وأفكارهم إلى شر وجهة، وصرفتهم عن الحق المبين، والصراط المستقيم، وزينت لهم أن يتخلصوا من إبراهيم، عليه السلام، وينزلوا به أشد العقاب انتصارًا لألهتهم الباطلة، وانتقاما منه جزاءً له عما صنع بها من تحطيم وتكسير.
ويعلم الله أنه ما أراد بذلك إلا الخير لهم، وإخراجهم من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد:
{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ** [الأنبياء: 68]
لكن يأبى الله إلا أن ينصر رسوله وخليله إبراهيم، عليه السلام، وأن يخذل أعداءه، وأعداء دينه، ويُبطل ما كادوا به لأوليائه، فيبوءوا بالخسران المبين، إمضاءً لسنته العادلة الحكيمة في أوليائه وأعدائه.
قال- تعالى-:
{قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ - وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ - وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ - وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ - وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ** [الأنبياء: 69 - 73]
وقال- تعالى-: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ - يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ** [غافر: 51 - 52] وقال- تعالى-: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا** [الفتح: 23]
[الفرق الإسلامية]
[تمهيد]
تمهيد كان الناسُ أمةً واحدةً على الحق بما أودع الله فيهم من فطرة الإسلام، وبما عهد إليهم من الهدى والبيان، فلما طال عليهم الأمد قست قلوبهم، فاجتالتهم الشياطين عن الصراط المستقيم، وسلكت بهم بنيات الطريق، فتمزقت وحدتهم، واختلفت كلمتهم. فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وكان الله عزيزًا حكيما. قال- تعالى-: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ** [البقرة: 213]
وقال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا** [الروم: 30]
وقال، صلى الله عليه وسلم: «كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهوّدانه، أو ينصرّانه، أو يمجسانه» . الحديث. وقد أمر الله- تعالى- في كتبه، وعلى ألسنة رسله بوحدة الكلمة، والاعتصام بشرعه،
وحذًر من الفرقة والاختلاف، وبين عاقبة ذلك بما ذكر من أحوال الأمم الماضية، وما حاق بها من الدَمار، وأصابها من الهلاك، وحثهم على البلاغ والبيان، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، نصرة للحق، وإزالة للشبهة، وإحباطًا لكيد دعاة السوء واستهوائهم النفوس الضعيفة. قال الله- تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ - وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا** [آل عمران: 102 - 103] وقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ** [الأنعام: 159] وقال: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ** [الأنعام: 153]
وعن العرباض بن سارية «قال: وعظنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله! كأنَّها موعظة مودعٍّ، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: " أوصيكم بالسّمع والطّاعة، فإنه من يعش منكم بعدي، فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها، وعضوا عليها
بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة» . إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث.
ومع ذلك دبّ الخلاف بين الناس، فما من أمة من الأمم إلا وقد اختلفت بهم الأهواء حتى وضع كل لنفسه أصولا عليها يبني مذهبه، وإليها يرجع في خصومته، فتناقضت مذاهبهم، وصار كل واحد حربا على أخيه، وشغل بذلك عن كتاب الله، وهدي رسوله، عليه الصلاة والسلام، إلا أنه- سبحانه- جرت سنته، واقتضت حكمته، أن يقيّض للحق في كل عصر جماعة تقوم عليه، وتهدي الناس إليه، إنجازًا للوعد بحفظ دينه، وإقامة للحجة، وإسقاطًا للمعاذير، قال- تعالى-: {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ** [فاطر: 24] وقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ** [الحجر: 9] وقال، صلى الله عليه وسلم: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» . وفي رواية، «قالوا: يا رسول الله! من الفرقة الناجية؟ قال: " من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ".» وفي رواية، قال: «هي الجماعة يد الله على
الجماعة» . رواه أبو داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم. وفي الحديث: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق. . . ".» الحديث.
وقد تبين من ذلك أن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، وإن شعارها كتاب الله، وهدي رسوله، عليه الصلاة والسلام، وما كان عليه سلف الأمة الذين يؤمنون بمحكم النصوص، ويعملون بها، ويردون إليه ما تشابه منها، وأما الفرق الضالة، فشعارها مفارقة الكتاب، والسنة، وإجماع سلف الأمة، واتباع الأهواء، وشرع ما لم يأذن به الله من البدع والآراء الزائفة بناء على أصول وضعوها، يوالون عليها، ويعادون، فمن وافقهم عليها، أثنوا عليه وقرّبوه، وكان في زعمهم من أهل السنة والجماعة، ومن خالفهم تبرءوا منه ونبذوه، وناصبوه العداوة والبغضاء، وربما رموه بالكفر، والخروج من ملة الإسلام لمخالفته لأصولهم الفاسدة.
هذا، وليس في نصوص الكتاب والسنة ما يعتمد عليه في تعيين الفرق، ولا بيان ما يرجع إليه في تمييز بعضها من بعض، وإن كان فيها التحذير من فرق الضلال، وذكر عددهم، وبيان
شعارها إجمالًا، ولسنا بمكلّفين بتعيينها، وتحديدها، ولا نحن في ضرورة إلى ذلك في عقيدة، أو عبادة، أو معاملة، أو دعوة إلى الحق، بل يكفينا في جميع شئوننا أن يتميز لدينا الحق من الباطل بالحجة والبرهان، وبالحق يعرف رجاله والدعاة إليه، فلا يعيب الشريعة إن خلت من ذلك، ولا ينقص قدر العلماء أن يضربوا صفحًا عن استقصاء الفرق الضالة حتى يبلغوا بها ما ذكر في الحديث من العدد، ومع ذلك، فقد حمل بعض العلماء حب الاستطلاع، والولع، والبحث أن يصنّفوا في تعيين الفرق، ويذكروا لكل فرقة ما به تتميز عن الأخرى إشباعًا للرغبة، واستجابة لداعي الفكر، وحاولوا أن يبلغوا بما جمعوا وقسّموا، وأصلوا وفصّلوا ما ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الحديث من غير أن يتجاوزوه أو يقفوا دونه.
ومن أجل أن المسألة اجتهادية، ولا خبر فيها عن المعصوم تباينت مناهجهم في التصنيف، واختلفت مذاهبهم في التعيين، فمنهم من أخذ في عد الفرق من غير أن يبني على أساس، أو يستند إلى قانون يضبط ما ذكر من عدد الفرق ومذاهبها، ومنهم من أصل أصولا يتفرع عنها ما سواها، ووضع قواعد تضمنت المسائل التي وقع فيها النزاع، وذكر كبار الفرق التي ينشعب عنها
ما عداها. ومن هؤلاء الشهرستاني في كتابه: " الملل والنحل ". وإليك كلمته في أصول المذاهب، وكبار الفرق، فقال:
[المقدمة الثانية]
المقدمة الثانية: في تعيين قانون يبنى عليه تعديد الفرق الإسلامية: اعلم أن لأصحاب المقالات طرقًا في تعديد الفرق الإسلامية لا على قانون مستند إلى نصّ، ولا على قاعدة مخبرة عن الوجود، فما وجدت مصنفين منهم متفقين على منهاج واحد في تعديد الفرق.
ومن المعلوم الذي لا مراء فيه أن ليس كل من تميز عن غيره بمقالة ما في مسألة ما عُدَّ صاحب مقالة. فتكاد تخرج المقالات عن حدّ الحصر، والعدد، ويكون من انفرد بمسألة في أحكام الجوهر مثلا معدودا في عداد أصحاب المقالات. فلا بدّ إذن من ضابط في مسائل هي: أصول، وقواعد يكون الاختلاف فيها اختلافًا يعتبر مقالة، ويعد صاحبها صاحب مقالة، وما وجدت لأحد من أرباب المقالات عناية بتقرير هذا الضابط، إلا أنهم استرسلوا في إيراد مذاهب الأمة كيفما اتفق وعلى الوجه الذي وجد، لا قانون مستقر، لا أصل مستمر، فاجتهدت على ما تيسر
من التقدير، وتقدر من التيسير، حتى حصرتها في أربع قواعد هي: الأصول الكبار.
القاعدة الأولى: الصفات، والتوحيد فيها، وهي تشتمل على مسائل: الصفات الأزلية إثباتًا عند جماعة، ونفيًا عند جماعة، وبيان صفات الذات، وصفات الفعل، وما يجب للهّ - تعالى- وما يجوز عليه، وما يستحيل، وفيها الخلاف بين الأشعرية، والكرامية، والمجسمة، والمعتزلة.
القاعدة الثانية: القدر، والعدل، وهي تشتمل على مسائل: القضاء، والقدر، والجبر، والكسب في إرادة الخير، والشر، والمحذور، والمعلوم إِثباتًا عند جماعة، ونفيا عند جماعة، وفيها الخلاف بين القدرية، والنجارية، والجبرية، والأشعرية، والكرامية.
القاعدة الثالثة: الوعد، والوعيد، والأسماء، والأحكام، وهي تشتمل على مسائل: الإيمان، والتوبة، والوعيد، والإرجاء، والتكفير، والتضليل إثباتًا على وجه عند جماعة، ونفيًا عند جماعة، وفيها الخلاف بين المرجئة، والوعيدية، والمعتزلة، والأشعرية، والكرامية.
القاعدة الرابعة: السّمع، والعقل، والرّسالة، والأمانة،
وهي تشتمل على مسائل: التحسين، والتقبيح، والصلاح، والأصلح، واللطف، والعصمة في النبوّة، وشرائط الإمامة نصَا عند جماعة، وإجماعا عند جماعة، وكيفية انتقالها على مذهب من قال بالنصّ، وكيفية إثباتها على مذهب من قال بالإجماع، والخلاف فيها بين الشيعة، والخوارج، والمعتزلة، والكرامية، والأشعرية. فإذا وجدنا انفراد واحد من أئمة الأمة بمقالة من هذه القواعد عددنا: مقالته مذهبًا، وجماعته فرقة، وإن وجدنا واحدًا انفرد بمسألة، فلا نجعل مقالته مذهبًا، وجماعته فرقة، بل نجعله مندرجًا تحت واحدة ممن وافق سواها مقالته، ورددنا باقي مقالته إلى الفروع التي لا تعد مذهبًا مفردا، فلا تذهب المقالات إلى غير النهاية، وإذا تعينت المسائل التي هي قواعد الخلاف تبينت أقسام الفرق، وانحصرت كبارها في أربع بعد أن تداخل بعضها في بعض.
[كبار الفرق الإسلامية أربع]
القدرية، الصفاتية، الخوارج، الشيعة ثم يتركب بعضها مع بعض، ويتشعّب عن كل فرقة أصناف، فتصل إلى ثلاث وسبعين فرقة، ولأصحاب كتب المقالات، طريقان في الترتيب.
أحدهما: أنهم وضعوا المسائل أصولا ثم أوردوا في كل مسألة: مذهب طائفة طائفة، وفرقة فرقة.
والثاني: أنهم وضعوا الرجال وأصحاب المقالات أصولا، ثم أوردوا مذاهبهم في مسألة مسألة، وترتيب هذا المختصر على الطريقة الأخيرة لأني وجدتها أضبط للأقسام وأليق بأبواب الحساب، وشرطي على نفسي أن أورد مذهب كل فرقة على ما وجدته في كتبهم من غير تعصب لهم، ولا كسر عليهم، دون أن أبيّن صحيحه من فاسده، وأعين حقه من باطله، وإن كان لا يخفى على الأفهام الذكية في مدارج الدلائل العقلية لمحات الحق، ونفحات الباطل.
ومهما يكن المنهج الذي سلكه من ألف في الفرق
الإسلامية، وأيا كان اجتهادهم في تعيين الفرق، وتمييز بعضها من بعض لتبلغ العدد الذي ورد في الحديث، فلن يبرئهم ما وضعوا من الأصول والضوابط من معرة التكلف، ولن يعصمهم من مزالق التخمين، وما يوجه إليهم من طعنات النقاد.
فإن النصوص وإن دلّت على حدوث الفِرق في هذه الأمة، وبيّنت عدد الفرق إجمالًا لم تخص بحدوث الفرق عهدًا دون عهد، والأمة لا تزال تتابع أجيالها، وتختلف آراؤها، والمستقبل غيب لا يعلمه إلا الله، فربما حدث من البدع، ومذاهب الضلال ما ليس في الحسبان مما لا يمكن رده إلى مذاهب الفرق الأولى.
وإذا كان ذلك على ما وصفت كان تعيين الفرق رجمًا بالغيب، واقتحامًا لمتاهات لا تزيد من رمى بنفسه فيها إلا حيرة. مع ما في ذلك من التكلف في ضمّ بعض الفرق إلى بعض بإلغاء ضرب من الخلاف خشية أن يتجاوز العدد ما ذكر في الحديث، أو جعل الواحدة فرقتين باعتبار نوع من الخلاف حذرًا أن ينقص العدد عما ذكر في الحديث إلّا أن التأجيل، ووضع القواعد على النحو الذي صنفه " الشهرستاني " وغيره أقرب إلى الضبط، وأسرع للفهم والتحصيل، وأبعد عن نشر الكلام، وأدخل في
صناعة التأليف. لذلك اكتفيت بذكر أصول الفرق الكبار مع مراعاة ترتيبها حسب حدوثها من غير استقصاء، أو محاولة بلوغ العدد المذكور في الحديث.
وذكر جملة من الفرق المشهورة التي تشعّبت عنها مع بيان شيء مما يتميز به كل منها.
الخوارج: خرج جماعة من المسلمين على الخليفة الثالث عثمان بن عفان لأمور نقموها منه، وأحداث أنكروها عليه، وما زال بهم اللجاج في الخصومة معه حتى قتلوه. ولما انتهت الخلافة إلى علي بن أبي طالب كان ممن اختلف عليه، وقاتله: طلحة بن عبيد اللهّ القرشي، والزبير بن العوام. فأما الزبير فقتله ابن جرموز، وأما طلحة فرماه مروان بن الحكم بسهم فقتله، وكانت معهما عائشة - رضي الله عنها- على جمل لها، ولكنها رجعت سالمة مكرمة لم يعترض عليها أحد، وتسمى هذه الموقعة بـ "موقعة الجمل " (36هـ) . واختلف على عليّ - أيضًا - معاوية ومن تبعه- رضي الله عنهم- ودارت الحرب بين الفريقين في صِفين حتى كان التحكيم الذي زاد الفتنة اشتعالًا، ودبّ الخلاف في جيش علي، وخرج عليه ممن كان من أنصاره فرقة تعرف بالحرورية،
وبالشراة. واشتهرت باسم الخوارج. وحديث العلماء في الفرق الإسلامية عن الخوارج إنما هو عن هؤلاء الذين خرجوا على عليّ - رضي الله عنه- من أجل التحكيم. أما طلحة، والزبير، ومعاوية، ومن تبعهم، فلم يعرفوا عند علماء المسلمين بهذا الاسم.
ثم صارت كلمة الخوارج تطلق على كل من خرج على إمام من أئمة المسلمين، اتفقت الجماعة على إمامته في أي عصر من العصور دون أن يأتي ذلك الإمام بكفر ظاهر ليس له عليه حجة، وإذن فأول من أحدث هذه البدعة في هذه الأمة، الجماعة التي خرجت على عليّ بن أبي طالب سنة 39 هـ، وأشدهم في التمرد، والخروج عليه، الأشعث بن قيس، ومسعود بن فدكي التميمي، وزيد بن حصين الطائي، والذي دعاهم إلى ذلك مسألة التحكيم المشهورة في التاريخ، ورضا الملومة به مع أنهم هم الذين أمروه به، واضطروه إليه، ثم أنكروه عليه. فقالوا: لم حكمت الرجال، لا حكم إلا الله.
ورؤوسهم ستة: الأزارقة، والنجدات، والصفرية، والعجاردة، والأباضية، والثعالبة، وعنها تتفرع فرقهم.
ومن أصولهم التي اشتركت فيها فرقهم، البراءة من علي،
وعثمان، وطلحة، والزبير، وعائشة، وابن عباس - رضي اللهّ عنهم- وتكفيرهم.
والقول بأن الخلافة ليست في بني هاشم فقط، كما تقول الشيعة، ولا في قريش فقط، كما يقول أهل السنة، بل في الأمة عربها وعجمها، فمن كان أهلًا لها علمًا، واستقامة في نفسه، وعدالة في الأمة جاز أن يُختار إمامًا للمسلمين، والخروج على أئمة الجور، وكل من ارتكب منهم كبيرة. ولذلك سموا بالخوارج. والإيمان عندهم: عقيدة، وقول، وعمل.
وقد وافقوا في هذا أهل السنة في الجملة، وخالفوا غيرهم من الطوائف. ومن أصولهم- أيضًا-: التكفير بالكبائر، فمن ارتكب كبيرة فهو كافر. وتخليد من ارتكب كبيرة في النار إلا النجدات في الأخيرين. ولذا سموا وعيدية، ومن أصولهم - أيضًا- القول بخلق القرآن.
وإنكار أن يكون الله قادرًا على أن يظلم. وتوقف التشريع، والتكليف على إرسال الرسل، وتقديم السمع على العقل على تقدير التعارض، فمن وافقهم في هذه الأصول فهو منهم، وإن خالفهم في غيرها. ومن وافقهم في بعضها، ففيه منهم بقدر ذلك، وقد اجتمعوا بحروراء برئاسة عبد الله بن الكواء،
وعتاب بن الأعور، وعبد الله بن وهب الراسبي، وعروة بن حدير، ويزيد بن عاصم المحاربي، وحرقوص بن زهير المعروف بذي الثدية. وكانوا في اثني عشر ألف رجل. فقاتلهم عليّ يوم النهروان، فما نجا منهم إلا أقل من عشرة، فر منهم اثنان إلى عمان، واثنان إلى كرمان، واثنان إلى سجستان، واثنان إلى الجزيرة، وواحد إلى موزن، فظهرت بدع الخوارج في هذه المواضع.
وأول من بويع منهم بالخلافة عبد الله بن وهب الراسبي، فتبرأ من الحكمين، وممن رضي بهما، وكفّر هو ومن بايعه عليا لتحكيمه الرجال، ورضاه بذلك.
[الفرق وتشعبها]
(الفرق وتشعبها) الأزارقة: هم جماعة من الخوارج ينسبون إلى أبي راشد نافع بن الأزرق، خرج آخر أيام يزيد بن معاوية، ومات 65 هـ. وبايع الأزارقة من بعد موته قطري بن الفجاءة، وسموه بأمير المؤمنين، ومن بدعهم تصويب قاتل عليّ عبد الله بن ملجم. وفي ذلك يقول عمران بن حطان مفتي الخوارج:
يا ضربة من منيب ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانًا
إني لأذكره يومًا فأحسبه ... أو في البرية عند الله ميزانًا
ومنها تكفير من قعد عن الجهاد معهم، وتكفير من لم يهاجر إليهم، وإسقاط الرجم لعدم وجوده في القرآن، وإسقاط الحد عمن قذف المحصنين دون المحصنات، وعدم جواز التُقية في قول أو عمل، وإباحة قتل أطفال المخالفين لهم ونسائهم، وعدم أداء الأمانة لمن خالفهم.
النجدات العاذرية: ينسبون إلى نجدة بن عامر الحنفي، وكان من شأنه أنه خرج من اليمامة مع عسكره يريد اللحاق بالأزارقة، فاستقبله أبو فديك، وعطية بن الأسود الحنفي في الجماعة الذين أنكروا على نافع الأزرق بدعه، فأخبروه بما أحدثه من تكفير القعدة عن القتال معه، وغير ذلك من بدعه، فكتب إليه، ينصح له، فلما أبى نافع أن يرجع، بايعه على الإمامة أبو فديك، وعطية، ومن معهما، وسموه بأمير المؤمنين.
ومن بدعهم: جواز التقية في القول والعمل، وتناصفهم فيما بينهم بلا إمام، فإن عجزوا عن ذلك إلا بإمام جاز لهم أن يقيموه.
وسموا بالعاذرية لأنهم يعذرون من أخطأ في أحكام الفروع لجهالته دون من أخطأ في الأصول: كمعرفة الله، ورسله، والإقرار بما جاء به محمد، صلى الله عليه وسلم، من عند الله جملة. ولم يلبث أبو فديك وعطية أن اختلفا عليه، وقتله أبو فديك، ثم اختلف أبو فديك وعطية، وبرئ كل منهما من الآخر، وصار لكل منهما أتباع. وسمي أتباع أبو فديك: فدكية، وأتباع عطية: العطوية، وقد أرسل عبد الملك بن مروان، عثمان بن
عبيد الله بن معمر إلى أبي فديك، فحاربه أيامًا، وقتله، وفر عطية إلى أرض سجستان.
العجاردة: هم طائفة من الخوارج ينسبون إلى عبد الكريم بن عجرد، وهم من أصحاب عطية بن الأسود الحنفي ومن بدعهم: البراءة من الأطفال حتى يدعوا إلى الإسلام عند بلوغهم، ومن بدعهم - أيَضَا-: أن سورة يوسف ليست من القرآن، وأنهم يتولون القعدة، ويرون الهجرة فضلة لا فرضًا.
وقد افترقت العجاردة فرقا كثيرة منها: الميمونية أتباع ميموِن بن خالد، وهو على مذهب المعتزلة في القدر. ومن بدعه - أيضَا- جواز نكاح بنات البنات والبنين، وبنات أولاد الإخوة والأخوات. ومنها الحمزية أتباع حمزة بن أدرك ثبتوا على قول ميمون في القدر، وقالوا بجواز إمامين في عصر واحد ما لم تجتمع الكلمة، أو تقهر الأعداء.
ومنها الأطرافية: فرقة من الحمزية رئيسهم غالب بن شاذان السجستاني سموا أطرافية لأنهم يعذرون أصحاب الأطراف في ترك ما لم يعرفوه من الشريعة إذا أتوا بما عرفوه بالعقل، ومذهبهم: كالذرية في تحكيم العقل.
ومنها الشعيبية
أصحاب شعيب بن محمد الذي تبرأ من ميمون لما أظهر القدر. ومنها الجازمية أصحاب جازم بن علي كان على قول شعيب في القدر.
الثعالبة: هم أصحاب ثعلبة بن عامر. كان مع عبد الكريم بن عجرد يدًا واحدة إلى أن اختلفا في أمر الطفل، فقال ثعلبة - بولايته حتى نرى منه إنكار الحق، ورضا بالجور. فتبرأت العجاردة من ثعلبة، ونقل عنه- أيضًا- أنه لا يحكم في الطفل بشيء حتى يبلغ، ويدعى إلى الإسلام، فإن أجاب فبها، وإلا كفر!! وقد افترقت الثعالبة فرقًا كثيرة. منها: الشيبانية، وهم أتباع شيبان بن سلمة، خرج أيام أبي مسلم الخراساني وأعانه على نصر بن سيار والي خراسان من قبل هشام، وقتل أناسا ممن يوافقون في المذهب، وأخذ أموالهم، فبرئت منه الثعالبة، ولما قتل أخبروا بتوبته، فلم يقبلوها، لأنه لم يرد المظالم، ولم ينصف أولياء الدم. ومن بدعهم: تشبيه الله بخلقه، وموافقة جهم في قوله بالجبر، واعتقاد أن الولاية والعداوة من صفات الله الذاتية، لا من صفات الفعل. ومن لم يقبل توبة شيبان يسمون بالزيادية نسبة لرئيسهم زياد بن عبد الرحمن. ومنها: الرشيدية أتباع رشيد
الطوسي. ومن بدعهم: إخراج نصف العشر زكاة لما سقي بالأنهار. ومنها المكرمية أصحاب أبي مكرم بن عبد الله العجلي، ومن مقالته: تكفير تارك الصلاة لجهله بربه، وغفلته عن معرفته، وعدم مبالاته بالتكليف. وقالوا بإيمان الموافاة، بمعنى أن الله يوالي عباده، ويعاديهم على ما يوافونه به عند الموت من خير أو شر لا على أعمالهم قبل ذلك. ومنها المعلومية، والمجهولية: وهما في الأصل من الجازمية. فالمعلومية، قالت: لا يكون العبد مؤمنًا حتى يعرف الله بجميع أسمائه وصفاته. وقالوا فعل العبد مخلوق له، فبرئت منهم الجازمية. والمجهولية قالت: من علم البعض، وجهل البعض كان مؤمنًا.
الأباضية: هم أتباع عبد الله بن أباض التميمي، الذي خرج أيام مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية، قال: إن مخالفينا من أصل القبلة كفار غير مشركين، وأباح مناكحتهم، وموارثتهم، وأباح غنيمة أموالهم من السلاح، والكراع عند الحرب لا غير. وحرّم قتلهم، وسبيهم غيلة، وأباح ذلك بعد إقامة الحجة، ونصب القتال. وقال: مرتكب الكبيرة موحد لا مؤمن، وكافر نعمة لا
كفرًا يخرج من الملة، وأنه مخلَد في النار، وأفعال العباد مخلوقة للهّ مكتسبة للعبد.
وهم فرق كثيرة. منها الحفصية أصحاب حفص بن أبي المقدام، تميز عن الأباضية بجعله الفرق بين الشرك والإيمان، معرفة الله وحده، فمن عرفه فهو مؤمن، وإن كفر بالرسل، وما جاءوا به. ومن ارتكب كبيرة، فهو كافر غير مشرك.
ومنها الحارثية: أصحاب الحارث بن مزيد الأباضي، خالف الأباضية في القدر، فقال فيه بقول المعتزلة، ولذا كرهوه. وقال بالاستطاعة قبل الفعل لا معه. وقال بإثبات طاعة لا يُراد بها وجه الله، كما قال أبو الهذيل من المعتزلة.
[الشيعة]
الشيعة الشياع: القوة والانتشار، يقال: شاع الخبر إذا انتشر، وكثر التكلم به. وشيعة الرجل: خواصه، وجماعته الذين ينتشرون، ويتقوى بهم لنسب يجمعهم، أو لاتباعهم إياه في مذهبه، وسيرهم على منهاجه وسننه، وتجمع الشيعة على شِيَع، وتُجمع شيع على أشياع.
والمراد بالشيعة هنا: كل من شايع علي بن أبي طالب خاصة، وقال بالنص على إمامته، وقصر الإمامة على آل البيت. وقال بعصمة الأئمة من: الكبائر، والصغائر، والخطأ. وقال: لا ولاء لعلي إلا بالبراء من غيره من الخلفاء الذين في عصره قولا، وفعلًا، وعقيدة، إلا في حال التقية. وقد يثبت بعض الزيدية الولاء دون البراء.
فهذه أصول الشيعة التي يشترك فيها جميع فرقهم، وإن اختلفت كل فرقة عن الأخرى في بعض المسائل، فمن قال ممن ينتسب إلى الإسلام بهذه الأصول، فهو شيعي. وإن خالفهم
فيما سواها ومن قال بشيء منها، ففيه من التشيع بحسبه. ورؤوس فرق الشيعة خمسة:
الزيدية، والإمامية، والكيسانية، والغلاة، والإسماعيلية ومن العلماء من لم يجعل الإسماعيلية فرقة رئيسية.
[الزيدية]
الزيدية الزيدية: هم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومن مقالته: إن الإمامة تنعقد للمفضول مع وجود الفاضل للمصلحة في ذلك.
ومن أجل هذا رأى انعقاد الخلافة لأبي بكر وعمر مع أن عليا أفضل منهما عقيدة، وكان لا يتبرأ منهما، ولما بلغ شيعة الكوفة عنه أنه لا يتبرأ منهما رفضوه، فسموا رافضة، ومن مذهبه: سوق الإمامة في أولاد فاطمة: الحسن، والحسين، وأولادهما، وجواز خروج إمامين في قطرين على أن يكون كل منهما من أولاد فاطمة. ويتحلى بالعلم، والزهد، والكرم، والشجاعة.
وقد عاب عليه أخوه محمد الباقر أخذه العلم عن واصل بن عطاء الغزال من أجل أنه كان يجوز على جدهما عليّ الخطأ في قتال الخارجين عليه.
كما عاب عليه: رأيه بأن الخروج شرط في كون الإمام إمامًا، وكان يذهب في القدر إلى مذهب القدرية، وبذلك نعرف السر
في أن أتباع زيد كلهم معتزلة. وقد خرج زيد على هشام بن عبد الملك أيام خلافته، وبويع له بالخلافة، فقتل، وصلب بكناسة الكوفة عام 121 هـ. وكان ابنه يحيى إمامًا بعده أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك. وذهب إلى خراسان، فبعث إليه أميرها نصر بن سيار، سلم بن أحوز، فقتله عام 125 هـ، ثم انحرفت الزيدية بعد عن القول بصحة إمامة المفضول، وطعنوا في الصحابة، كالإمامية.
ومما أجمعت عليه الزيدية: تخليد من ارتكب كبيرة من المؤمنين في النار، وتصويب علي، وتخطئة مخالفه، وتصويبه في التحكيم، وإنما أخطأ الحكمان، ويرون السيف والخروج على أئمة الجور، وإنه لا يصلى خلف فاسق.
وقد افترقت الزيدية ثلاث فرق: جارودية، وسليمانية، وبترية.
الجارودية: هم أتباع أبي الجارود زياد بن المنذر العبدي، مات عام 150 هـ. وقد سماه أبو جعفر الباقر سر حزب (الشيطان) . ومن مقالته: إن النبي، صلى الله عليه وسلم، نص على إمامة عليّ بالوصف دون الاسم، وإن الصحابة كفروا بتركهم بيعة علي، وبذلك خالف إمامه زيد بن علي. ومن أصحاب أبي الجارود
فضيل الرسان، وأبو خالد الواسطي.
السليمانية: هم أتباع سليمان بن جرير الزيدي الذي ظهر أيام أبي جعفر المنصور، ومن مقالته: إن الإمامة شورى، وإنها تنعقد ولو برجلين من خيار الأمة، وإنها تنعقد للمفضول مع وجود الفاضل. إلا أنهم كفَروا عثمان للأحداث التي نسبت إليه، وكفَّروا عائشة، وطلحة، والزبير لِإقدامهم على قتال علي بن أبي طالب، وطعنوا في الرافضة من أجل قولهم بالبداء وبالتقية.
البترية والصالحية: أما البترية، فأتباع كثير الثواء الملقب بالأبتر مات سنة 169 هـ تقريبًا. وأما الصالحية، فأصحاب الحسن بن صالح بن حي الكوفي الهمداني مات عام 167 هـ ومذهبهما في الإمامة مثل مذهب السليمانية، إلا أنهم يتوقفون في كفر عثمان لتعارض نصوص فضائله، والأحداث التي نسبت إليه، ويتوقفون كذلك في إكفار قتلته.
ذكر في مقالات الإسلاميين أن الزيدية ست فرق الثلاث السابقة: والنعيمية، أتباع نعيم بن اليمان، واليمانية، وهم أتباع محمد بن اليمان، واليعقوبية، وهم أتباع يعقوب بن علي الكوفي.
[الإمامية]
الإمامية الإمامية: قالوا: بالنص الصريح على إمامة علي في مواضع، وبالإشارة إليه بعينه في مواضع أخرى، وقالوا: إنه الإمامة ركن الدين ليس في الإسلام شيء أهم منه، فلا يجوز أن يتركه الرسول، صلى الله عليه وسلم، لاختيار الأمة، بل يجب أن يعين له شخصًا، وقد عين له علي بن أبي طالب بالنص عليه، والإشارة إليه. وقالوا: بتكفير بعض الصحابة، واتفقوا على إمامة الحسين، فعلي زين العابدين، فمحمد الباقر، ثم افترقوا بعد ذلك فرقًا كثيرة في الوقوف بالإمامة عند الباقر، وسوقها إلى ابنه جعفر، ثم فيمن كان إمامًا من أولاد جعفر الستة: محمد، وإسحاق، وعبد الله، وموسى، وإسماعيل، وعلي. وإليك بعضها:
الباقرية: هم أصحاب أبي جعفر محمد الباقر، وهم يثبتون إمامته بالنص من أبيه زين العابدين عليه، ويزعمون أنه لم يمت، وإنه المهدي المنتظر.
الجعفرية أو الناوسية: نسبة إلى رجل يُقال له: ناوس أو
عجلان بن ناوس من أهل البصرة، أو قرية تسمى ناوسا، ومن مذهبهم سوق الإمامة إلى جعفر الصادق بنص أبيه الباقر عليه، ويزعمون أنه لم يمت، وإنه المهدي المنتظر.
الشميطية: هم أصحاب يحيى بن أبي شميط. يقول: يموت جعفر الصادق، ونصه على إمامة ابنه محمد، وإنه المهدي المنتظر.
الأفطحية أو العمارية: ينسبون إلى رجل يقال له: عمار، كان يقول: بموت جعفر الصادق، ونصه على إمامة ابنه عبد الله الأفطح.
الموسوية: ينسبون إلى موسى الكاظم. قالوا: إن الإمامة انتقلت من جعفر الصادق إلى ابنه موسى الكاظم بنصه عليه، ثم إن هارون الرشيد حمل موسى إلى بغداد، وحبسه لإظهاره الإمامة. ويقال: إنه دس له سما فمات. ودفن ببغداد. ثم من قال: بموته سموا: بالقطعية. ومن قال: لا ندري أمات أم لا! سموا: بالممطورة. لقول علي بن إسماعيل فيهم، ما أنتم إلا كلاب ممطورة، ومن قال بغيبته، ولم يسق الإمامة فيمن بعد سموا: بالوقفية. الاثنا عشرية: فرقة من الموسوية، قالت: بموت موسى،
وسموا القطعية، كما تقدم، وهؤلاء ساقوا الإمامة في أولاد موسى بنص كل منهم على من بعده، فزعموا أن الإمام بعد موسى: علي الرضا، ثم محمد التقي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن العسكري، ثم ابنه القائم المنتظر الذي اختفى في سرداب في سر مَنْ رَأى وهو الإمام الثاني عشر.
الإسماعيلية الواقفية: قالوا: بموت جعفر الصادق، ونصه على إمامة ابنه إسماعيل، ثم انتقلت منه إلى ابنه محمد بن إسماعيل لموت إسماعيل في حياة جعفر، وقالوا: بغيبة محمد، ورجعته.
الإسماعيلية الباطنية: فرقة من الإسماعيلية ساقت الإمامة بعد محمد بن إسماعيل بن جعفر في أئمة مستورين، ثم ظاهرين، وهم الباطنية، وهي الفرقة المشهورة في الفرق بهذا الاسم. ومن مقالتهم أن الأرض لا تخلو من إمام حي، إما ظاهر مكشوف، وإما باطن مستور. وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية! ومن مات وليس في عنقه بيعة لِإمام مات ميتة جاهلية! وسموا باطنية لحكمهم بأن لكل ظاهر باطنًا، ولكل تنزيل تأويلًا، ولهم ألقاب أخرى، منها أنهم يسمون بالعراق - أيضا- القرامطة أو المزدكية. وبخراسان: التعليمية،
والملاحدة. وهم يسمون أنفسهم: الإسماعيلية لامتيازهم عن الموسوية الاثنا عشرية بالقول بإمامة إسماعيل بن جعفر دون أخيه موسى الكاظم.
ومن مقالتهم - أيضًا- أنهم لا يقولون بإثبات الصفات لله، ولا نفيها، فرارًا من التشبيه بالموجودات والمعدومات، ولهم سوى ذلك كثير من الشناعات الكفرية.
[الكيسانية]
الكيسانية الكيسانية: هم أصحاب كيسان مولى علي بن أبي طالب. ويقال: إنه تتلمذ على محمد بن الحنفية. وقد زعم أتباعه أنه جمع العلوم كلها، وجمع أسرار علوم علي وابنه محمد، ويجمعهم القول بأن الدين طاعة رجل، ومن أجل ذلك ضل منهم كثير، وجاءوا بالكفر: كإنكار أركان الإسلام، والشك في البعث، والقول بالتناسخ، والحلول، والرجعة بعد الموت. ومن فرق الكيسانية:
المختارية: وهم أصحاب المختار بن أبي عبيد الثقفي كان خارجيًّا، ثم زبيريّا، ثم شيعيًّا كيسانيا، ومن مقالته القول: بإمامة محمد بن الحنفية بعد علِي، أو بعد الحسن والحسين. وقد تبين خيبته لمحمد بن الحنفية، فأعلن براءته منه، والذي ساعد على ظهور أمره انتسابه إلى محمد بن الحنفية، وقيامه بثأر الحسين، واشتغاله بقتل الظلمة. ومن مذهبه جواز البداء على الله علمًا، وإرادة، وأمرًا ليبرر بذلك رجوعه فيما أبرمه مع دعواه أنه يوحى إليه. ومن المختارية من قال: بأن محمد بن الحنفية لم
يزل، وأنه المهدي، ومن هؤلاء: كثير عزة، وإسماعيل بن محمد الحميري الشاعران. ومنهم من قال: بموته، وانتقال الإمامة إلى غيره.
الهاشمية: قالوا بسوق الإمامة من محمد بن الحنفية إلى ابنه أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأن والده أفضى إليه بالأسرار التي أفضى بها علي إلى ولده محمد بن الحنفية.
البيانية: هم أتباع بيان بن سمعان التميمي النهدي، قالوا بسوق الإمامة من أبي هاشم إلى بيان، ومن مقالتهم: أن عليّا حل فيه جزء من الله، واتحد بجسده، فكان به إلها، وعلم به الغيب، وانتصر به في الحروب. . إلخ!! ثم ادّعى النبوة.
الرزامية: هم أصحاب رزام من غلاة الشيعة، قالوا: بإمامة علي بن عبد اللهّ بن عباس بعد أبي هاشم بوصية منه، ثم انتقلت منه إلى ابنه محمد، ثم إلى ابنه إبراهيم بن محمد صاحب أبي مسلم الخراساني حتى انتهت إلى أبي جعفر المنصور، ومن مذهبهم: إسقاط التكاليف، والحلول، وتناسخ الأرواح.
الغلاة: هم الذين غلوا في أئمتهم حتى ألهوهم، ويجمعهم القول بتشبيه الأئمة بالله: كالنصارى في عيسى، وغيره، أو تشبيه الله بالأئمة: كاليهود، والقول بالبداء، والرجعة،
والحلول، وتناسخ الأرواح، والإلهية. ومن بحث وأنصف تبين له أن أصول الغلاة دخلت عليهم من تعاليم اليهود، والنصارى، وماني، ومزدك التي انتشرت في العراق، ولهم في كل بلد لقب، فهم يلقبون في أصفهان: بالخرمية، والكردية. وفي الري: بالمزدكية، والسنبادية. وفي أذربيجان: بالذقولية. وفي موضع بالمحمرة، وفيما وراء النهر: بالمبيضة ومن فرقهم ما يأتي:
السبائية: أتباع عبد الله بن سبأ الحميري اليهودي، أظهر الإسلام، وأثار الفتن الدينية والسياسية، فوضع قاعدة حلول الله في علي، ومنه انشعبت فرق الغلاة الذين قالوا: بتناسخ الجزء الإلهي في الأئمة بعد علي. ومنهم من قال: بحياة علي، وغيبته، ورجعته، وهو الذي أثار الفتن على عثمان، وألّب عليه فريقًا من الأمة، وقد نفاه علي إلى ساباط المدائن لما علمه فيه من الغلو، وإحداث الفتن، ويظهر أن فكرة حياة الإمام، والغيبة، والرجعة أنشأها عبد الله بن سبأ حينما يئس الشيعة من إقامة دولة لهم ليصرفهم بها عن البيعة لخليفة موجود إلى إمام مفقود.
الكاملية: أتباع أبي كامل، ومذهبهم تكفير من لم يبايع عليا، والطعن في علي لعدم قتالهم، والخروج عليهم، ومع ذلك غلا أبو كامل في علي، ورأى أن الإمامة نور ينتقل من شخص
لآخر، ويتفاوت. ففي شخص يقوى حتى يكون نبيا، وفي آخر يكون إمامًا. وقال كغيره من الغلاة بفكرة الحلول الكلي، والجزئي، وتناسخ الأرواح.
العليائية: أتباع العلياء بن ذراع الدوسي الأسدي، زعم أن عليَا أفضل من محمد! ثم منهم من زعم أن عليا هو الذي سمى محمدًا إلهًا! وبعثه ليدعو إليه، فدعا إلى نفسه، وذموه لذلك! فسموا بالذمية. ومنهم من ألّه عليا ومحمدًا، أو فضل عليا! وسموا بالعينية. ومنهم من ألههما، وقدم محمدًا وسموا بالميمية. ومنهم من أله أصحاب الكساء: محمدًا، وعليّا، وفاطمة، وحسنا، وحسيَنَا. وقالوا: هم شيء واحد حلت فيهم الروح بالسوية.
المغيرية: أتباع المغيرة بن سعيد البجلي مولى خالد بن عبد الله القسري، زعم أن الإمام بعد محمد الباقر هو محمد بن عبد الله بن الحسن الذي خرج في المدينة، وزعم أنه حي لم يمت، ثم زعم الإمامة لنفسه، ثم ادعى النبوة. وفي زعمه أن الله صورة، وجسم ذو أعضاء على حروف الهجاء، وصورته صورة رجل من نور على رأسه تاج من النور، وله قلب تنبع منه الحكمة إلى غير ذلك من الشناعات.
المنصورية: أتباع أبي منصور العجلي، زعم أنه إمام حين تبرأ منه الباقر وطرده، ثم زعم بعد وفاة الباقر أن روحه انتقلت إليه، وله كثير من المزاعم. منها أنه عرج به إلى السماء. ومنها أن الكِسْف الساقط من السماء هو الله أو علي. ومنها أن الرسالة لا تنقطع. ومنها تسمية الجنة والنار، وأنواع التشريع بأسماء رجال لإسقاط التكاليف، واستحلال الدماء والأموال، وقد أخذه يوسف بن عمر الثقفي والي العراق أيام هشام بن عبد الملك، وصلبه لخبث دعوته، وهم صنف من الحزمية.
الخطابية: أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي، انتسب أبو الخطاب إلى جعفر الصادق أولا، فلما تبرأ منه جعفر وطرده، زعم الإمامة لنفسه، ومن مزاعمه: أن الأئمة أنبياء، ثم آلهة! وأن جعفرا إله ظهر في صورة جسم، أو لبس جسمًا فرآه الناس! ولما وقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة، وقد افترق أصحاب أبي الخطاب بعده إلى فرق، منها: المعمرية، أتباع معمر بن خيثم زعموا أن الإمام بعد أبي الخطاب معمر، وهؤلاء ينكرون فناء الدنيا، ويرون أن ما يصيب العالم فيها، من خير وشر هو الجزاء. ومنها: البزيغية أتباع بزيغ بن موسى، زعموا أنه
الإمام بعد أبي الخطاب، وهؤلاء ينكرون الموت لمن بلغ من الناس النهاية في الكمال، ويزعمون أن من مات فارق فقط، ورفع، ويزعمون أن المؤمن يوحى إليه. ومنها العجلية، زعموا أن الإمام بعد أبي الخطاب عمير أو عمرو بن بيان العجلي. ومنها: أتباع مفضل الصيرفي الذي قال بربوبية جعفر دون نبوته ورسالته. وقد تبرأ جعفر الصادق بن محمد الباقر من هؤلاء كلهم، فإنهم كلهم حيارى ضالون جاهلون بحال الأئمة.
الكيالية: أتباع أحمد بن الكيال، كان له مزاعم لا أساس لها من العقل، ولا مستند لها من السمع، فتركه من انخدع به، ادعى أنه إمام، ثم ادعى أنه القائم وله تأويلات لنصوص الدين. منها: حملة الميزان على العالمين، والصراط على نفسه، والجنة على الوصول إلى علمه من البصائر، والنار على الوصول إلى ما يضاده.
الهشامية: أتباع هشام بن الحكم، وهشام بن سالم الجواليقي، وكلاهما من أهل التشبيه، فأما هشام بن الحكم، فقال فيما نقل عنه: إن الله- تعالى- جسم ذو أبعاض له قدر من الأقدار، ولكن لا يشبه شيئًا من المخلوقات. ولا يشبهه شيء منها. ونقل عنه أنه قال: إنه شبر بشبر نفسه، إلى آخر شناعاته.
وغلا في عليّ حتى جعله إلهًا واجب الطاعة. وأما هشام الجواليقي، فقال: إن الله- تعالى- على صورة إنسان أعلاه مجوف، وأسفله مصمت، إلى آخر شناعاته، وأجاز المعصية على الأنبياء دون الأئمة لعصمتهم.
النعمانية: هم أتباع محمد بن علي بن النعمان أبي جعفر الأحول الملقب بشيطان الطاق، ومذهبه في حدوث علم الله: كمذهب هشام بن الحكم، وكذلك مذهبه في ذات الله، إلا أنه يقول: إنها نور على صورة إنسان.
اليونسية: هم أتباع يونس بن عبد الرحمن القمي مولى آل يقطين، وهو من المشبهة، يزعم أن الملائكة تحمل العرش، وأن العرش يحمل الله. وأن أطيط الملائكة من وطأة عظمة الله على العرش.
النصيرية والإسحاقية: النصيرية أتباع محمد بن نصير النميري، والإسحاقية ينسبون إلى إسحاق بن الحارث، وكلاهما من غلاة الشيعة يرون ظهور ال******ات في صور جسمية خيرة أو خبيثة، ويزعمون أن الله يظهر في صورة إنسان، وأن جزء منه حلّ في عليّ به يعلم الغيب، ويفعل ما لا طاقة لأحد به من البشر، إلا أن النصيرية أميل إلى مشاركة علي لله في الألوهية.
والإسحاقية أميل إلى مشاركة علي لمحمد في النبوة، وكلاهما يرى - أيضًا- إباحة المحارم، وإسقاط التكاليف.
ومن الرافضة- أيضا- جماعة يقولون: بإمامة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وأنه لم يزل حيا، وينتظرون خروجه، مع أن جيش أبي جعفر المنصور قد قتله بالمدينة، وأقر بذلك فرقة من أتباع إمامهم محمد.
[أسئلة منثورة من سنوات عدة]
أسئلة منثورة من سنوات عدة س1- من الفرق الإسلامية الخوارج. فمن هم الخوارج؟ ومتى نشأوا؟ اذكر فرقهم الرئيسية، والأصول التي اشتركوا فيها. ولم سمّوا وعيدية وخوارج؟ وبم تحكم فيهم؟
س2- (أ) - ذكر في مطلع سورة القصص، وفي أثنائها ما يدل على أن قصة موسى سيقت لتكون معجزة لمحمد، صلى الله عليه وسلم، فاذكر الآيات التي ترشد إلى ذلك، مع بيان وجه إرشادها إليه. وكيف كانت قصة موسى بجملتها آية على رسالة محمد، صلى الله عليه وسلم؟ وكيف كانت بتفصيلها دليلًا على أن الله يعد أنبياءه قبل النبوة بالعلم، والأخلاق الفاضلة لتحمل أعباء الرسالة؟
(ب) - ما معنى الشيعة لغة، وما المراد بها عند علماء الفرق الإسلامية؟ ومتى نشأت الشيعة مع بيان السبب، وما الأصول التي اشتركت فيها فرق الشيعة؟ اذكر فرقهم الرئيسية التي تتشعب عنها جميع فرقهم.
من الذي بدأ مذهب المعتزلة؟ ومتى كان ذلك؟ اذكر الأصول التي تشترك فيها فرقهم؟ وبيّن مرادهم بكل منها، ولم سموا معتزلة؟ اذكر أربعة من مشاهيرهم.
من الفرق الإسلامية الخوارج، فاذكر ضابطًا يشملهم ويميزهم عن غيرهم. واذكر فرقهم الرئيسية وما الأصول التي اشتركت فيها فرقهم؟ ولم سموا وعيدية وخوارج؟
أسئلة امتحان النقل بكلية اللغة العربية لعام 82- 83 هـ س1- عرّف الحكم. واذكر الفرق بين أقسامه الثلاثة (الحكم الشرعي. الحكم العرفي. الحكم العقلي) . مع التوضيح بالأمثلة. ما معنى كون الوجوب والاستحالة والجواز أحكامًا عقلية؟ وضّح ما تقول بالأمثلة. وهل يكفي العقل في إثبات أحكام الدين دون نصوص الشرع؟ علل لما تقول مع التوضيح بالأمثلة؟
س 2- عرف توحيد الألوهية مع التمثيل؟ واذكر آيات من القرآن فيها الاستدلال بتوحيد الربوبية على توحيد الألوهية مع بيان وجه الدلالة، ولم كان توحيد الربوبية طريقا فطريّا لإثبات توحيد الألوهية؟ ولم كان طريق القرآن في
الحجاج، وهدي الأنبياء في الاستدلال أعظم طمأنينة للنفس، وأقوى في إثبات الحق وإقناع الخصم؟
س 3- (أ) - اذكر الفرق بين النبي والرسول، وأوضح النسبة بينهما؟
(ب) - كيف كانت المعجزة دليلًا على صدق من ظهرت على يده في دعوى الرسالة؟ ولم اختلفت المعجزات باختلاف الأمم؟ اشرح ذلك مستعينا بمعجزة موسى، وعيسى، ومحمد، عليهم الصلاة والسلام، ولم أرسل كل رسول بلسان قومه؟ اذكر ما يدل على ذلك من آيات القرآن.
أسئلة امتحان النقل بكلية اللغة العربية لعام 82 -83 هـ س 1- أثبت بالدليل العقلي حاجة العالم إلى موجد، واذكر من آيات القرآن ما يرشدك إلى ما دل عليه العقل من حاجة العالم إلى موجد مع بيان وجه الدلالة؟ واذكر من الكتاب والسنة ما يرشدك إلى أن ذلك ثابت- أيضا- بشهادة الفطر مع بيان وجه الدلالة؟
س 2- هل الأمم التي كذبت الأنبياء في دعوى الرسالة أقرت بإمكان الرسالة اذكر من آيات القرآن في قصص
الأنبياء ما يدل على ذلك مع بيان وجه الدلالة، وبين الدواعي التي حملتهم على رد دعوة الرسل مع الحكمة في أن الله اختار رسله إلى الناس من البشر، اذكر ما يرشدك إلى ذلك من القرآن؟
س3 - ذكر في مطلع سورة يوسف، وفي أثنائها، وختامها ما يدل على أن قصة يوسف سيقت لتكون معجزة لمحمد، صلى الله عليه وسلم، فأشر إلى الآيات التي أرشدت إلى ذلك الغرض. وبين كيف كانت قصة يوسف بجملتها آيات لمحمد، صلى الله عليه وسلم، وكيف كانت دليلا- أيضا- على أن الله يعد أنبياءه قبل النبوة بالعلم، والأخلاق الفاضلة لتحمل أعباء الرسالة؟
س1 - (أ) - أذكر الفرق أولا: بين الواجب لذاته، والواجب لغيره.
وثانيًا: بيّن المستحيل لذاته والمستحيل لغيره مع توضيح كل منها بالمثال؟
(ب) - اذكر الدليل العقلي على إثبات توحيد الربوبية، واذكر الآيات التي استخلص منها علماء المسلمين هذا الدليل العقلي مع بيان وجه دلالتها على المطلوب؟ ولماذا أنبه
الله على ذلك في القرآن مع أن المشركين قد أقروا بتوحيد الربوبية؟
(جـ) - بين المراد بتوحيد الأسماء والصفات، ثم بين كيف كان الوجود كله آيات بينات، وشواهد واضحات على إثبات أسماء الله وصفاته واذكر آيات من القرآن الكريم ترشد إلى ذلك؟
س2 - (أ) - استدل على إمكان الرسالة وحاجة العالم إليها، وما شبهة من قال: بوجوبها، ومن قال: باستحالتها؟ وبم ترد على كل منهما؟
(ب) - من المقرر أن معجزات الأنبياء ليست منحصرة فيما تحدى به كل نبي قومه، فأوضح ذلك ببيان عدم انحصار معجزة موسى في انقلاب العصا حيَّة، وخروج يده بيضاء مستعينًا في ذلك بما ذكر الله من سيرته قبل الرسالة وبعدها في القرآن الكريم، وما جرى عليه، وعلى قومه من الأحداث؟
س-1- (أ) - فرّق بين الواجب، والممكن، والمستحيل في العقليات مع التوضيح بالمثال؟
(ب) - استدل على وجوب الوجود لله- تعالى- بالدليل
النقلي، والدليل العقلي، واذكر آيات من القرآن الكريم ترشد إلى الدليل العقلي، مع توضيح وجه إرشادها إلى ذلك؟
(جـ) - هل أنكر فرعون وجود رب العالمين؟ بين ذلك وأجب عنه مسترشدًا فيما تذكر بالحوار الذي دار بين فرعون وموسى في هذه المسألة بدرجة تدفع شبهة من زعم أن وجود العالم وليد الصدفة والاتفاق. أو أنه نشأ عن تفاعل بين عناصر المادة، فتفرقت إلى وحدات، أو اتحدت بعد تفرق، وكان لتلك الوحدات، أو المركبات ما لها من الخواص؟
2 - (أ) - عرف كلًّا من المعجزة، والسحر، ثم أوضح ذلك بذكر ثلاثة فروق يتمايز بها كل منهما عن الآخر؟
(ب) - أوضح وجه كون القرآن الكريم معجزة دالة على نبوة نبينا محمد، صلى الله عليه وسلم، من حيث النظم، وما اشتمل عليه من التشريع، وأحكام الغيب؟