عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-10-2022, 07:27 PM   #30
معلومات العضو
أحمد بن علي صالح

افتراضي


428 - " ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض ولم تطمث ، وإنما سماها فاطمة ، لأن الله فطمها ومحبيها من النار " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الخطيب ( 12 / 331 ) بإسناد له عن ابن عباس ثم قال : في إسناده من المجهولين غير واحد ، وليس بثابت ، ومن طريقه أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 421 ) وأقره السيوطي في " اللآليء " ( 1 / 400 ) .
وذكر الحافظ في ترجمة العباس ابن بكار المذكور في الحديث المنصرم بسنده عن أم سليم قالت : لم ير لفاطمة دم في حيض ولا نفاس ، ثم قال : هذا من وضع العباس .





571 - " كم من حوراء عيناء ما كان مهرها إلا قبضة من حنطة ، أو مثلها من تمر " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه العقيلي في " الضعفاء " ( ص 13 ) وعنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 253 ) وابن حبان في " الضعفاء " ( 1 / 84 ) عن أبان بن المحبر عن نافع عن ابن عمر مرفوعا . ذكراه في ترجمة أبان هذا وقال العقيلي :
" شامي منكر الحديث " .
وقال ابن حبان : " روى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم ، حتى لا يشك المتبحر في هذه الصناعة أنه كان يعملها ، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه " . وقال في حديثه هذا : " باطل " .
ونقل العسقلاني في " اللسان " عن العقيلي أنه قال : " لا يتابعه عليه إلا من هو مثله أو دونه " .
وهذه الجملة ليست في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي والله أعلم . وقال ابن أبي حاتم في " العلل " ( 1 / 22 ) : قال أبي : هذا حديث باطل ، وأبان هذا مجهول ضعيف الحديث " . وأورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 253 ) فأصاب ، قال المناوي : " وأقره عليه المؤلف - يعني السيوطي - في " مختصرها " فلم يتعقبه " . انظر " اللآلي " للسيوطي ( 2 / 452 ) .



603 - " إن لله تعالى مجاهدين في الأرض أفضل من الشهداء ، أحياء مرزوقين ، يمشون على الأرض ، يباهي الله بهم ملائكة السماء ، وتزين لهم الجنة كما تزينت أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، هم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر ، والمحبون في الله ، والمبغضون في الله ، والذي نفسي بيده إن العبد منهم ليكون
في الغرفة فوق غرف الشهداء ، للغرفة منها ثلاثمائة ألف باب ، منها الياقوت والزمرد الأخضر ، على كل باب نور ، وإن الرجل منهم ليتزوج بثلاثمائة ألف حوراء ، قاصرات الطرف عين ، كلما التفت إلى واحدة منهن فنظر إليها تقول له : أتذكر يوم كذا وكذا أمرت بالمعروف ، ونهيت عن المنكر ؟ كلما نظر إلى واحدة منهن ذكرت له مقاما أمر فيه بمعروف ، ونهى فيه عن منكر " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
لا أصل له .
ذكره الغزالي ( 2 / 273 ) من حديث أبي ذر ! وقال الحافظ العراقي في " تخريجه " : " لم أقف له على أصل ، وهو منكر " .
قلت : ولوائح الوضع عليه ظاهرة . والله أعلم .


3699 - ( سطع نور في الجنة ، فرفعوا رؤوسهم ، فإذا هو من ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع
رواه أبو نعيم في "الحلية" (6/ 374) وفي "صفة الجنة" (71/ 1) ، وابن عدي (ق112-113) ، والديلمي (2/ 216) عن حلبس الكلابي : حدثنا سفيان الثوري : حدثنا مغيرة : حدثنا إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً . وقال ابن عدي :
"حديث منكر" .
قلت : وقال الذهبي :
"هذا باطل" . ذكره في ترجمة حلبس هذا ؛ وقال فيه :
"متروك الحديث ، قال ابن عدي : منكر الحديث" .
واتهمه ابن الجوزي بوضع حديث .


5303 - ( الشهيد يغفر له في أول دفقة من دمه ، ويزوج حوراوين ، ويشفع في سبعين من أهل بيته .
والمرابط إذا مات في رباطه ؛ كتب له أجر عمله إلى يوم القيامة ، وغدي عليه وريح برزقه ، ويزوج سبعين حوراء ، وقيل له : قف ؛ فاشفع إلى يفرغ من الحساب ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف
أخرجه الطبراني في "الأوسط" (1/ 188/ 1 و 2/ 227 - مجمع البحرين) : حدثنا بكر بن سهل :أخبرنا عبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي : حدثنا عبدالمجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هرية مرفوعاً . وقال :
"لم يروه عن ابن جريج إلا عبدالمجيد ، تفرد به عبد الرحمن" .
قلت : ولم أجد له ترجمة .
وشيخه - عبدالمجيد - تكلموا فيه من قبل حفظه ، وقد مضى له حديث برقم (975) .
وبكر بن سهل ؛ قال الذهبي :
"مقارب الحال ، قال النسائي : ضعيف" .
وبه أعله الهيثمي (5/ 293) ؛ فقصر !
وإنما خرجت الحديث في هذا الكتاب من أجل قوله في آخره :
"وقيل له : قف فاشفع ، إلى أن يفرغ من الحساب" .
وإلا ؛ فسائره ثابت في أحاديث أخرى .
أما الشطر الثاني منه ؛ فقد روي من طريق أخرى عن أبي هريرة نفسه ، وقد مضى تخريجه تحت الحديث المتقدم (4661).
وأما الشطر الأول ؛ فله شاهد من حديث المقدام بن معدي كرب ، مخرج في "أحكام الجنائز" (ص 50) .


5618 - ( لما عُرِج بي إلى السماء ، دخلت جنَّة عدن ، فوقعت في يدي تفاحة ، فانفلقت عن حوراء مرضيَّة ، كأنَّ أشفار عينيها مقاديمُ أجنحة النُّسور ، فقلت : لمن أنت ؟ فقال : أنا للخليفة من بعدك المقتول عثمان بن عفَّان ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع
. أخرجه العقيلي في (( الضعفاء )) ( 2 / 320 ) من طريق عبد الرحمن بن عفان قال : حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي عن ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن عامر مرفوعاً .
أورده في ترجمة الدمشقي هذا ؛ ول :
(( مجهول ، وحديثه موضوع لا أصل له )) .
وكذا قال الذهبي ثم العسقلاني ، ثم السيوطي في اللآلئ ( 1 / 313 ) ، وتبعهم ابن عراق ( 1 / 374 ) ومن قبلهم ابن الجوزي في (( الموضوعات )) ( 1 / 331 ) ؛ كلهم أعلوه بابن الدمشقي هذا !
وإعلاله بالراوي عنه عبد الرحمن بن عفّان أولى ؛ لأنه كذاب ؛ كما تقدم
بيانه في الحديث الذي قبله ، وإن كان قد جاء من غير طريقهما :
فرواه عبد الله بن سليمان البغدادي : حدثنا الليث بن سعد .
أخرجه الخطيب في (( التاريخ )) ( 9 / 464 ) من طريقين عنه . ولم يذكر في ترجمته شيئاً سوى أنه ساق له هذا ، وقال :
(( حديث منكر )) . وقد قال فيه ابن عدي في (( الكامل )) ( 4 / 1545 ) :
(( ليس بذاك المعروف )) .
وأما ابن حبان ؛ فقد ذكره في (( الثقات )) ، وقال الذهبي في (( الميزان )) :
(( فيه شيء له حديث منكر )) . ثم ساق له هذا ، ثم قال :
(( وقد رواه خيثمة في (( فضائل الصحابة )) عن خليل بن عبد القاهر عن يحيى بن مبارك عن الليث )) . قال الحافظ عقبه :
(( فلم ينفرد به عبد الله بن سليمان ؛ لكن يحيى بن مبارك أيضاً ضعّفه الدارقطني )) .
( تنبيه ) : قد أعلّ ابن الجوزي رواية الخطيب هذا بأن فيها عبد الله بن أحمد بن ماهبزد ؛ فقال ( 1 / 331 ) :

(( لايوثق به )) .
قلت : وهذا مردود بأمرين :
الأول : أنه لم يتفرّد به ، لأنه قد توبع ، كما تقدمت الإشارة إلى ذلك .
والآخر : أن الخطيب لما ترجمه في (( تاريخه )) قال ( 9 / 392 ) :
(( وكان ثقة ، سألت البرقاني عنه ؟ فقال : كان يسمع معنا الحديث ببغداد ، وهو شيخٌ صدوق ؛ غير أنه لم يكن يعرف الحديث )) .
ولذلك ؛ لم يورده الذهبي في (( الميزان )) ، ولا استدركه عليه الحافظ في (( اللسان )) ، فالعلة ممن فوقه كما عرفت ، وإن مما يؤكد ذلك أن له طريقاً ثالثة عن ابن سليمان ، فقال الطبراني في (( المعجم الكبير )) ( 17 / 285 / 785 ) و (( الأوسط )) ( 1 / 175 / 1 / 3241 ) : حدثنا بكر بن سهل : ثنا عبد الله بن سليمان بن يوسف العبدي به ؛ دون قوله : (( المقتول عثمان . . )) ، وقال :
(( لم يروه عن الليث إلا عبد الله )) .
كذا قال ! ولعله يعني بغير الزيادة المذكورة ، وإلا ، فقد تابعه اثنان : عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي ويحيى بن المبارك كما تقدم .
وتابعهم رابع ، فقال الغَسوَلِّي في (( جزئه )) : حدثنا أسامة : حدثنا عبد الله بن أحمد : حدثنا زهير بن عباد : حدثنا محمد بن تمام عن الليث به .
ذكره السيوطي وسكت عنه .
ومن طريق زهير بن عباد أخرجه أبو العرب التميمي الإفريقي في كتاب
(( المحن )) ( ص44 - 45 ) ، وقال : (( محمد بن تمام الدمشقي )) ؛ لكن وقع في سنده بعض الأخطاء المطبعية ، والظاهر أنه الذي في (( ميزان الذهبي )) و (( ضعفائه )) :
(( محمد بن تمام البهرائي الحمصي . قال ابن منده : حدث عن محمد بن آدم المصيصي بمناكير )) .
وكذا في (( اللسان )) ؛ لكن وقع فيه (( النهرواني )) ! وأظنه خطأً مطبعياً .
وأما زهير بن عباد - وهو الرواسي - ؛ فمختلف فيه ؛ فقال الدارقطني :
(( مجهول )) .
وضعفه ابن عبد البر . وقال ابن حبان في (( الثقات )) :
(( يخطئ ويخالف )) .
وتابعهم خامس ؛ وهو عبد العزيز بن محمد الدمشقي عن ليث به .
رواه ابن بطة ؛ كما ذكر السيوطي ، وسكت عنه .
قلت : وإسناده مظلم ؛ فإن الدمشقي هذا لم أجد من ترجمة ، وكذا بعض من دونه .
وبالجملة ؛ فكل هذه المتابعات والطرق إلى الليث بن سعد ليس فيها ما يمكن الاعتماد عليه ، لأن عامتها تدور على مجهولين ، وغالبهم دمشقيون ، فمن الممكن أن يكون بعضهم سرقه من الآخر . فلا غرابة في حكم ابن الجوزي ومن قبله ومن بعده على الحديث بالوضع أو النكارة كما رأيت ، بل صرح ابن حبان وغيره ببطلانه وأنه لا أصل له .
فقد أورده ابن حبان في ترجمة العباس بن محمد العلوي من " الضعفاء " ( 2 /
191 ) بروايته عن عمار بن هارون المستملي عن حماد بن سلمة عن ثابت عن
أنس مرفوعاً . وقال عقبه :
" لا أصل له من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا من حديث أنس ، ولا ثابت ، ولا
حماد بن سلمة " .
وتبعه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 331 ) ، ثم الذهبي والعسقلاني
في كتابيهما .
ثم رواه ابن حبان ( 3 / 128 - 129 ) من طريق يحيى بن شبيب اليمامي
عن سفيان الثوري عن حميد الطويل عن أنس به . وقال في اليمامي هذا :
" يوى عن الثوري ما لم يحدث به قط ، لا يجوز الاحتجاج به بحال " .
وقال الذهبي - وقد ساق له هذا الحديث - :
" وهذا كذب " . وقال الحافظ عقبه :
" وهذا ظاهر البطلان " .
قلت : فمحاولة السيوطي تقوية الحديث بمثل هذه الطرق الواهية محاولة
فاشلة ، وإن تبعه على ذلك ابن عراق في " تنزيه الشريعة " !
وإن مما يدل البصير على ما ذكرته : استشهاده بالحديث الآتي بعده .
لكن بقي حديث آخر ؛ يرويه محمد بن سليمان بن همام : حدثنا وكيع عن
ابن أبي ذئب عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً نحوه .

أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 5 / 297 ) ، ومن طريقه ابن الجوزي في
" الموضوعات " ( 1 / 329 ) ، وقال الخطيب :
" منكر بهذا الإسناد ، وكل رجاله ثقات سوى ابن هشام ، والحمل فيه عليه " .
وأقره ابن الجوزي ، وأقر هذا الذهبي في " الميزان " في ترجمة ابن هشام هذا ؛
بل صرح بوضعه كما يأتي في آخر الحديث ( 5620 ) .
وابن هشام هذا هو الوراق المعروف بابن بنت مطر ، وقد اتهمه ابن عدي وابن
حبان بسرقة الحديث ، فالظاهر أنه مما سرقه من بعض المتهمين به وركب عليه هذا
الإسناد . والله أعلم .


5620 - ( لما أُسْرِيَ بي دخلت الجنةَ ، فناوَلَنِي جبريلُ ئفاحَةً ،
فانْفَلَقَتْ بنصفين ، فخرجتْ منها حَوْرَاءُ ، فقلتُ لها : لِمَنْ أنتِ ؟ فقالتْ :
لعلي بنِ أبي طالبٍ ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " ( 4 / 278 - 279 ) ، ومن طريقه
ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1 / 331 - 332 ) بإسناده عن أبي جعفر أحمد
ابن عيسى بن علي بن ماهان الرازي : حدثنا أبو غسان محمد بن عمرو ( زُنيج ) :
حدثنا يحيى بن مغيرة : حدثنا جرير عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد
مرفوعاً . وقال ابن اللوزي :
" لا يصح ، وأحسبه انقلب على بعضه الرواة ، أو أدخله بعض المتعصبين على
سليمان ( وهو الأعمش ، وفي الأصل : سليم ! ) ، وعطية قد ضعفه شعبة وأحمد
ويحيى " .
وأقره السيوطي في " اللآلي " ( 1 / 315 ) ، وابن عراق فيه تنزيه الشريعة "
( 1 / 374 ) وزاد عليه فقال :
" وجاء هذا من حديث علي أيضأ ، وهو في تلك النسخة الموضوعة علي بن
موسى الرضى . والله أعلم " .
قلت : واَفة الإسناد الأول إما عطية ؛ فإنه مع ضعفه كان شيعيأ مدلساً ؛ كما
في " التقريب " .
وإما ابن ماهان الرازي ؛ ففي ترجمته ساق الحديث ، وقال :
" سمعت أبا نعيم الحافظ يقول :
ابن ماهان صاحب غرائب وحديث كثير " .
قلت : وهذا ذكره أبو نعيم في " أخبار أصبهان " ( 1 / 111 - 112 ) ، وساق
له حديثين آخرين .
وأما الذهبي ؛ فساق له هذا الحديث ، وقال عقبه :
" هذا كذب ، وقد روي مثله لعثمان بدل علي ، بإسناد واهٍ يأتي في ترجمة
عبد الله بن سليمان ويعني : الحديث المتمَدم 5618 ) ، ويروى بإسنادين ساقطين
عن أنس ، ووضع من طريق نافع عن ابن عمر " .
وأقره الحافظ في " اللسان " .
والإسنادان المشار إليهما عن أنس تقدم تخريجهما في آخر الكلام على
الحديث المشار إليه آنفاً ، وكذلك حديث ابن عمر .




6103 - ( نَّ الرَّجُل مِنْ أَهْل الْجَنَّة لَيُزَوَّج خَمْسمِائَةِ حَوْرَاء ، وأَرْبَعَة
آلَاف بِكْر ، وَثَمَانِيَة آلَاف ثَيِّب ، يعُانِقَ كلَّ واحدةٍ مِنْهُنَّ مِقْدارَ عُمُرِهِ
في الدنيا ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
أخرجه البيهقي في "البعث " (ق 71/ 1) من طريق عبد الوهاب الخفاف :
ثظ موسى الأسفاري (!) عن رجل متن بَليّ عن عبد الرحمن بن سابط عن عبد الله
ابن أبي أوفى مرفوعاً .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة الرجل البلوي ، وبه أعله الحافظ في "الفتح "
(6/325) ، ولا أستبعد أنه عبد الله بن الحكم البلوي ؛ فإنه من هذه الطبقة ، وهو
مترجم في "اللسان" بما خلاصته أنه لا يعرف ، وقال الحافظ الجورقاني في كتابه

"الأ باطيل والمناكير" (1/386) :
"وعبد الله بن الحكم لا يعرف بعدالة ولا جرح " .
ووقع في "سنن ابن ماجه " (558) في أثر عمر في مسح المسافر على الخفين :
(الحكم بن عبد الله البلوي) على القلب . وقال الحافظ في "التهذيب " و "التقريب " :
"والصواب عبد الله بن الحكم" . زاد في "التقريب " :
"كما سيأتي " .
قلت : نسي ؛ فلم يذكره في "تقريبه " ولا في "تهذيبه " وإنما ذكره في "لسانه "
كما تقدم ، ومع أنه لم يذكر عنه راوياً غير يزيد بن أبي حبيب ، فقد ذكر ؛ تبعاً
لابن أبي حاتم عن ابن معين أنه قال : ثقة! وقد أشار الذهبي في "الكاشف " إلى
عدم اطمئنانه لهذا التوثيق بقوله :
" وُثِّق " كما هي عادته فيما تفرد بتوثيقه ابن حبان ، وأكد ما ذكرته بقوله فيه
في "المغني " :
"لا يعرف " .
وموسى الأسفاري ! كذا وقع في مصورة "البعث" والمطبوعة أيضاً (224/373) ،
وأظنه محرفاً من "الأسواري" ؛ فإنه من هذه الطبقة ، ذكره ابن عدي في "الكامل "
وقال (6/ 346) :
"شبه مجهول ، قال البخاري : فيه نظر" .
وقد رواه الوليد بن أبي ثور قال : حدثني سعد الطائي أبو مجاهد عن
عبد الرحمن بن سابط به نحوه ، ولفظه :

، يزوجُ الرجلُ من أهل الجنة ... الحديث دون قوله : "يعانق ... " إلخ ، وزاد :
" فيجتمعن في كل سبعة أيام فيقلن بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها : نحن
الخالدات ؛ فلا نييد ، ونحن الناعمات ؛ فلا نبؤس ، ونحن الراضيات ؛ فلا نسخط ،
ونحن المقيمات ؛ فلا" نظعن ، طوبى لمن كان لنا وكنا له" .
روا"ه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين " (419/588) ، و"العظمة"
(3/1108/603) . وعنه أبو نعيم في "صفة الجنة " (3/212/378 و 269/431 ) .
وهذا إسناد واهٍ ؛ الوليد هذا هو : ابن عبد الله بن أبي ثور الهمداني ، ضعفه
الجمهور ، وقال أبو زرعة :
"منكر الحديث يهم كثيراً" . وقال محمد بن عبد الله بن نمير :
"كذاب " .
وعزاه العراقي في "تخريج الإحياء" (4/ 541) لأبي الشيخ في "كتاب
العظمة" و"طبقات المحدثين " ، وقال :
"إسناده ضعيف " .
واعلم أن الأحاديث التي وردت في تحديد عدد ما للرجل من النساء في الجنة
مختلفة جدّاً ، والثابت منها حديث أبي هريرة في "الصحيحين" بلفظ :
"أول زمرة تدخل الجنة ... " ... وفيه : "لكل واحد منهم زوجتان " ، وهو مخرج
في "الصحيحة" (2868) .
وحديث المقدام : "للشهيد عند الله سبع خصال ... " فذكرها ، وفيه "ويزوج
اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين" ، وهو مخرج في "أحكام الجنائز" (ص 35 -
36) ، وهو كما . ترى خاص بالشهيد ، وبقية الأحاديث لا تخلو من ضعف ، وبخاصة
حديث الترجمة ، وقد أفاد الحافظ أن العدد الذي فيه هو أكئر ما وقف عليه .
ومن أوهامه رحمه الله أنه شرح قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "لكل وأحد منهم زوجتان " بقوله :
" "أَيْ مِنْ نِسَاء الدُّنْيَا ، فَقَدْ رَوَى أَحْمَد مِنْ وَجْه آخَر عَنْ أَبِي هُرَيْرَة مَرْفُوعاً فِي
صِفَة أَدْنَى أَهْل الْجَنَّة مَنْزِلَة : "وَإِنَّ لَهُ مِنْ الْحُور الْعِين لَاثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَة سِوَى
أَزْوَاجه مِنْ الدُّنْيَا " ، وَفِي سَنَده شَهْر بْن حَوْشَبٍ ، وَفِيهِ مَقَال " .
قلت : هذا الشرح خطأ من وجهين :
الأول : أنه قائم على حديث لا يصح ؛ لأنه من رواية شهر ، وهو كثير الأوهام
- كما قال الحافظ نفسه في "التقريب " - ، ووهمُه في هذا الحديث ظاهر من أكثر
من وجه ؛ حسبك الآن ما يأتي .
والآخر : أنه نسي أن في رواية للبخاري (3254) من طريق أخرى عن أبي
هريرة بلفظ : " لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين" .
فهذه رواية مفسرة للرواية الأولى " ؛ فلا يجوز الإعراض عنها لحديث شهر
الضعيف ، وبخاصة أن لرواية البخاري شاهداً من طريق آخر عن أبي هريرة بلفظ :
"وأزواجهم الحور العين " . رواه البخاري (3327) ومسلم (8/146) ، وبياناً
لهذه الحقيقة كنت ضممت هذه الزيادة! : "من الحور العين" إلى روإية الشيخين
الأولى في كتابي الفذ في أسلوبه - ؛ "مختصر البخاري " ، رقم (1397) فصارت فيه
هكذا : " لكل واحد منهم زوجتان [من الحور العين]" ، فالاعتماد على هذه الرواية
الصحيحة في تفسير "الزوجتين" هو الواجب ، وقد استفادت هذه الفائدة من كتاب
"حادي الأرواح " لابن القيم رحمه الله تعالى ، ويأتي كلامه بإذنه تعالى تحت
الحديث (6105) .



6261 - (أوحى اللهُ إلى عيسى عليه السلامُ : أن يا عيسى! انتقل
من مكان إلى مكان ؛ لئلا تُعرف ؛ فئُؤذى ، فوعزتي وجلالي لأزوجنك
ألفَي حوراء ، ولأُوْلِمَنَّ عليك مائة عام ) .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر إن لم يكن موضوعاً .
أخرجه الخطيب في "التاريخ " (3/332) ، ومن
طريقه ابن عساكر في "تاريخه " (16/86 -87) من طريق محمد بن الوليد بن


أبان العقيلي أبي الحسن المصري : حدثنا هانئ بن المتوكل الاسكندراني قال :
قلت لحيوة بن شريح : أراك رجلاً صالحاً ، وأراك مأوى للخير ، وأراك تنتقل من
مكان إلى مكان ؛ ولست أرى أثر غنى بك ؟ فقال حيوة : ولِمَ سألتني عن هذا ؟
فقلت : أردت أن ينفعني الله بك . فقال : حدثني الوليد بن أبي الوليد عن شفي
ابن ماتع الأصبحي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ... فذكره .
قلت : وهذا موضوع عندي ، لوائح الوضع والتصوف عليه بادية ، وقد ذكره
الذهبي في منكرات هانئ بن المتوكل كما سبقت الإشارة إليه من قبل هذا . وأما
الخطيب وابن عساكر فأورداه في ترجمة العقيلي هذا برواية جمع عنه ، مات سنة
(287) ، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً ، وقال ابن عساكر :
"ولم يذكره ابن يونس في (تاريخ المصريين) " .
وأورده ابن حبان في " الثقات " (9/136) وقال :
"يروي عن عبيد الله بن موسى وأهل العراق ، حدثنا عنه القطان وشيوخنا ،
ربما أخطأ وأغرب " .
قلت : وفرَّق الحافظ بين هذا وبين محمد بن أبان القلانسي البغدادي مولى
بني هاشم المتهم بالوضع والكذب ، وسبقه إلى ذلك الذهبي ؛ فقال في آخر ترجمة
القلانسي :
"فأما محمد بن الوليد بن أبان البغدادي المصري ؛ فما علمت به بأساً " .
وأما الخطيب ففرَّق بين هذا المصري ، وبين محمد بن الوليد بن أبان مولى
بني هاشم الراوي عن عبيد الله بن موسى ، وسوَّى بينهما ابن عدي . فالله أعلم ،
فالأمر بحاجة إلى مزيد من التحرير والتحقيق . وانظر "تيسير انتفاع الخلان بثقات
ابن حبان " .
والحديث ؛ ورده السيوطي في "الجامع الكبير" من رواية ابن عساكر وحده ،
وقال :
"فيه هانئ بن المتوكل الإسكندراني ؛ قال في "المغني " : مجهول " .





6724 - ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّهُمْ إِذَا خَرَجُوا مِنْ قُبُورِهِمْ يُسْتَقْبَلُونَ - أَوْ: يُؤْتَوْنَ - بِنُوقٍ بِيضٍ لَهَا أَجْنِحَةٌ، عَلَيْهَا رِحالٌ الذَّهَبُ، شِرْكِ نِعَالِهِمْ نُورٌ يتلألأَ، كُلُّ خُطْوَةٍ مِنْهَا مَدَّ الْبَصَرِ، فَيَنْتَهُونَ إِلَى شَجَرَةٍ يَنْبُعُ مِنْ أَصْلِهَا عَيْنَانِ، فَيَشْرَبُونَ مِنْ إِحْدَاهُمَا، فَتغْسِلُ مَا فِي بُطُونِهِمْ مِنْ دَنَسٍ، وَيَغْتَسِلُونَ مِنَ الأُخْرَى، فَلا تَشْعَثُ أَبْشَارُهُمْ، وَلا أَشْعَارُهُمْ بَعْدَهَا أَبَدًا، وَيَجْرِي عَلَيْهِمْ نَضْرَةُ النَّعِيمُ، فَيَنْتَهُونَ - أَوْ: فَيَأْتُونَ - بَابَ الْجَنَّةِ، فَإِذَا حَلْقَةٌ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَى صَفَائِحِ الذَّهَبِ، فَيَضْرِبُونَ بِالْحَلْقَةِ عَلَى الصَّفْحَةِ، فَيُسْمَعُ لَهَا طَنِينٌ - يا عليُّ! - فَيَبْلُغُ كُلَّ حَوْرَاءَ أَنَّ زَوْجَهَا قَدْ أَقْبَلَ، فَتَبْعَثَ قَيْمُهَا، فَيَفْتَحُ فَإِذَا رَآهُ خَرَّ لَهُ - قَالَ مَسْلَمَةٌ : أُرَاهُ قَالَ : - سَاجِدًا، فَيَقُولُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ، إِنَّمَا أَنَا قَيِّمُكُ، وُكِّلْتُ بِأَمْرِكَ، فَيَتْبَعَهُ وَيَقْفُو أَثَرَهُ، فَتَسْتَخِفُ الْحَوْرَاءَ الْعَجَلَةُ، فَتَخْرُجَ مِنْ خِيَامِ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ حَتَّى تَعْتَنِقَهُ، ثُمَّ تَقُولُ : أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ، وَأَنَا الْخَالِدَةُ الَّتِي لا أَمُوتُ، وَأَنَا النَّاعِمَةُ الَّتِي لا أَبْأسُ، وَأَنَا الرَّاضِيَةُ الَّتِي لا أَسْخَطُ، وَأَنَا الْمُقِيمَةُ الَّتِي لا أَظْعَنُ، فَيَدْخُلَ بَيْتًا مِنْ أُسُسِهِ إِلَى سَقْفِهِ مِائَةُ أَلْفِ ذِرَاعٍ بَنَاؤهُ عَلَى جَنْدَلٍ اللُّؤْلُؤُ، طَرَائِقُ أَصْفَرُ وَأَحْمَرُ وَأَخْضَرُ، لَيْسَ مِنْهَا طَرِيقَةٌ تُشَاكِلُ صَاحِبَتَهَا، فِي الْبَيْتِ سَبْعُونَ سَرِيرًا، عَلَى كُلِّ سَرِيرٍ سَبْعُونَ حَشْيَةً، عَلَى كُلِّ حَشْيَةٍ سَبْعُونَ زَوْجَةٌ، عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سَاقِهَا
مِنْ بَاطِنِ الْحُلَلِ، فَيَقْضِي جِمَاعُهَا فِي مِقْدَارِ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِيكُمْ، هَذِهِ الأَنْهَارُ مِنْ تَحْتِهِمْ تَطَّرِدُ، أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ - قال: صاف لا كَدَر فيه -وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، لم يخرج من ضروع الماشية، وأنهار من خمر
لذة للشاربين، لم يعتصرها الرجال بأقدامهم ، وأنهار من عسل مصفى، لم يخرج من بطون النحل، فيستجلي الثمار، فَإِنْ شَاءَ أَكَلَ قَائِمًا، وَإِنْ شَاءَ ، قَاعِدًا، مُتَّكِئًا، ثُمَّ تَلا : ** وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً ** ، فَيَشْتَهِي الطَّعَامَ، فَيَأْتِيهِ طَيْرٌ أَبْيَضُ - وربما قَالَ : أَخْضَرُ -، فَتَرْفَعُ أَجْنِحَتَهَا، فَيَأْكُلُ مِنْ جُنُوبِهَا أَيَّ الأَلْوَانِ شَاءَ، ثُمَّ تَطِيرُ فَتَذْهَبُ، فَيَدْخُلُ الْمَلَكُ، فَيَقُولُ : سَلامٌ عَلَيْكُمْ ، ** تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ**، ولو أن شعرة من شعر الحوراء وقعت لأهل الأرض، لأضاءت الشمس معها سواد في نور ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
باطل ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة.
أخرجه ابن أبي حاتم في " التفسير " من طريق مسلمة بن جعفر البجلي: سمعت أبا معاذ البصري قال: إن علياً كان ذات يوم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ هذه الآية: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً **، فقال: ما أظن ( الوفد ) إلا الراكب يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:... فذكره.
ساقه ابن كثير في " تفسيره " ( 3/ 37 1 - 138 ) قائلاً:
" وروى ابن أبي حاتم ههنا حديثاً غريباً جداً مرفوعاً عن علي، فقالت:... ". فساق إسناده إلى ( مسلمة ).
قلت: وإسناده ضعيف جداً ؛ وفيه علتان:
الانقطاع بين أبي معاذ البصري ؛ فإنه لم يدرك علياً - واسمه: سليمان ابن أرقم -، وضعفه الشديد في شخصه، قال البخاري في " التاريخ " ( 2/ 2/2 ):
" روى عن الحسن والزهري، تركوه، كنيته أبو معاذ،. ولذا قال الذهبي في " الكاشف ":
" متروك ". وأما الحافظ فاقتصر في " التقريب " على قوله فيه:
"ضعيف "!
ولذلك تعجب منه أخونا الفاضل ( علي رضا ) في تعليقه على " صفة الجنة " لأبي نعيم ( 2/ 129 )، وهو محق، ولكنه غفل عن الانقطاع الذي ذكرته ؛ وأعله أيضاً بـ ( مسلمة بن جعفر ) ؛ فقال:
" أورده ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " ( 4/ 1/ 267 ) ولم يذكر فيه
جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول "!
قلت: لو أنه قال: ( مجهول الحال )، لكان أهون، لأن الإطلاق يشعر بأنه مجهول العين، وليس كذلك، فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه ستة من الرواة، أكثرهم من الثقات المعروفين، فمثله لا يقال فيه: " مجهول" ؛ بل الأولى أن يقال فيه: ( صدوق )، ولا سيما وقد ذكره ابن حبان في " الثقات" ( 9/ 180 ) برواية ثقتين منهم ؛ ولذلك أخذت على الذهبي في كتابي " تيسير انتقاع الخلان " قوله فيه: " يجهل " - في " المغني " و" الميزان " -! وهو معذور ؛ لأنه لم يقف على ما ذكرته، وغاية ما قال فيه:
"... عن حسان بن حميد عن أنس عنه في سب الناكح يده. يجهل هو وشيخه، وقال الأزدي: ضعيف ".
هذا عذر الذهبي ؛ فما عذر مقلده ؟ وقد وقف على رواية أولئك الثقات عنه في " الجرح "، وعلى استدراك الحافظ العسقلاني في " اللسان " توثيق ابن حبان إياه، ولكنها الغفلة التي لا ينجو منها إنسان إلا من عصم الله، أو الحداثة المنتشرة في هذا الزمان.
والحديث ساقه المنذري في " الترغيب " ( 4/ 242 - 243 ) من رواية ابن أبي الدنيا في كتاب " صفة الجنة " عن الحارث - وهو: الأعور - عن علي مرفوعاً هكذا - يعني: مطولاً -، ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً والبيهقي وغيرهما عن عاصم بن ضمرة عن علي موقوفاً عليه بنحوه، وهو أصح وأشهر، ولفظ ابن أبي الدنيا قال:... " فساقه.
قلت: ومن طريق الحارث أخرجه أبو نعيم أيضاً في " صفة الجنة " ( 2/ 127 )
عقب رواية عاصم بن ضمرة، ولكنه لم يسق لفظه، ولا رفعه، وإنما قال:
" وذكر نحو حديث عاصم بن ضمرة ".
والحارث: ضعيف ؛ بل كذبه بعضهم. قال الذهبي في " الكاشف ":
" قال ابن المديني: كذاب. وقال الدارقطني -: ضعيف. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقد كذبه الشعبي. وقال أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: لم يكن يصدق عن علي في الحديث إلا أصحاب عبد الله ".
قلت: فلا يحتج بحديثه سواء رفعه أو أوقفه.
وأما عاصم بن ضمرة: فهو حسن الحديث، ومع أنه أوقفه فإنما رواه عنه أبو إسحاق - وهو: السبيعي -، وهو مدلس، ولم يصرح بالتحديث في كل الروايات عنه، وقد أخرجها الأخ علي رضا ( 2/ 126 )، ثم قال:
" قال الحافظ ابن حجر في " المطالب العالية " ( 4/ 400 ): هذا حديث صحيح، وحكمه الرفع ؛ إذ لا مجال للرأي في مثل هذا. وأقره السيوطي. قلت:
مدار الطرق على أبي إسحاق - وهو: السبيعي -، وكان مدلساً، وقد عنعنه ؛ فأنى له الصحة! ".
ولقد صدق - وفقه الله - ؛ ولذلك فلم يصب المنذري في تصديره الحديث
بقوله:
" عن. علي... " المشعر بحسنه على الأقل!


6903 - ( لو أن حوراء بزقت في بحر لُجي، لعذب ذلك البحر من عذوبة ريقها ).
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف.
ذكره المنذري في " الترغيب " ( 4/ 265/ 11 ) مصدراً إياه بـ ( وعن أنس بن مالك )! وقال في تخريجه:
" رواه ابن أبي الدنيا عن شيخ من أهل البصرة عنه ".
وأورده السيوطي في " الدر المنثور " ( 6/ 33 ) برواية ابن أبي الدنيا في " صفة
الجنة "، وابن أبي حاتم عن أنس.
وليس هو في النسخة المطبوعة التي عندي من " صفة الجنة " ( مكتبة القرآن )، وقد مرت بي في " الترغيب " جملة من الأحاديث معزوة إلى ابن أبي الدنيا وليست في المطبوعة، وبعضها قد عزاه إليه ابن القيم في " حادي الأرواح "
بخلاف هذا ؛ فإنه عزاه لأبي نعيم، وسيأتي، وقد!رح السيوطي - كما رأيت - بأنه في " صفة الجنة "، مما جعلني أشعر أن نسخ " الصفة " مختلفة ؛ ففي بعضها ما لا يوجد في بعض. والله أعلم.
وقد وقفت على إسناده: فقال ابن كثير فى ( تفسير سورة الدخان ) ( 4/146 ): قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي: حدثنا نوح بن حبيب: حدثنا نصر بن مزاحم العطار: حدثنا عمر بن سعد عن رجل عن أنس بن مالك.
وسكت عنه ابن كثير. ولا بأس ما دام أنه ساقه بإسناده، وأما مختصره الشيخ الصابوني فقد أساء ؛ لأنه حذفه، وأوهم ثبوته بقوله ( 3/ 306 ):
" روى ابن أبي حاتم عن أنس ... "!
وهذا من بالغ جهله بهذا العلم، وقلة مبالاته بأن ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما لا يصح! وإلا ؛ فماذا عليه لو قال على الأقل: ( روى ابن أبي حاتم عن رجل عن أنس ) ؟!
على أن في الطريق إليه ( نصر بن مزاحم العطار ) ؛ وهو متروك ؛ قال ابن أبي حاتم في " الجرح " ( 4/ 1/ 468/ 43 21 ):
" سألت أبي عنه ؛ فقال: واهي الحديث، متروك الحديث ".

وكذبه بعض الحفاظ، وله ترجمة سيئة في " اللسان ".
لكن أخرجه أبو نعيم في " صفة الجنة " ( 8 1 2/ 386 ) من طريق منصور ابن المهاجر الواسطي: ثنا أبو النضر الأبار عن أنس... وزاد: " وخلق الحور العين من الزعفران ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف ؛ منصور بن المهاجر هذا: لم يوثقه أحد، وروى عنه جمع ذكرهم في " التهذيب " ؛ ولذا قال الحافظ:
" مستور ".
وشيخه أبو النضر الأبار: لم أجد له ترجمة في شيء من كتب الرجال، وهو راوي حديث " الجنة تحت أقدام الأمهات ". المتقدم برقم ( 593 )، ونقلت هناك عن ابن طاهر أنه قال:
" ومنصور، وأبو النضر ؛ لا يعرفان ".
( تنبيه ): أبو النضر هذا ؛ بالضاد المعجمة في كل المصادر التي ذكر فيها فيما وقفت عليه، ومنها " كنى الدولابي " ( 2/ 138 )، و" مقتنى الذهبي "( 2/115/ 6239 )، وكذلك هو في أصل " صفة الجنة " ؛ ولكن محققه الفاضل قلبه إلى ( أبو النصر ).. بالصاد المهملة ؛ فقال ؛ " في الأصل: ( أبو النضر )، وما أثبته موافق لما في ترجمة منصور بن المهاجر من " تهذيب الكمال " ( 3/ 1377 ) "!
قلت: وهذا وهم، وتحقيق قاصر، و "التهذيب " الذي رقم له، كأنه نسخة
مخطوطة أو مصورة عنها، ومن المعلوم أن كثيراً من المخطوطات تهمل الأحرف المعجمة ؛ فلا يكفي الاعتماد عليها، فلا بد - والحالة هذه - من الرجوع إلى مصادر أخرى، وبخاصة ما كان منها في ضبط الأسماء والكنى، مثل " الإكمال " لابن ماكولا وغيره، وقد ذكرت آنفاً بعضها. وعلى الصواب جاء في " الإكمال " أيضاً ( 7/ 347 ).
هذا ؛ ولعل أصل الحديث موقوف، رفعه هذا المجهول أو غيره ؛ فقد روي عن ابن عباس أنه قال:
لو أن امرأة من أهل الجنة بصقت في سبعة أبحر، لكانت تلك الأبحر أحلى من العسل.
أخرجه ابن أبي الدنيا في " الصفة " ( 90/ 293 ) من طريق حفص بن عمر العدني: ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عنه. لكن حفص هذا ضعيف.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة