598 - " لما قدم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن :
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
ضعيف .
رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " ( 59 / 2 ) وكذا البيهقي في " دلائل النبوة " ( 2 / 233 - ط ) عن الفضل بن الحباب قال : سمعت عبد الله بن محمد بن عائشة يقول فذكره . وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات ، لكنه معضل سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر ، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله .
وبذلك أعله الحافظ العراقي في " تخريج الإحياء " ( 2 / 244 ) . ثم قال البيهقي كما في تاريخ ابن كثير ( 5 / 23 ) : " وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك " . وهذا الذي حكاه البيهقي عن العلماء جزم به ابن الجوزي في " تلبيس إبليس " ( ص 251 تحقيق صاحبي الأستاذ خير الدين وانلي ) ، لكن رده المحقق ابن القيم فقال في " الزاد " ( 3 / 13 ) : وهو وهم ظاهر لأن " ثنيات الوداع " إنما هي ناحية الشام لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام " .
ومع هذا فلا يزال الناس يرو ن خلاف هذا التحقيق ، على أن القصة برمتها غير ثابتة كما رأيت !
( تنبيه ) : أورد الغزالي هذه القصة بزيادة : " بالدف والألحان " ولا أصل لها كما أشار لذلك الحافظ العراقي بقوله : " وليس فيه ذكر للدف والألحان " . وقد اغتر بهذه الزيادة بعضهم فأورد القصة بها ، مستدلا على جواز الأناشيد النبوية المعروفة اليوم ! فيقال له : " أثبت العرش ثم انقش " ! على أنه لوصحت القصة لما كان فيها حجة على ما ذهبوا إليه كما سبقت الإشارة لهذا عند الحديث ( 579 ) فأغنى عن الإعادة .
714 - " النساء على ثلاثة أصناف ، صنف كالوعاء تحمل وتضع ، وصنف كالعر - وهو الجرب - ، وصنف ودود ولود ، تعين زوجها على إيمانه ، فهي خير له من الكنز " .
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
رواه تمام في " الفوائد " ( 206 / 2 ) عن عبد الله بن دينار عن عطاء بن أبي رباح عن جابر مرفوعا ، وقال : " عبد الله بن دينار هو الحمصي " .
قلت : وهو ضعيف كما جزم به الحافظ في " التقريب " تبعا لغير واحد من الأئمة ، ومنهم أبو حاتم ، فقد قال ابنه في " العلل " ( 2 / 310 ) بعد أن ساق الحديث : " وقال أبي ، هذا حديث منكر ، عبد الله بن دينار منكر الحديث " . بل قال الدارقطني " ضعيف لا يعتبر به " .