قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير قوله تعالى : وناديناه من جانب الطور الأيمن :
" وإذا كان المُنادي هو الله رب العالمين ، وقد ناداه مِن مَوضع مُعين وقـَـرَّبَهُ إليهِ ، دَلَّ ذلكَ على ما قالـَهُ السبف مِن قـُربـِهِ ودُنوِّهِ مِـن مُوسى عليه السلام ، مع أن هذا أقرب مما دون السماء " - إلى أن قال - : " وهو سبحانه وتعالى وقد وصفَ نفسَهُ في كتابه وفي سُنةِ نبيه بقـُـربهِ مِـن الدَّاعي ، وقـُـربهِ مِـن المُتقرِّبِ إليه ، فقال تبارك وتعالى : وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيبُ دعوةَ الداعي إذا دعانِ البقرة آية 186 . وثبت في الصحيحين عن أبي موسى: أنهم كانوا مع النبي في سفر ، فكانوا يرفعون أصواتهم بالتكبير فقال : أيها الناس أربعوا على أنفسِكم ، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ، إنما تدعون سميعاً قريباً ، إن الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنقِ راحلته وفي الصحيحين عن النبي يقول الله تبارك وتعالى : من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلي ذراعاً تقربتُ إليهِ باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيتهُ هرولة . وقـُـربُهُ مِنَ العِباد بتقربهِم إليه مما يُـقِـرُّ بـِـهِ جميعُ مَن يقولُ : إنهُ فوق العرش " . - إلى أن قال - : " والذين يُثبتونَ تقريبهُ العباد إلى ذاتهِ هو القول المعروف للسلف والأئمة ، وهو قول الأشعري وغيره من الكلابية ؛ فإنهم يُثبتون قـُـربَ العِباد إلى ذاته ، وكذلك يُثبتون استواءه على العرش بذاته ونحو ذلك ، ويقولون : الاستواء فعلٌ فعلهُ في العرش فصار مستويا عليه العرش ، وهذا أيضا قول ابن عقيل وابن الزاغوني وطوائف من أصحاب أحمد وغيرهم ، وأما دُنـُـوُّهُ نفسُهُ وتـَـقـَـرُّبُهُ مِن بعضِ عِبادهِ فهذا يُـثبتهُ مَن يُثبتُ قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ومجيئُه يومَ القيامةِ ونزولُهُ واستواءُهُ على العرشِ ، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث ، والنقل عنهم بذلك متواتر . وأول من أنكر هذا في الإسلام الجهمية ومن وافقهم من المعتزلة ... " إنتهى كلامه .
انظر شرح حديث النزول ص 102 - 105 تحقيق شيخنا زهير الشاويش الطبعة الأولى عام 1389 هـ
وقال الإمام الذهبي : " ومن عقيدة أئمة السنة السلف والخَلَف أن نبينا عُرجَ بهِ إلى السموات العُلى عِندَ سِدرَةِ المُنتهى ، فكان مِنهُ قاب قوسين أو أدنى ، وفرضَ اللهُ حينئذٍ عليه الصلاة ، فنزل ومر على موسى فأخبرهُ فقال : إني قد خَبَرتُ الناس قبلكَ ، إن أمتكَ لا تـُـطيقُ خمسين صلاةً فارجع إلى ربكَ فسله التخفيف وأحاديث المعراج تقدَّم بعضُهَا وهي طويلة ٌ مشهورة ٌ ، جمعها الحافظ عبدالغني في جزائن له ، فلو كان معراجهُ مناماً ورُقـِّـيُّـهُ إلى عِند سِدرةِ المُنتهى في عالم السِّنَةِ والفِكْرِ كوقائع العارفين لما كانَ للمصطفى في ذلك كبيرُ مزية على كثير من صالحي أمته .. " . إنتهى كلامه انظر كتابه العلو للعلي الغفار ص 80 - 81 تحقيق عبدالرحمن محمد عثمان الطبعة الثانية عام 1388 هـ
منقول منتدى كل السلفيين بتصرف