س173- ما هي الشفاعة وما أقسامها بالنسبة إلى خاصة وعامة ومن الذي ينكرها من طوائف أهل البدع؟
ج- هي لغة الوسيلة والطلب وعرفها بعضهم بأنها سؤال الخير للغير وقال بعضهم هي السؤال في التجاوز عن المعاصي في الآثام، أما الأقسام التي ذكرها الشيخ في الواسطية فثلاثة اثنتان خاصتان به ﷺ الأولى: العظمى هي شفاعته لأهل الموقف حتى يقضي بينهم بعد أن يتدافع الأنبياء أصحاب الشرائع آدم إلى نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وهي المقام المحمود الثانية: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة، أما الشفاعة الثالثة: فهذه عامة له ولسائر النبيين والصديقين وغيرهم وهي التي تنكرها المعتـزلة والخوارج. وهي فيمن استحق النار، أن لا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها، وبعضهم أنهاها إلى ستة أقسام، وبعضهم أنهاها إلى ثمانية.
س174- ما هي الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية؟ وما قيود المثبتة؟
ج- المثبتة هي التي أثبتها الله في كتابه، وهي لأهل الإخلاص، ولها شرطان: أحدهما: إذن الله للشافع أن يشفع.
والثاني: رضاه عن المشفوع له، ولا يرضى من العمل إلا ما كان خالصًا صوابًا، قال تعالى ]وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى[ وقال ]يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا[ وقال ]إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا[ وأما المنفية فهي التي من غير الله أو بغير إذنه أو لأهل الشرك به.
انقسام الناس بالشفاعة
س175- إلى كم انقسم الناس في إثبات الشفاعة ونفيها؟
ج- إلى أقسام: طرفان ووسط، فقسم نفوا الشفاعة كما مر وهم الخوارج والمعتزلة، فنفوا شفاعته ﷺ في أهل الكبائر؛ وقسم أثبتوا الشفاعة للأصنام وهم المشركون كما ذكر الله عنهم في كتابه بقوله ]وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ[ وقسم توسطوا وهم أهل السنة فأثبتوا الشفاعة بقيودها المتقدمة مع ذكر أدلتها.
س176- هل يدخل الجنة أحد بغير شفاعة؟ وضح ذلك مقرونًا بالدليل.
ج- نعم يخرج الله أقوامًا من النار بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة فضلاً عمن دخلها من أهل الدنيا فينشئ الله لها أقوامًا فيدخلهم الجنة، وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري في حديثه الطويل: «فيقول الله شفعت الملائكة وشفع النبيون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قومًا لم يعملوا خيرا قط».؛
قال بعضهم:
من النار أجسادًا من الفحم تطرح
وقل يخـرج الله الـعظيم بفضله
كحب جميل السيل إذا جاء يطفح
على النهر في الفردوس تـحيا بمائه؛
الجنة والنار
س177- ما هو مذهب أهل السنة والجماعة حول خلق الجنة والنار وبقائهما؟ وأهلهما مع ذكر الدليل.
ج- الاعتقاد الجازم بأن الجنة والنار مخلوقتان لا يفنيان فالجنة دار أوليائه أعدها الله وما فيها من النعيم لهم، والنار دار لأعدائه أعدها الله وما فيها من أنواع العذاب لهم وأهل الجنة فيها مخلدون وأهل النار فيها خالدون لا يفتر عنهم وهم مبلسون. قال تعالى ]لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا[ وقال ]ثُمَّ لا يَمُوتُ فِيهَا وَلا يَحْيَا[. وفي الصحيحين وغيرهما من وجه أنه عليه الصلاة والسلام رأى الجنة في صلاة الكسوف حتى همّ أن يتناول عنقودًا من عنبها. ورأى النار فلم ير أفظع من ذلك وفي قصة الإسراء: «دخلت الجنة فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك». وفي الصحيحين: «يجاء بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ويذبح ويقال يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت».
مراتب القدر الأربع
س178- قد تقدم تعريف الإيمان بالقدر في جواب سؤال 40 فما هي مراتبه وما دليل كل مرتبة من مراتب القدر؟
ج- مراتب القدر أربع:
الأولى: إثبات علم الله الأزلي الأبدي بكل شيء. قال تعالى ]أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[ ]وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا[ وتقدم أدلة إثبات صفة العلم في سؤال 91.
المرتبة الثانية: مرتبة الكتابة. وهي كتابة الله لجميع الأشياء باللوح المحفوظ. الدقيقة والجليلة. ما كان وما سيكون. ودليلها قوله تعالى: ]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ[ ]وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ[ ]وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ[ وعن عبادة بن الصامت أنه قال لابنه: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان حتى تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك. سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فقال يا رب وماذا اكتب قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة»، يا بني سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من مات على غير هذا فليس مني». وفي رواية لأحمد: «أن أول ما خلق الله القلم فقال اكتب فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة».
المرتبة الثالثة: مرتبة المشيئة النافذة التي لا يردها شيء وقدرته التي لا يعجزها شيء فجميع الحوادث وقعت بمشيئة الله وقدرته فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن قال تعالى ]وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ[ ]وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ[ ]وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ[ ]إِلا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي[ و]مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ[ ]وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا[ ]مَنْ يَشَأِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[ ]وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ[ ]إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ[ ]وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ[.
المرتبة الرابعة: التصديق الجازم بأنه سبحانه هو الموجد للأشياء كلها وأنه الخالق وحده وكل ما سواه مخلوق له وأنه على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات قال الله تعالى ]اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ[ ]هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ[ ]بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ[ ]وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ[ ]الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[ ]قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ[ فلا بد من الإيمان بهذه الأربع.
أقسام التقدير
س179- ما أقسام التقدير وما أدلة كل قسم من أقسامه؟
ج- أولا: التقدير الشامل لجميع المخلوقات بمعنى أن الله علمها وكتبها وشاءها وخلقها. وهي التي تقدم ذكرها وأشار بعضهم إليها بقوله:
وخلقه وهو إيجاد وتكوين
علم كتابة مولانا مشيئته
وأدلته تقدمت.
التقدير الثاني: هو التقدير العمري. والمراد به رزق العبد وأجله وعمله وشقاوته وسعادته ودليله ما ورد عن عبد الله بن مسعود قال حدثنا رسول الله ﷺ -وهو الصادق المصدوق-: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه، أربعين يومًا نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد». الحديث.
التقدير الثالث: هو التقدير السنوي ودليله قوله تعالى ]فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ[ قال ابن عباس يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال، حتى الحجاج يقال يحج فلان ويحج فلان.
قال الحسن ومجاهد وقتادة: يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق وما يكون في تلك السنة.
التقدير الرابع: هو التقدير اليومي ودليله قوله تعالى ]كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ[. ذكر الحاكم في صحيحه في حديث أبي حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس «أن مما خلق الله لوحًا محفوظًا من درة بيضاء دفتاه من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور وعرض ما بين السماء والأرض ينظر فيه كل يوم ثلاثمائة وستون نظرة أو مرة، ففي كل نظرة منها يخلق ويحيي ويميت ويعز ويفعل ما يشاء». فذلك قوله ]كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ[ وقال المفسرون في شأنه أنه يحيي ويميت ويرزق ويعز قومًا ويذل آخرين ويشفي مريضًا ويفك عانيًا ويفرج مكروبًا ويجيب داعيًا ويعطي سائلاً ويغفر ذنبًا إلى ما لا يحصى من أفعاله وأحداثه في خلقه.
س180- هل العرش مخلوق قبل القلم وما الجمع بين حديث ابن عمر وحديث عبادة المتقدم؟
ج- نعم العرش متقدم خلقه على خلق القلم لما في الصحيح من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله ﷺ «قدر الله مقادير الخلق قبل خلق السماوات بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء»، وأما حديث عبادة بن الصامت المتقدم قريبًا، فقال العلماء: إما أن يكون معناه عند أول خلقه قال له أكتب والأعلى أنه أول المخلوقات من هذا العالم ليتفق الحديثان إذ حديث عبد الله بن عمرو صريح في أن العرش سابق على التقدير والتقدير مقارن لخلق القلم.
حكم الاحتجاج بالقدر
س181- ما حكم الاحتجاج بالقدر على ترك أمر أو فعل نهي؟
ج- لا يجوز لنا أن نجعل قضاء الله وقدره حجة لنا في ترك أمر أو فعل نهي، بل يجب علينا أن نؤمن ونعلم أن لله الحجة علينا بإنزال الكتب وبعثة الرسل. قال الله تعالى ]رُسُلا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ[.
س182- من الموجه إليه الأمر والنهي واذكر الدليل على ما تقول؟
ج- هو المستطيع للفعل والترك قال الله تعالى ]لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ[ وقال ]فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[ وقال ]وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلا[ وقال ﷺ إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم.
س183- ما معنى الرضى بالقضاء وما حكم الرضى به وضح ذلك مع ذكر أنواع القضاء مفصلة؟
ج- الرضى هو التسليم وسكون القلب وطمأنينته اولقضاء الذي هو وصفه سبحانه وفعله القائم بذاته كله خير وعدل وحكمة يجب الرضى به كله وأما القضاء الذي هو المقضي فهو نوعان ديني شرعي يجب الرضى به كقوله تعالى ]وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ[ وكقوله ]فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا[ وهو أساس الإسلام.
والنوع الثاني: الكوني القدري منه ما يجب الرضى به كالنعم التي يجب شكرها، ومن تمام شكرها الرضى بها، ومنه ما لا يجوز الرضى به كالمعائب والذنوب التي يسخطها الله وإن كانت بقضائه وقدره، ومنه ما يستجيب الرضى به كالمصائب.
س184- إذا كان قد سبق القضاء والقدر بالشقاوة أو السعادة فما حكم ترك الأخذ بالأسباب والاعتماد على ما سبق وضح ذلك مع ذكر الدليل؟
ج- لا يجوز، لأن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على الأعمال الصالحة، ولهذا لما أخبر النبي ﷺ أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها فقيل له أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال لا ولكن اعملوا فكل ميسر لما خُلق له، أما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء، وأما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة، ثم تلا: ]فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى [ وقال ﷺ: «احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن» الحديث.
الإيمان والدين عند أهل السنة
س185- ما الإيمان والدين عند أهل السنة والجماعة؟
ج- من أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
قول القلب
س186- ما هو قول القلب وما دليله؟
ج- أما قول القلب فمعناه يكون بتصديقه وإيقانه، قال تعالى ]وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ[ وقوله: ]وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ[ وقال: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا[ وقال ]قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا[ الآية.
قول اللسان
س187- ما هو قول اللسان وما دليله؟
ج- هو النطق بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله والإقرار بلوازمهما، قال الله تعالى ]إِلا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ[ وقال ]إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا[ وقال ﷺ: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله»، وقال لسفيان بن عبد الله: «قل آمنت بالله ثم استقم».
عمل القلب
س188- ما هو عمل القلب وما دليله؟
ج- النية والإخلاص والمحبة والانقياد والإقبال على الله عز وجل والتوكل عليه والإنابة، ولوازم ذلك وتوابعه قال تعالى: ]وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ[ وقال ]وَمَا لأحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى[ وقال ]إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ[ ]وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ[ ]وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ[ ]وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى[ وقال النبي ﷺ: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى». الحديث.
عمل اللسان
س189- ما هو عمل اللسان وما دليله وما مثاله؟
ج- ما لا يؤدى إلا به كتلاوة القرآن وسائر الأذكار من التسبيح والتهليل والتكبير والدعاء والاستغفار وغير ذلك، قال تعالى: ]إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ[ ]اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ[ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا[ ]وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ[ وقال ]وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا[ وهي سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. وقال ﷺ: «لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن».
عمل الجوارح
س190- ما المراد بعمل الجوارح وما دليله وما مثاله؟
ج- ما لا يؤدى إلا بها كالقيام والركوع والسجود والمشي في مرضاة الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحج والجهاد في سبيل الله، وأما الدليل فقوله تعالى: ]وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[ ]وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[ ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[ ]إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ[ الآيتين وقال ﷺ: «الإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاه شهادة أن لا إله إلا الله وأدناه إماطة الأذى عن الطريق»، وقال ﷺ: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده» إلى غير ذلك من الأدلة الدالة على مذهب السلف.
س191- ما الدليل على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية؟
ج- قولـه تعالى: ]وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا[ ]فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا[ ]لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ[ وحديث الإيمان بضع وسبعون شعبة إلخ. وقوله ﷺ: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه مثقال برة أو خردلة أو ذرة من إيمان».
مراتب المؤمنين
س192- كم مراتب المؤمنين وما هي وما دليلها؟
ج- ثلاث مراتب: ظالمون لأنفسهم، وهم الذين خلطوا عملاً صالحًا وآخر سيئًا.
القسم الثاني: المقتصدون، وهم الذين اقتصروا على التزام الواجبات واجتناب المحرمات فلم يزيدوا على ذلك ولم ينقصوا منه.
والقسم الثالث: السابقون بالخيرات وهم الذين تقربوا إلى الله بالواجبات والمستحبات وتركوا المحرمات والمكروهات، قال الله تعالى ]ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ[.
تعريف أهل القبلة
س193- من هم أهل القبلة؟ وضح ذلك مع ذكر الدليل.
ج- كل من يدعى بالإسلام ويستقبل القبلة لقوله ﷺ: «من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا فهو المسلم له ما لنا وعليه ما علينا».
س194- من هو العاصي وهل يخرج من الإيمان بمعصيته وما اسمه عند أهل السنة وعند الخوارج وعند المعتزلة وما حكمه في الآخرة؟
ج- كل من ارتكب كبيرة أو أصر على صغيرة يسمى عاصيًا وفاسقًا، وهو كسائر المؤمنين، لا يخرج من الإيمان بمعصيته، وحكمه في الدنيا أنه لا يسلب عنه الإيمان بالكلية بل يقال مؤمن ناقص الإيمان أو يقال مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته أو يقال مؤمن عاصي ونحو ذلك وليس بكافر خلافًا للخوارج ولا في منـزلة بين منـزلتين، خلافًا للمعتزلة. وحكمه في الآخرة تحت مشيئة الله إن شاء غفر له وأدخله الجنة وإن شاء عذبه بقدر ذنبه ومصيره إلى الجنة وعند الخوارج من أتى كبيرة ومات من غير توبة في النار وكذلك عند المعتزلة إذا مات من دون توبة.
تعريف الكبيرة
س195- ما هي الكبيرة؟
ج- كل ما فيه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة أو ترتب عليه لعنة أو غضب أو نفي إيمان قال الناظم:
بأخرى فسم كبرى على نص أحمد
فما فيه حد في الدنا أو توعد
بنفي لإيمــان ولعــن لمبعد
وزاد حفيد المجد أوجا وعيده
س196- بم استدل أهل السنة والجماعة على أن المؤمن العاصي لا يخرج من الإيمان؟ وما وجه الدلالة.
ج- بقولـه تعالى: ]فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ[ ]وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا[ الآيتين وقوله ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ[ وقال ﷺ «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر»؛ ولأنه ﷺ عامل العصاة معاملة المسلمين ولم يأمر بقتلهم ولا أوجب ذلك إلا على الثيب الزاني كما في الحديث: «لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث وعد منها الثيب الزاني»، وكذا من بدّل دينه يقتل للحديث: «من بدل دينه فاقتلوه»، وكذا: «النفس بالنفس». لحديث ابن مسعود.
س197- ما الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان وما الدليل على ذلك؟
ج- الإيمان المطلق هو الذي لا يتقيد بمعصية ولا فسوق ولا نقصان ونحو ذلك. أي أن الإيمان الكامل وهو الذي يأتي بالواجبات صاحبه ويترك المحرمات. وأما مطلق الإيمان فهو ما كان معه ترك واجب أو فعل محرم. فمن حصل منه فعل معصية. قتل أو زنا أو لواط أو شرب خمر وهو موحد فلا يسمى باسم الإيمان المطلق ولا يستحق أن يوصف به على الإطلاق لما في قوله ﷺ «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن» الحديث. من نفي الإيمان الكامل عن من عمل بعض المعاصي والدليل على أن المنفي في الحديث الإيمان الكامل. معاملته ﷺ العصاة معاملة المسلمين ولم يوجب قتلهم إلا مثل الثيب الزاني ومن بدل دينه.
الواجب نحو أصحاب الرسول ﷺ
س198- ما الواجب نحو أصحاب النبي ﷺ وضحه مع ذكر الدليل؟
ج- من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم لأصحاب رسول الله ﷺ من الحقد والبغض والاحتقار والعداوة وسلامة ألسنتهم من الطعن والسب واللعن والوقيعة فيهم. ولا يقولون إلا ما حكاه الله عنهم ]وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ[ الآية. وطاعة النبي ﷺ في قوله: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
طريقة أهل السنة في فضائل الصحابة
س199- ما طريقة أهل السنة والجماعة حول ما ورد في فضائل الصحابة؟
ج- هو أنهم يقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل، ويقدمون المهاجرين على الأنصار لقوله تعالى ]لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى[
س200- لم كان المهاجرون أفضل من الأنصار؟ وضحه مع ذكر الدليل.
ج- لأنهم جمعوا بين الهجرة والنصرة وقد جاء تقديمهم في القرآن قال تعالى ]لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ[ الآيتين. ]وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ[ وكل العشرة المشهود لهم بالجنة من المهاجرين.
س201- ما مناسبة قوله ﷺ: «لا تسبوا أصحابي» الحديث المتقدم ومن الساب ومن المسبوب؟
ج- المناسبة هو ما ورد عن أبي سعيد الخدري قال كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله ﷺ: «لا تسبوا أصحابي».
س202-لم نهى النبي ﷺ خالدًا عن سب أصحابه وخالد أيضًا من أصحابه وقال: «لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه».
ج- لأن عبد الرحمن بن عوف ونظراءه من السابقين الأولين الذين صحبوه في وقت كان خالد وأمثاله يعادونه.
ثانيًا: أنفقوا أموالهم قبل الفتح وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى. فقد انفردوا من الصحبة بما لم يشركهم فيه خالد ونظراؤه ممن أسلم بعد الفتح الذي هو صلح الحديبية وقاتل. فنهى أن يسب أولئك الذين صحبوه قبله ومن لم يصحبه قط نسبته إلى من صحبه كنسبة خالد إلى السابقين وأبعد.
وهو خطاب لكل أحد أن يسب من انفرد عنه بصحبته.
س203- ما طريقة أهل السنة والجماعة نحو أهل بدر وأهل بيعة الرضوان؟
ج- هو أنهم يؤمنون بأن الله أطلع على أهل بدر وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. ويؤمنون بأنه لا يدخل النار من بايع تحت الشجرة. قال الله تعالى: ]لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ[ الآية ولأخباره ﷺ.
ففي صحيح مسلم من حديث جابر t أن النبي ﷺ قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة»، وكانوا أكثر من ألف وأربع مائة 1400.
س204- أين موقع بدر وكم عدد القتلى من المشركين وكم عدد الشهداء من المسلمين؟
ج- هي قرية مشهورة تقع نحو أربع مراحل من المدينة وسميت الوقعة المشهورة باسم موضعها الذي وقعت فيه وهي من أشهر الوقائع التي أعز الله بها الإسلام وقمع بها المشركين وكانت الوقعة نهارًا في يوم الجمعة لسبع عشرة خلت من رمضان من السنة الثانية من الهجرة قتل من الكفار سبعون وأسر سبعون واستشهد فيها من المسلمين أربعة عشر، ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار.
س105- أين تقع الشجرة ولم سميت المبايعة التي تحتها بيعة الرضوان؟
ج- تقع بالحديبية وهي قرية متوسطة ليست بالكبيرة سميت ببئر هناك عند مسجد الشجرة التي بايع رسول الله ﷺ تحتها وبين الحديبية وبين المدينة تسع مراحل وبعض الحديبية في الحل وبعضها في الحرم وهو أبعد الحل من البيت ولما كان في خلافة عمر t أمر بقطع الشجرة وإخفاء مكانها خشية الافتتان بها لما بلغه أن ناسًا يذهبون إليها فيصلون تحتها ويتبركون بها وقال كان رحمة من الله يعني إخفاءها وسميت البيعة التي تحتها بيعة الرضوان الله أعلم أنه أخذًا من الآية الكريمة قوله تعالى ]لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ[.
س206- من الذي يلي الخلفاء الراشدين في الأفضلية؟
ج- باقي العشرة المشهود لهم بالجنة فأهل بدر ثم أهل الشجرة وقيل أهل غزوة جبل أحد المقدمة في الزمن والأفضلية والقول الأول هو تقديم أهل بيعة الرضوان أولى في الأفضلية لورود النصوص من الكتاب والسنة وتقدمت الآية وحديث بعدها وروى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا في الحديبية ألفًا وأربعمائة فقال لنا رسول الله ﷺ: «أنتم خير أهل الأرض»، وروي عن أبي سعيد الخدري t أنه ﷺ قال لأهل الحديبية: «لا يدرك قوم بعدكم صاعكم ولا مدكم»، وعن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: «ليدخلن الجنة من بايع تحت الشجرة إلا صاحب الجمل الأحمر إلى غير ذلك من الأدلة».
الشهادة لأحد بالجنة
س207- هل يشهد لأحد بالجنة غير العشرة، ومن هم العشرة، المبشرين بالجنة؟
ج- كل من شهد له النبي ﷺ بالجنة نشهد له كالحسن والحسين وثابت بن قيس وعكاشة بن محصن وعبد الله بن سلام وأما العشرة فهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة ابن الجراح.
س208- من أحق الصحابة بالخلافة ومن الذي يلي الأحق أذكرهم مرتبًا؟
ج- أبو بكر لفضله وسابقته وتقديم النبي ﷺ له على جميع الصحابة وإجماع الصحابة على ذلك ثم من بعده عمر لفضله وعهد أبي بكر إليه ثم عثمان لفضله ولتقديم أهل الشورى له ثم علي لفضله وإجماع أهل عصره عليه وهؤلاء هم الخلفاء الراشدون والأئمة المهديون وقال ﷺ: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» فكان آخرها خلافة علي فمذهب أهل السنة أن ترتيب الخلفاء في الفضل على حسب ترتيبهم في الخلافة، ومن اعتقد أن خلافة عثمان غير صحيحة فهو ضال.
الواجب نحو أزواج الرسول ﷺ
س209- ما الواجب نحو أزواج النبي ﷺ أمهات المؤمنين؟
ج- مذهب أهل السنة والجماعة هو أنهم يتولون أزواجه ﷺ ويترضون عنهم ويؤمنون أنهن أزواجه في الآخرة وأنهن أمهات المؤمنين في الاحترام والتعظيم وتحريم نكاحهن وأنهن مطهرات مبرآت من كل سوء ويتبرءون ممن آذاهن أو سبهن ويحرمون الطعن وقذفهن خصوصًا خديجة رضي الله عنها أم أكثر أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره وكان لها منه المنـزلة العالية والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي ﷺ فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ومن زوجاته أم سلمة ذات الهجرتين مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة ثم إلى المدينة ومنهن زينب أم المؤمنين التي زوجه الله إياها من فوق سبع سموات ومنهن صفية بنت حيي من ولد هارون بن عمران ومنهن جويرية بنت الحارث سيد بني المصطلق ومنهن سودة بنت زمعة التي كانت أيضًا من أسباب الحجاب ومنهن أم حبيبة ذات الهجرتين أيضًا ومنهن ميمونة بنت الحارث.
أهل بيت النبي ﷺ
س210- من أهل بيت النبي ﷺ ومن أفضلهم وما الواجب نحوهم؟
ج- هم الذين حرمت عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل عباس وبنو الحارث بن عبد المطلب وكذلك أزواجه ﷺ من أهل بيته كما دل عليه سياق آية الأحزاب وأفضلهم علي وفاطمة والحسن والحسين الذين أدار عليهم الكساء وخصهم بالدعاء والواجب نحوهم هو محبتهم وتوليهم وإكرامهم لله ولقرابتهم من رسول الله ﷺ ولإسلامهم وسبقهم وحسن بلائهم في نصرة دين الله وغير ذلك من فضائلهم.
وصية الرسول في أهل بيته
س211- ما هي وصيته ﷺ في أهل بيته وما دليلها؟
ج- هي قوله ﷺ يوم غدير خم: «أذكركم الله في أهل بيتي»، وقال للعباس أيضًا وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي»، وقال: «إن الله اصطفى بني إسماعيل واصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشًا واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم»، فهذا الحديث يتضمن الحث على احترامهم وتوقيرهم والإحسان إليهم.
س212- ما طريقة الروافض والنواصب وما موقف أهل السنة من طريقتهما؟
ج- أما الروافض فطريقتهم أنهم يبغضون الصحابة ويسبونهم إلا عليًا غلوًا فيه وتقدم بيان طريقتهم في "سؤال 159" وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوة لأهل البيت وتبرءوا منهم وكفروهم وفسقوهم وأما أهل السنة فيتبرءون من طريقة الروافض والنواصب ويتولون جميع المؤمنين ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ويرعون حقوق أهل البيت ولا يرضون بما فعله المختار وغيره من الكذابين ولا ما فعله الحجاج وغيره من الظالمين وتقدم بيان توسطهم بين الخوارج والروافض في جواب "سؤال 159".
س213- ما موقف أهل السنة والجماعة حول ما شجر بين الصحابة؟
ج- هو الكف والإمساك عما شجر بينهم لما في ذلك من توليد العداوة والحقد على إحدى الطرفين وذلك من أعظم الذنوب والواجب علينا حب الجميع والترضي عنهم والترحم عليهم وحفظ فضائلهم والاعتراف لهم بسبوقهم ونشر مناقبهم لقوله تعالى: ]وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإيمَانِ[ الآية.
س214- ما هو موقف أهل السنة والجماعة حول الآثار المروية في مساويهم؟
ج- رأى أهل السنة والجماعة أن هذه الآثار المروية في مساويهم منها ما هو مكذوب محض ومنها ما هو محرف ومغير عن وجهه إما بزيادة فيه أو نقص يخرجه إلى الذم والطعن والصحيح منه هم فيه معذورون إما مجتهدون مصيبون وإما مجتهدون مخطئون والخطأ مغفور لهم رضوان الله عليهم أجمعين.
س215- ما رأي أهل السنة حول عصمة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين؟
ج- هو أنهم لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم حتى إنه يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم وقد ثبت بقول رسول الله ﷺ إنهم خير القرون.
«وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبًا ممن بعدهم». ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنبٌ فيكون قد تاب عنه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد ﷺ الذين هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلي ببلاء في الدنيا كفر به عنه فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطئوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور قال ﷺ "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" وفي حديث أبي ذر: "يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا". الحديث
س216- اذكر شيئًا عن فضائل الصحابة ومحاسنهم؟
ج- أولا: الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح ومن نظر في سيرة القوم بعلم وبصيرة وما من الله عليهم به من الفضائل علم يقينًا أنهم خير الخلق بعد الأنبياء. لا كان ولا يكون مثلهم وأنهم الصفوة من قرون هذه الأمة التي هي خير الأمم وأكرمها على الله.
الكـرامة