عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 08-07-2013, 02:53 PM   #22
معلومات العضو
احمد الخير
عضو موقوف

افتراضي الوسواس القهري

الوسواس القهري


يتمثل الوسواس في ورود أفكار وخواطر على ذهن الإنسان رغماً عنه، مع علمه بأن تلك الأفكار سخيفة وليست منطقية إلا أنها تستمر في غزو ذهنه، مما يسبب الإنزعاج الشديد.
وهناك نوعان رئيسيان لمرض الوسواس القهري:


ويتمثل النوع الأول في الأفكار الوسواسية، حيث تتكرر هذه الأفكار على ذهن المصاب، وهو لا يقدر على دفعها. فهي أفكار تقهره، فهي تحشد نفسها في ذهنه رغماً عنه.
ويتمثل النوع الثاني بشعور المريض برغبة ملحة للقيام ببعض الأعمال السخيفة أحياناً وغير المنطقية، أو يشعر بالدافع الشديد ليكرر عادات معينة.



وتأخذالوساوس لدى المسلمين عدة صور من أهمها :

1-الشك في النية في العبادات كالوضوء والصلاة.
2-الشك في عدم طهارة الماء المتوضأ به ونجاسته.
3-عدم التيقن من نزول الماء على كل مكان في العضو بنفس قوة جريانه على باقي الأعضاء.
4-الوسوسة الشديدة في انتقاص الوضوء سواء بخروج ريح أو نزول نقطة مذي أو بول أو لمس القدم للأرض أو طرطشة الماء.
5-الشك المستمر في نجاسة الملابس والمياه المكشوفة.
6-الوسوسة في مخارج الحروف وعدم نطق الكلمة بالصورة الصحيحة والتكلف فيها بكثرة تكرارها.
7- الوسوسة في التكبير والفاتحة وغيرها من أركان الصلوات المنطوقة.
8-الوسوسة في ضبط اتجاه القبلة.
9-الوسوسة أن الذنوب لن يغفرها الله تعالى وذلك برغم عدم وقوع العبد في كبيرة.
10-الوسوسة في الطعام هل تم ذبحة بالطريقة الشرعية؟ وهل الذي ذبحه مسلم أم لا؟




يخطر ببال الإنسان وساوس وخواطر وخصوصا في مجال التوحيد والإيمان، فهل المسلم يؤاخذ بهذا الأمر؟
فأجاب فضيلته:
ثبت عن رسول الله صلىالله عليه وسلم في الصحيحين أنه قال: "إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت بهأنفسها ما لم تعمل أو تتكلم" (متفق عليه).


وثبت أن الصحابة رضي الله عنهم سألوه صلى الله عليه وسلم عما يخطر لهم من هذه الوساوس والمشار إليها في السؤال، فأجابهم صلى الله عليه وسلم بقوله: "ذاك صريح الإيمان" (رواه مسلم)، وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخالق فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ورسله" (متفق عليه)، وفي رواية أخرى "فليستعذ بالله ولينته" (رواه مسلم).


يقول النووي: وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يدفعوا الخواطر بالإعراض عنها من غير استدلال ولا نظر في إبطالها، فكأنه لما كان أمرا طارئا بغير أصل دفع بغير نظر في دليل إذ لا أصل له ينظر فيه، وأما قوله: فليستعذ بالله ولينته، فمعناه: إذا عرض له هذا الوسواس فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شره عنه وليعرض عن الفكر في ذلك، وليبادر إلى قطعه بالاشتغال بغيره.
وهنا ينبغي التنويه إلى أن دور الشيطان في الوسواس يقتصر على إلقاء الفكرة إلى الموسوس له كما في قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ] {الأنفال:48]، فلو صادفت الفكرة إنسانا سليم الفكر فسوف يتجاهل عقله الفكرة ويطردها بعد الاستعاذة بالله والاستغفار والانتهاء، أما إذا صادفت إنسانا مريضا فسوف تتضخم وتتكرر وتتسلط وتستحوذ على العقل.


وروى مسلم عن عبد الله قال: سئل رسول الله عن الوسوسة قال: "تلك صريح الإيمان" (أي كراهية الأفكار الوسواسية والشعور بالألم بسببها دليل على الإيمان بالله تعالى، فالملحد لا يتألم لإنكار الله أو سبه بل يستمتع بذلك ويتباهى به).
وروى الإمام أحمد بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لأحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به. قال: الله أكبر الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة" ( ورواه أيضا أبو داوود والنسائي، والحديث صحيح).


وفي صحيح مسلم بشرح النووي باب "بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها فيه" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: "ذاك صريح الإيمان". وفي الرواية الأخرى: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة، قال: "تلك محض الإيمان".. فقوله صلى الله عليه وسلم: ذاك صريح الإيمان، ومحض الإيمان معناه استعظامهم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه ومن النطق به إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك.. وقيل معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن يئس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة.


خلاصة هذا كله أن الوساوس عبارة عن مرض ولما كان الإنسان لا يملك لنفسه دفع المرض وان كان يتحرى اسباب الشفاء منه ويعانى فى سبيل ذلك الكثير ، فهو فى مقاومته وتحريه مثاب لأنه مبتلى خاصة اذا صبر واحتسب ، ولا يخرجه هذا عن حظيرة الإيمان على الإطلاق . فقط عليه طلب العلاج من اهل الاختصاص ، والمختصون هنا هم الأطباء النفسيين ، واخصائيى العلاج النفسى .


لذلك فإن الخطوة الأولى هو اقتناعك بأن ما تعنين منه هو مرض ، والمرض أمر نحاول طلب العلاج له ، وليس كفرًا والعياذ بالله . واذا سلمتى بهذه الحقيقة فعليك أن تطلبى العلاج لدى الطبيب النفسى ، كما يمكنك مساعدة نفسك سلوكيًا ومعرفيًا ، والتى يمكن تلخيص أساليب المساعدة الذاتية فى الآتى :
اذا تشككت فى انتقاض وضوئك بفعل هذه الوساوس فإذا ألحت عليك الأفكار الوسواسية بأن الوضوء قد إنتقض فعليك تأجيل الإستجابة لهذا الدافع الملح 15 دقيقة أول أسبوع ثم 30 دقيقة في الأسبوع الثاني ثم 45 دقيقة في الأسبوع الثالث ثم .....ثم ....... ثم حتي يتم تأجيل الاستجابة لدافع تكرار الوضوء إلي الوضوء القادم للصلاة التالية فينتهي هذا الدافع نهائيا .
وسوف تلاحظى ازدياد مستوي القلق طالما امتنعتى أو أجلتى الإستجابة للطقوس بتكرار الوضوء وسوف تشعري برغبة شديدة في ذلك إلا أنك في نهاية كل أسبوع ستجدى أن القلق بدأ يتضاءل كما أن الرغبة فى التكرار ستنتهى ولن تجدي من نفسك أي مقاومة بل ربما يصبح هذا القلق غير موجود تماما.


و الأنواع الأساسية للعلاج السلوكي المستخدم في علاج مرض الوسواس القهري هي التعرض للفكرة الوسواسية وتكرارها عمدا حتى تتمكنى فى النهاية من السيطرة عليها مع منع ردود الفعل المتمثلة فى القلق من خلال أساليب العلاج السلوكى .



وفى بعض الأحيان يمكن الاستعانة ببعض الأدوية ليكون العلاج أكثر فاعلية ، والأدوية الأكثر فعالية في علاج حالات مرض الوسواس القهري هي مثبطات إعادة سحب السيروتونين الاختيارية مثل أدوية بروزاك وكذلك أقراص انافرانيل. وسوف يصف لك طبيبك النوع المناسب لك والجرعة المطلوبة والمدة التى يستغرقها العلاج.
و يمكن توقع انخفاض قوة الأعراض بحوالي من 40% إلى 95%مع العلاج. وقد تستغرق الأدوية من 6 إلى 12 أسبوعا لإظهار التأثير العلاجى الفعال. ويعتبر التأثير الأساسي لهذه الأدوية هو زيادة توافر مادة السيروتونين في خلايا المخ، ويؤدي هذا إلى تحسن حالتك بإذن الله وتوفيقه.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة