قال العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى عند
تخريجه حديث رقم ( 583 )
في سلسلته الصحيحة ( 2 / 125 - 128 )
أخرج البخاري ( 8 / 538 - فتح ) :
حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد بن يزيد
عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
رضي الله عنه قال :
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :
( يكشف ربنا عن ساقه ،
فيسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة ، ويبقى
من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة ،
فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا ) .
.... قلت :
نعم ** ليس كمثله شيء ** ،
ولكن لا يلزم من إثبات ما أثبته الله لنفسه من الصفات شيء من التشبيه أصلا ،
كما لا يلزم من إثبات ذاته تعالى التشبيه ،
فكما أن ذاته تعالى لا تشبه الذوات
- وهي حق ثابت - ،
فكذلك صفاته تعالى لا تشبه الصفات ،
و هي أيضا حقائق ثابتة تتناسب
مع جلال الله و عظمته و تنزيهه ،
فلا محذور من نسبة الساق إلى الله تعالى
إذا ثبت ذلك في الشرع ،
وأنا و إن كنت أرى من حيث الرواية
أن لفظ " ساق " أصح من لفظ " ساقه "
فإنه لا فرق بينهما عندي من حيث الدراية
لأن سياق الحديث يدل على أن المعنى
هو ساق الله تبارك و تعالى
و أصرح الروايات في ذلك رواية هشام عند الحاكم بلفظ :
( هل بينكم و بين الله من آية تعرفونها ؟
فيقولون : نعم الساق .
فيكشف عن ساق ... ) .
قلت : فهذا صريح أو كالصريح بأن المعنى
إنما هو ساق ذي الجلالة تبارك و تعالى .
فالظاهر أن سعيد بن أبي هلال
كان يرويه تارة بالمعنى حين كان يقول :
( عن ساقه ) .
ولا بأس عليه من ذلك ما دام أنه
أصاب الحق ...