6019 - ( يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ! إِنَّكُمْ تُحِبُّونَ الْمَاشِيَةَ ، فَأَقِلُّوا مِنْهَا ؛
فَإِنَّكُمْ بِأَقَلِّ الأَرْضِ مَطَراً ، وَاحْتَرِثُوا ؛ فَإِنَّ الْحَرْثَ مُبَارَكٌ ، وَأَكْثِرُوا فِيهِ
مِنَ الْجَمَاجِمِ ) .
قال الالباني في السلسلة الضعيفة:
ضعيف .
أخرجه أبو داود في "المراسيل" (540) ، ومن طريقه البيهقي في "السنن " (6/138) ، وابن جرير أيضاً - كما في "كنز العمال " (4/129) - من
طريق ابْن أَبِي فُدَيْكٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ :
قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، فَقَالَ : ... فذكره .
وتابعه عبد العزيز بن محمد الدراوردي قال : أخبرني الهيثم بن محمد بن
حفص عن أبيه عن عمربن علي بن حسين :
أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمر بتلك الجماجم أن تجعل في الزرع من أجل العين .
أخرجه أبو داود (541) ، وابن جرير أيضاً ، والبزار في "مسنده " (2/667 -
بيروت) والبيهقي ، وقال :
"هذا منقطع " .
يعني أنه معضل ؛ لأن عمر بن علي بن حسين من أتباع التابعين ؛ كما في
"ثقات ابن حبان " (7/ 180) وغيره ، وقال : " يخطئ " .
قلت : وإسناده عندي مضطرب ؛ فإن البزار ليس عنده : "عن أبيه " ؛ بل إنه
جعل هذه الزيادة - "عن أبيه " - ... بعد قوله : "عن عمر بن علي " ، فصار الحديث
عنده من مرسل علي بن حسين ، لكنه قال عقب الحديث :
"لا نحفظه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجه متصل إلا بهذه الرواية عن علي رضي
الله عنه " .
وهذا يعني أن عمر هذا هو ابن علي بن أبي طالب ، وأن أباه علي بن أبي
طالب ، ولذلك جعله متصلاً ... وهو وهم منه ! فإنه عمر بن علي بن حسين ؛ كما
وقع في سند الحديث عند جميعهم إلا البزار . ونحو هذا الوهم قول المعلق على الطريق الأولى من "المراسيل " :
"وعلي بن عمر هو علي بن عمر بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي " .
فالظاهر أنه سقط من قلمه : (ابن علي) بين : (عمر) و : (ابن الحسين) ، وإلا ؛
صار الحديث مسنداً ؛ لأن (الحسين بن علي بن أبي طالب) ؛ صحابي كما هو معلوم .
ومن الاضطراب المشار إليه أنه وقع عند أبي داود : "القاسم بن محمد بن
حفص " ... مكان : "الهيثم بن محمد ... "! وليس ذلك خطأ مطبعياً ؛ فقد ترجم
في "التهذيب" للقاسم بن محمد هذا وأبيه ، وأشار أن لهما هذا الحديث في
"مراسيل أبي داود" . وقال في كل منهما في "التقريب " :
" مجهول " .
ومن الغريب قول ابن جرير عقب الطريق الأولى :
"هذا خبر عندنا صحيحٌ سندُه ؛ إن كان عمر بن علي هذا هو عمر بن علي بن
أبي طالب ، ولم يكن : عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ؛ فإني
أظنه عمر بن علي بن الحسين ، وذلك أنه قد روي عنه بعضه مرسلاً " .
قلت : يشير إلى طريق الهيثم هذه .
والهيثم هذا مجهول أيضاً ؛ كما قال ابن أبي حاتم عن أبيه . وقال ابن حبان
في "الضعفاء" (3/92) :
"منكر الحديث على قلته ، لا يجوز الاحتجاج به ؛ لما فيه من الجهالة ، والخروج
عن حد العدالة إذا وافق الثقات ، فكيف إذا انفرد بأوابد طامات " .
ولهذا قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (5/109) : "رواه البزار ، وفيه الهيثم بن محمد بن حفص ؛ وهو ضعيف ، ويعقوب بن
محمد الزهري ؛ ضعيف أيضاً " .
قلت : هو متابع عند سائر مخرجيه من غير واحد ؛ فالعلة من الهيثم وأبيه .