عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-06-2023, 03:00 PM   #4
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي

تكملة :

فرواه عنه نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبد الرحمن ابن لبيبة عن سعد به ... ! وذكر قصة في أوله. فزاد فيه واسطة بين أسامة وابن أبي لبيبة!

هكذا أخرجه نعيم بن حماد في كتابه «الفتن» [1/رقم/ 402/طبعة مكتبة التوحيد]، حدثنا ابن المبارك به ...

قلت: ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: هو المعروف بـ «الديباج» وهو شيخ مدني مختلف فيه! وكأنه إلى الضعف أقرب إن شاء الله. أما نعيم بن حماد: فهو إمام في السنة فقيه شيخ صالح في نفسه، لكنه سيء الحفظ كثير المناكير أيضًا!

....



غير أنه لم ينفرد به عن ابن المبارك: بل تابعه:

2 - أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أنا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ قَدِمَ إِلَى أَبِيهِ به ...

هكذا أخرجه القاضي ابن حذلم في «حديثه عن شيوخه» [رقم/34/مخطوط/بترقيمي] نا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو نا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ به ... وساقه نحو رواية نعيم بن حماد.

1 - وحبان بن موسى السلمي – الثقة المشهور – فقال: أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا [أسامة بن] زيد أخبرني محمد بن عمرو بن عثمان أن محمد [بن] عبد الرحمن بن لبيبة أخبره أن عمر بن سعد ذهب إلى أبيه ... وساقه نحو رواية نعيم بن حماد.

أخرجه ابن المبارك في «مسنده/وهو برواية حبان بن موسى» [رقم/266/الطبعة العلمية] أخبرنا ابن المبارك به ...

قلتُ: وقع في مطبوعة «المسند»: «محمد بن أبي عبد الرحمن»! كذا! وهو تحريف بلا ريب! وقوله: «أبي) بين محمد وعبد الرحمن: زيادة مقحمة لا معنى لها! وكذا سقط من المطبوعة قوله: «أسامة بن» فصار هكذا: «أخبرنا زيد»؟ وما زيد؟ ومن يكون زيد؟!

ووقع في طبعة: «مكتبة المعارف/تعليق صبحي السامرائي» [رقم/250] من «مسند ابن المبارك»: «أخبرنا أسامة بن زيد أخبرني محمد ذهب إلى أبيه ... »! كذا سقط منه نصف الإسناد! وليس بشيء.

2 - وعَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ السلمي – الثقة المشهور- عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَبِيبَةَ عن سعد به ... أخرجه أحمد [1/ 172]، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِسْحَاقَ به ...

3 - وهكذا رواه يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ به ... أخرجه البيهقي في الشعب [2/ رقم/ 550]، وابن شاهين في فضائل الأعمال [1/ رقم/ 172]، من طريق أبي القاسم البغوي عن يحيى الحماني به ...

قلت: ويحيى الحماني: حافظ مشهور، لكنه كثير المناكير ليس بعمدة إذا انفرد، كما شرحناه في «المحارب الكفيل». وقد اختلف عليه في سنده؟

فرواه عنه أبو القاسم البغوي كما مضى. وخالفه الحسين بن إسحاق التستري! فرواه عن يحيى الحماني فقال: ثنا عبد الله بن المبارك عن أسامة بن زيد قال: أخبرني محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان أن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة أخبره أن عمر بن سعد أخبره أنه سمع أباه به ... ! فزاد فيه «عمر بن سعد» بين ابن أبي لبيبة وسعد! هكذا أخرجه الطبراني في الدعاء [رقم/ 1883]، حدثنا الحسين بن إسحاق التستري به ...

قلتُ: الحسين بن إسحاق حافظ صدوق مشهور، له ترجمة في «سير النبلاء» [14/ 57]، و «طبقات الحنابلة» [1/ 140].

فيبدو: أن يحيى الحماني لم يكن يضبط إسناده عن ابن المبارك! ثم جاء عيسى بن يونس -الإمام الثقة- وخالف الجميع في سنده وجوَّده! فرواه عن أسامة بن زيد فقال: عن ابن أبي لبيبة عن عمر بن سعد عن أبيه به ... !! فزاد فيه «عمر بن سعد».


هكذا أخرجه ابن السني في القناعة [رقم/ 39]، والقضاعي في «الشهاب» [2/رقم/1220]، من طريق سليمان بن عمر الأقطع حدثنا عيسى بن يونس به ... ولفظ سياق إسناد القضاعي: «عن عيسى بن يونس عن أسامة بن زيد عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة قال: قال عمر بن سعد لأبيه: أنت من أهل بدر وأنت ممن اختار عمر في الشورى. قال: سمعت رسول الله r يقول:» وذكر الحديث.

قلتُ: قد ذكر الدارقطني طرفًا من هذا الاختلاف في سنده بكتابه «العلل» [394 - 393/ 4]، ثم قال: «والله أعلم بالصواب؟». فكأنه توقف عن الترجيح! والأشبه عندي: أن يكون أسامة بن زيد قد اضطرب في إسناده! وربما يكون أسامة قد سمعه من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: «الديباج» عن ابن أبي لبيبة، ثم قابل ابن أبي لبيبة فحدثه به، وهو قد صرح بالسماع من الرجلين جميعًا، فروى عنه يحيى القطان تصريحه بالسماع من ابن أبي لبيبة كما عند أحمد وغيره، وروى عنه ابن المبارك تصريحه بالسماع من محمد بن عبد الله بن عمرو المعروف بـ: «الديباج».

ويشبه عندي أيضًا: أن الحديث سمعه ابن أبي لبيبة من عامر بن سعد عن أبيه، ثم صار يسقط عامرًا ويرويه عن أبيه بلا واسطة! فإن سلم الحديث من علة الاختلاف في سنده؛ لم يسلم من ضعف ابن أبي لبيبة! وهو آفة الحديث على التحقيق.

وقد وقع اختلاف آخر على أسامة بن زيد في تسمية ابن أبي لبيبة! فرواه عنه الأكثرون فقالوا: «عن ابن أبي لبيبة»! ورواه عنه بعضهم فقال: «عن ابن لبيبة»؟

وقد سئل أبو زرعة الرازي عن هذا الاختلاف، كما في «العلل» [رقم/1926/طبعة سعد الحميد]، فقال: «ابنُ أَبِي لَبِيبَةَ أَصَحُّ». أما الدارقطني: فإنه رجَّح الوجهين جميعًا في «علله» وقال: «يُقالُ: هَذا وهَذا». والحديث: ضعيف على كل حال.

وقد سئل النووي عن صحة هذا الحديث في «فتاويه» [رقم/342/طبعة دار الحديث]، فقال: «ليس بثابت». وقد جازف أبو الحسنات اللكنوي وصحح سنده في «سباحة الفكر في الجهر بالذكر» [ص/43/طبعة دار السلام]! وسبقه المناوي وصحح سنده في «التيسير بشرح الجامع الصغير» [1/ 1066/طبعة مكتبة الشافعي]! مع كونه نقل في «فيض القدير» [3/ 472]، إشارة الحافظ العلائي والهيثمي إلى إعلال الحديث بـ: «ابن أبي لبيبة»!

وللحديث: شواهد لا يثبت منها شيء.

انتهى بحروفه من: (رحمات الملأ الأعلى بتخريج مسند أبي يعلى) [رقم/731].



والحديث: قد ضعفه الإمام الألباني في (الضعيفة) وفي (ضعيف الترغيب والترهيب) فأصاب.


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة