عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 12-07-2013, 09:32 PM   #4
معلومات العضو
احمد الخير
عضو موقوف

افتراضي القصة الرابعة : سد ذي القرنين

القصة الرابعة : سد ذي القرنين

***
* و من المباني العظيمة سد ذي القرنين الذي بناه على ياجوج و ماجوج ، و صفته ما ذكره ابن خرداذبة ، أن مكانه جبل أملس مقطوع ، بواد عرضه مائة و خمسون ذراعا ، و في جانب الوادي عضادتان مبنيتان عرض كل عضادة خمسة و عشرون ذراعا ، و كل ذلك مبني بلبن من حديد معيب في نحاس في سمك خمسين ذراعا ، و على العضادتين دروند حديد طرفاه في العضادتين طوله مائة و عشرون ذراعا . و فوق الدروند بناء بتلك اللبن من الحديد المغيبة في النحاس إلى رأس الجبل ، و ارتفاعه مد البصر ، و فوق ذلك شرفات من حديد ، في طول كل شرفة قرنان ، ينثني كل واحد منهما إلى صاحبه ، و بين العضادتين باب من حديد بمصراعين كل مصرع ذراعا في خمسة أذرع ، و على الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ باع في الاستدارة ، و ارتفاع القفل من الأرض خمسة و عشرون ذراعا ، و عتبة الباب عشرة أذرع ، بسط مائة ذراع سوى تحت العضادتين .
يقال أن آلات البناء التي بني بها هذا السد و هي مغاريف و بقية لبن كل ذلك من حديد و أن كل لبنة ذراع و نصف في مثل ذلك في سمك شبر قد ألصق الصدأ بعضها ببعض و بني قناطر سد البر من أرض شروان إلى بلاد اللان (اسم قبيلة إيرانية) ، و بينهما مائة فرسخ ، وصل فيه بين شعاب جبل القبق (و هي سلسلة جبال روسية) ، و هو جبل عظيم قد اشتمل على إثنين و سبعين أمة لكل أمة لسان و ملك ، لا يعرف بعضهم بعضا لكثرة أشجاره و عظم صخره و أحجاره و تسلسل مياهه و أنهاره ، يكون مسافته طولا و عرضها نحو الشهرين ، و مبدأ السور من جوف الخزر على مسافة ميل مارا إلى البر ثم يمر كما قلنا إلى أن يصل بقلعة طبرستان ، بناه بالصخر و الحديد و الرصاص على أزقاق البقر المنفوخة . فلما ارتفع البناء نزلت يلك الأزقاق إلى أن استقرت في قاع البحر ، فغاصت الرجال إليها فشقتها ، و تمكن البناء على الأرض و جعل بين كل ثلاثة أميال أو أقل أو أكثر بابا من حديد على حساب الطريق الذي جعل من أجله الباب ، و بنى عليه حصنا و أسكن فيه من يحفظ ذلك الباب و يحرسه .
و يقال في سبب بنائه لهذا السور أن الخزر كانت تعبر في سلطان فارس إلى أن تبلغ همدان و الموصل ، و تعم البلاد بالعيث و الفساد .. و الله أعلم .



مقتبس من كتاب تحفة الألباب و نخبة الإعجاب .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة