بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الباحث ) ، قد لا أوافقكم الرأي في هذه المسألة ، واعلم بأنه لو كان هناك يقين في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لما احتجنا لفلان أو علان ، ولكن نقص اليقين ، بل زواله في بعض الأحيان ، وأود الإشارة إلى بعض النقاط المتعلقة بهذه المسألة :
أولاً : الأصل في الرقية الشرعية هو أن يقرأ الإنسان على نفسه وعلى أهله وعلى محارمه فهذا هو الأسلم والأتقى والأورع وهذا ما ذكره العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - ، وفي ذلك جملة من الفوائد :
أولاً : كمال الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم :
فقد كان إذا اشتكى هو أو أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات 0
ثانياً : أكمل للتوكل 0
ثالثاً : أقرب إلى إجابة الدعاء :
فلن يجتهد أحد في الدعاء ويتحمس للإجابة كما تجتهد أنت وتتحمس ، حيث أنك أنت صاحب الحاجة 0
رابعاً : أدعى للسلامة من الانخداع ببعض الدجالين 0
خامساً : أحفظ للنساء :
حين ترقي أهلك أو يرقين أنفسهن- وادعى لصيانتهن من التعرض للرجال الأجانب 0
ولا بد للمريض أن يتوجه إلى الله سبحانه وتعالى بإخلاص ويقين ، ويعلم أن الشفاء من الله سبحانه وتعالى وحده وتحت تقديره ومشيئته 0
ثانياً : لو فتحنا مثل هذا الباب وبينا للناس أن الاشخص المقترنين بالجن والشياطين لن ولن يشفون إلا بالذهاب إلى فلان أو علان لزرعنا اعتقاداً عند هؤلاء في أمثال هؤلاء المعالجين وهذا قد يقدح في العقيدة بل قد يصيبها في مقتل 0
ثالثاً : التوكل والاعتماد واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والطاعة والمحافظة على الصلوات وقيام الليل والاستغفار من أنفع الوسائل في طرد الجني من الجسد والأولى أن تكون من صاحب الابتلاء لأنه يشعر بما لا يشعر به غيره من تعب ومعاناة 0
رايعاً : لو تدبرنا معنى حديث ابن عباس - رضي الله عنه - : ( يا غلام – أو يا غليم - ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن ؟ فقلت : بلى ، فقال : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده أمامك ، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة وإذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، قد جف القلم بما هو كائن ، فلو أن الخلق كلهم جميعا أرادوا أن ينفعوك بشيء لم يقضه الله عليك لم يقدروا عليه ، وإن أرادوا أن يضروك بشيء لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه ، و اعلم أن في الصبر على ما تكرهه خيرا كثيرا ، وأن النصر مع الصبر ، وأن الفرج مع الكرب ، و أن مع العسر يسرا ) ( حديث حسن - ابن رجب )
لفقهنا الأسلوب الأمثل في التعامل مع الجن والشياطين ، وهذا الكلام لا يعني مطلقاً العزوف عمن يوثق في علمه ودينه للرقية الشرعية ، هذا ما تيسر لي أخي الحبليب ومشرفنتا القدير ( الباحث ) ، زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0