قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
« والمقصود هنا أنه ينبغي للمسلم
أن يُقَدِّر قَدْرَ كلام الله ورسوله،
بل ليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس
إلا على ما عُرِفَ أنه أراده،
لا على ما يحتمله ذلك اللفظ
في كلام كل أحد، فإن كثيراً من الناس يتأول النصوص المخالفة لقوله؛
يسلك مسلك من يجعل التأويل كأنه ذكر
ما يحتمله اللفظ،
وقصده به دفع ذلك المحتج عليه بذلك النص
وهذا خطأ،
بل جميع ما قاله الله ورسوله
يجب الإيمان به، فليس لنا أن نؤمن ببعض
الكتاب ونكفر ببعض،
وليس الاعتناء بمراده في أحد النصين
دون الآخر بأولى من العكس،
فإذا كان النص الذي وافقه يعتقد أنه اتبع فيه مراد الرسول،
فكذلك النص الآخر الذي تأوله،
فيكون أصل مقصوده معرفة ما أراده
الرسول بكلامه،
وهذا هو المقصود بكل ما يجوز من تفسير
وتأويل عند من يكون اصطلاحه تغاير معناهما، وأما من يجعلهما بمعنى واحد،
كما هو الغالب على اصطلاح المفسرين،
فالتأويل عندهم هو التفسير.
وأما " التأويل " في كلام الله ورسوله،
فله معنى ثالث غير معناه في اصطلاح
المفسرين، وغير معناه في اصطلاح متأخري الفقهاء والأصوليين؛
كما بسط في موضعه » .
_ مجموع الفتاوى ( 7 / 36 - 37 ) .