عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-10-2022, 08:14 AM   #33
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي


5980 - ( لا تَقُولِي هذا يا عائشة ! فإنّها قد أسلمت ، وحسن
إسلامها ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه ابن سعد في " الطبقات " ( 8 / 126 ) : أخبرنا محمد
ابن عمر : حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار قال :
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ومعه صفية ؛ أنزلها في بيت من بُيُوت حارثة
ابن النعمان ، فسمع بها نساء الأنصار وبجمالها ، فَجِئْنَ ينظرن إليها ، وجاءت عائشة منتقبة حتى دخلت عليها ، فعرفها ، فلما خرجت ؛ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أثرها ، فقال :
" كيف رأيتها يا عائشة ؛ " .
قالت : رأيت يهودية ! قال : . . . فذكره .
قلت : وهذا موضوع ؛ آفته محمد بن عمر - وهو الواقدي - ؛ كذاب ، كما تقدم
مراراً .
وأسامة بن زيد بن أسلم - وهو العدوي مولاهم المدني - ؛ قال الحافظ : " ضعيف من قبل حفظه " .
وعطاء بن يسار ؛ تابعي جليل ؛ فالحديث مرسل .
وقد روي مَوْصُولًا بإسناد خير من هذا ؛ أخصر منه ؛ فقال مبارك بن فضالة :
عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة قالت :
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو عروس بصفية بنت حيي ؛ جئن نساء الأنصار ، فأخبرن عنها . قالت : فَتَنَكَّرْت ، وَتَنَقَّبْت ؛ فذهبت ، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى عيني ؛ فعرفني . قالت : فَالْتَفَت ؛ فأسرعت اَلْمَشْي ؛ فأدركني ؛ فاحتضنني ، فقال :
" كيف رأيت ؟ " .
قالت : قلت : أَرْسِلْ ، يهودية وسط يهوديات !
أخرجه ابن ماجه ( 1980 ) . وَضِعْفه البوصيري في " الزوائد " ( 2 / 118 ) بقوله :
" فيه علي بن زيد بن جدعان ؛ وهو ضعيف " .
قلت : وفيه علتان أخريان :
الأولى : أم محمد هذه ؛ لم يوثقها أحد ؛ حتى ولا ابن حبان ! وبيض لها الحافظ في " التقريب " ، فلم يقل فيها ولا مقبولة ! وذكرها الذهبي في " النسوة المجهولات " .
والأخرى : مبارك بن فضالة ؛ قال الحافظ : " صدوق ، يدلس ويسوي " .
وهذا الحديث مع حديث عائشة مما حشا به التويجري كتابه الذي سماه ب
ل " الصارم المشهور على أهل التبرج والسفور " ( ص 181 - الطبعة الأولى ) مع السكوت عنها كما يفعل سائر المؤلفين الذين لا علم عندهم بالحديث الشريف ، وكأنهم ينطلقون من القاعدة الغربية الكافرة :
" الغاية تبرر الوسيلة " !
وإلا ؛ كيف يستجيزون أن ينسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يعلمون صحته مع علمهم بقوله صلى الله عليه وسلم :
" من حَدَّثَ عني بحديث يرى أنه كذب ؛ فهو أحذ اَلْكَذَّابِينَ " .
رواه مسلم وغيره .
ومن ذلك : ما ذكره عقب الحديث بقوله :
" وأخرج ابن سعد أيضاً من طريق عبد الله بن عمر العمري قال :
" لما اجتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية رأى عائشة رضي الله عنها منتقبة بين النساء ، فعرفها فأدركها فأخذ بثوبها فقال : كيف رأيت " .
قلت : وهذا إسناد واه معضل ، إن كان عبد الله بن عمر العمري هو الراوي ؛ فإنه ضعيف من أتباع التابعين ، ولكن الذي في " ابن سعد " ( 8 / 128 ) : " عمر ابن عبد الله قال " غير منسوب برواية عبد الرحمن بن أبي الرجال ، وهذا لم يذكروا له رواية عن عبد الله بن عمر العمري ، وإنما عن عمر بن عبد الله مولى كفرة ، وهو تابعي ضعيف ، فهو مرسل . فالظاهر أنه انقلب اسمه على بعض الرواة ، فظنه من نقله التويجري عنه أنه العمري ، ولعله الحافظ في " الإصابة " ، فزاد هذه
النسبة من عنده !



6765 - ( إن نساء بني إسرائيل كن يجعلن هذا في رؤوسهن فلُعِنّ، وحُرَّمَ عليهن المساجد. يعني: قُصَّة ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف.
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 10/ 360/ 10718 )، و "الأوسط " ( 1/ 232/ 256 ) من طريق سعيد بن عفير قال: حدثنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن أبن عباس:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج بقُصة فقال:... فذكره، وقال:
" لم يروه عن عروة عن ابن عباس، إلا أبو الأسود، تفرد به ابن لهيعة " -

قلت: وهو ضعيف ؛ لما عرض له من سوء الحفظ - كما هو معروف -، وسائر رواته ثقات. وقال الهيثمي في " مجمع الزوائد " ( 5/ 169 ):
" رواه الطبراني في " الكبير " و " الأوسط "، وفيه ابن لهيعة، وحديثه حسن، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات ".
( تنبيه ): زعم الدكتور المعلق على" الأوسط " فقال:
"والحديث قد أخرجه البخاري ومسلم بمعناه من حديث معاوية بن أبي سفيان ".
قلت: لفظ حديث معاوية:
" إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم ".
وهو مخرج في " غاية المرام " ( 79 - 80/ 100 ) برواية الشيخين وغيرهما، وليس فيه - كما ترى - جملة المساجد، لا لفظاً ولا معنى، فقول الدكتور:" بمعناه " خطأ ظاهر. والله المستعان.



6814 - ( يا عَلِيُّ بن أَبِي طَالِبٍ! يَا فَاطِمَةُ! ** جَاءَ (1) نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، "وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللَّهِ أَفْوَاجًا , فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ , إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا **، عَلَى أَنَّهُ يَكُونَ بَعْدِي فِي الْمُؤْمِنِينَ الْجِهَادُ.
قَالَ علي: عَلامَ نُجَاهِدُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَقُولُونَ آمَنَّا؟ قَالَ: عَلَى الإِحْدَاثِ فِي الدِّينِ إِذَا مَا عَمِلُوا بِالرَّأْيِ وَلا رَأْيَ فِي الدِّينِ، إِنَّمَا الدِّينُ مِنَ الرَّبِّ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ.
قَالَ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ عَرَضَ لَنَا أَمْرٌ لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ قُرْآنٌ وَلَمْ يمضِ (2) فِيهِ سُنَّةٌ مِنْكَ؟ قَالَ:
تَجْعَلُونَهُ شُورَى بَيْنَ الْعَابِدِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلا تَقْضُونَهُ بِرَأْيِ خَاصَّةٍ، فَلَوْ كُنْتُ مُسْتَخْلِفًا أَحَدًا لَمْ يَكُنْ أَحَقَّ بِهِ مِنْكَ لقِدَمِكَ فِي الإِسْلامِ، وقَرابَتِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وصِهْرِكَ وَعِنْدَكَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ،
وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا كَانَ مِنْ بَلاءِ أَبِي طَالِبٍ، إِيَّايَ وَنَزَلَ الْقُرْآنُ وَأَنَا حَرِيصٌ عَلَى أَنْ أَرْعَى لَهُ فِي وَلَدِهِ ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع.
آثار الوضع عليه لائحة. أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "( 11/ 371 - 372/12041 )، ومن طريقه الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " ( 65/ 61/ 1 - 2 ) عن إسحاق بن عبد الله بن كيسان: حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة خيبر،، نزل عليه: ** إذا جاء نصر الله والفتح ** إلى آخر القصة قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:... فذكره.
قلت: وهذا إسناد ضعيف جداً ؛ آفته ( إسحاق بن عبد الله بن كيسان )، وسبق الكلام عليه وعلى أبيه تحت الحديث الذي قبله. وذكر ثمة تعقب الصدر الياسوفي الضياء المقدسي لإخراجه إياه في " المختارة " بقوله:
" هو من رواية إسحاق عن أبيه، وفيهما الضعف الشديد".
وأن الحافظ ابن حجر حكم عليه بالوضع، وذلك في أخر ترجمة أبيه ( عبد الله ابن كيسان )، فقال:
" وقد ذكرت في ترجمة ابنه ( يعني: في " اللسان " ) حديثاً موضوعاً رواه عن أبيه عن عكرمة عنه". وقال الهيثمي في " المجمع " ( 1/ 180 ):
" رواه الطبراني في " الكبير " وفيه عبد الله بن كيسان:
قال البخاري: منكر الحديث ".
كذا وقع فيه ( عبد الله... ).. فيحتمل أن يكون سقط من قلمه، أو قلم ناسخه ( إسحاق ) ؛ لأن هذا هو المعروف أن البخاري قال فيه: " منكر الحديت "، ويحتمل أنه لم يسقط، وإنما عنى أباه ( عبد الله بن كيسان )، اعتماداً منه على " الميزان "، وهذا على " كامل ابن عدي " ( 4/ 233 ) ؛ فقد رواه عن البخاري في ترجمة ( عبد الله ) هذا. ولكني أخشى أن يكون وهماً ؛ فإن الحافظ المزي ومن تبعه - فيما علمت - لم يذكروه إلا في ترجمة ابنه ( إسحاق ).
وعلى كل حال، فإعلاله بالابن أولى لاتفاق الحفاظ على تضعيفه، بخلاف أبيه ؛ فقد وثقه بعضهم ؛ وإن كان الراجح أنه ضعيف - كما تقدم -. والله سبحانه وتعالى أعلم.
هذا ؛ وجملة ( الشورى )، قد رواها إبراهيم بن أبي الفياض البرقي: حدثنا سليمان بن بزيع الإسكندراني: ثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب قال:
قلت: يا رسول الله! الأمرينزل بنا لم ينزل فيه قرآن، ولم تمض فيه منك سنة ؟ قال:
" اجمعوا له العالمين - أو قال: العابدين - من المؤمنين ؛ فاجعلوه شورى بينكم، ولا تقضوا فيه برأي واحد ".
أخرجه ابن عبد البر في " جامع العلم " ( 2/ 852 -853/ 1611، 1612 ) وقال:
" لا يعرف من حديث مالك إلا بهذا الإسناد، ولا أصل له في حديث مالك ولا في في حديث غيره، وإبراهيم البرقي، وسليمان بن بزيع: ليسا بالقويين، ولا ممن يحتج بهما، ولا يعول عليهما ".
قلت: ونقله الحافظ في " اللسان " في ترجمة ( سليمان بن بزيع )، وقال:
" قال أبو سعيد بن يونس: منكر الحديث " ثم نقل عن الدارقطني أنه قال في حديثه هذا:
" لا يصح ؛ تفود به إبراهيم بن أبي الفياض عن سليمان، ومن دون مالك ضعيف. وساقه الخطيب في " كتاب الرواة عن مالك " من طريق إبراهيم عن سليمان، وقال: لا يثبت عن مالك ".
والمحفوظ في هذا الباب ما جاء في كتاب عمر رضي الله عنه إلى شريح القاضي:
"... فإن لم يكن في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فاقض بما قضى به الصالحون... ".
أخرجه النسائي ( 2/ 306 )، والدارمي ( 1/ 60 ) وغيرهما بسند صحيح.

__________
(1) كذا الأصل بإسقاط ( إذا )، وكذا في " المختارة " و " المجمع ".
(2) الأصل: ( يخصص )، والتصحيح من المصلرين المذكورين.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة