عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 13-07-2023, 04:00 PM   #3
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي

3324 - "تفتح أبواب السماء نصف الليل فينادي مناد: هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى؟ هل من مكروب فيفرج عنه؟ فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله تعالى له، إلا زانية تسعى بفرجها أو عَشَّار". (طب) عن عثمان بن أبي العاصي.
(تفتح أبواب السماء نصف الليل) ظاهره فتح حقيقي قالوا إنما كان الفتح في ذلك الوقت لأنه وقت صفاء القلب وإخلاصه وفراغه من المشوشات وهو وقت اجتماع القلوب وتعاون الهمم واستدرار الرحمة. (فينادي مناد: هل من دل فيستجاب له؟) الداعي أعم من سائل الحاجات فعطف قوله: (هل من سائل فيعطى؟) خاص بعد العام فإن الأول يشمل طالب المعروف ومستدفع المكروه كما أن قوله: (هل من مكروب فيفرج عنه؟) كذلك وفي هذه الخصوصيات بعد العموم دليل أن الدعاء في تلك الحال مطلوب محبوب كما دل عليه أيضاً نداء المنادي، إن قيل نحن لا نسمعه فما فائدة نداءه لأنا نقول قد صرنا نعلمه بأخبار الصادق هنا متوفر هممها على الدعاء ولأنه يسمع الملأ الأعلى وبعلمهم أنه ساعة عطاء ولأنه عبادة للملك نفسه. (فلا يبقى مسلم يدعو بدعوة إلا استجاب الله له، إلا زانية تسعى بفرجها) أي تكسب به. (أو عَشَّاراً) أي مكاس وذلك لعظم ذنبهما.


الكتاب: التَّنويرُ شَرْحُ الجَامِع الصَّغِيرِ
المؤلف: محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني، الكحلاني ثم الصنعاني، أبو إبراهيم، عز الدين، المعروف كأسلافه بالأمير

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة