شكرا أختي ولا يوجد اختلاف أبدا
مع العلم ان كتاباتي فكرية واجتماعية وتحليلية للواقع ولا ينتقص المقال لعدم وجود الآيات الكريمة ، لأنني أكتب آراءا وخواطر من وجهة نظري وخاصة بي ، لا اثبتها ولا أفرضها فرضا ولا اكتب مقالات دعوية دينية ، فالناس هكذا خلقوا مختلفين ، ميولهم واهتماماتهم مختلفة .
معظم الناس يحفظون أجزاءا من كتاب الله ومن الاحاديث الشريفة والنصوص الاسلامية ، بشكل نظري
ما ينقصنا هو ( المنظومة الفكرية ) لنحسن العيش ، في محيطنا الصغير أولا وهو البيت
في العلاقات بين افراد الأسرة ، حتى نستطيع مواجهة المحيط خارجا فخارجا .
لأننا أقوام نعاني من الهشاشة العاطفية فلا نحسن قيادة عواطفنا ونسيء دوما لمن نحب ، وكل هذا نفعله بملئ ارادتنا وبقناعة تامة ان هذا هو الافضل من منطلق تفكيرنا الهش .
هكذا فعلنا عندما تعاملنا مع كل شيء ، مع الاسرة ، مع البيت ، مع الاصدقاء ، مع الأقارب ، مع العمل ، حتى مع الأرض والوطن ..فخسرنا الحروب تلو الحروب ..ولا زلنا نخسر .
لأننا لم نفكر يوما كما يفكر عدوّنا ،بل افترضنا كل انواع الفرضيات والمسلمات تحت نظريات المؤامرة والاضطهاد ، فأصبحنا نفكر تفكيرا سلبيا ..نغضب فقط ، والغضب يعطل التفكير فيجعل سلوكنا مضطربا منهزما .
ان نحب اطفالنا يعني ان لا نفرض عليهم شخصياتنا وطبائعنا ثم نترك لهم مهمة التأقلم معها !
ان يكون لدينا أطفال يعني ان نتغير وان لا نعود كما كنا ، بل نصبح هم ، ننزل اليهم ونفكر كما يفكرون لندخل اليهم ما نريد من مفاهيم
ان ما لا يدركه أغلب الناس ، ان هناك فرق بين الشعور ..والسلوك
فالشعور عاطفة مكانها في الداخل ، والسلوك امر خارجي
الحب عاطفة
الغضب عاطفة
ان تركنا المشاعر تحل ايضا محل السلوك فقد خسرنا السلوك الصحيح والتصرف الصحيح
واصبحنا مكشوفين ، عراة ، فكم من السهل ان يهزمنا اي أحد ...عدو او حبيب ...طفل او كبير
والسلوك يحتاج فكرا وعقلا الا اننا فشلنا في توظيفه
ولهذا نجد طفلا في شهوره الاولى قد يثير لدينا الغضب ، ويجعلنا ننفعل
وصبي في العاشرة من عمره ، نجلس لنفكر كيف نعاقبه وكيف نسترد السلطة العاطفية عليه.
نحن ننفعل بمشاعرنا ونتضايق ، ونريد ان نتخلص من الضيق ، فنشتم ونسب ونعاقي ونضرب
وهكذا خلطنا ما بين الشعور وبين السلوك .ففشلنا .