وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكرا لمشرفتنا القديرة الزمرد، وأديبتنا الفاضلة فاديا أفدتمونا أفادكما الله.
وفقكم الله وحفظكم.
واياكم د. عبدلله شاكرين لكم متابعتكم واسئلتكم
اختي الزمرد،
*** بداية اريدك ان تكلمني على انماط الشخصية المختلفة وكيف نتعامل مع كل واحدة
واي شخصية تلتقي اكثر مع الأخرى.
على فكرة هذا السؤال شرحه يحتاج الى كلام كثير ولكنني سأوجز الشخصيات الهامة التي تقابلنا عادة في حياتنا
فهناك الشخصيات المثالية ، وهي التي تعيد كل شيء الى مصدره الاساسي وترى ان كان بالامكان ان يؤخذ بهذا المصدر وما نسبة مصداقيته
وهذه الشخصيات عادة من الصعب التعامل معها في امور تحتاج الى المرونة بما ان لديهم مرجعا لكل شيء وكل شيء يجب ان يكون مثبتا في صفحات الحياة ، فإيجاد نماذج للمثاليات صعب جدا في هذه الحياة ، كما انه من النادر ان يتفاهموا بشكل كلي الا مع نفس الشريحة التي تخص شخصياتهم ، وهذه من الشخصيات المأمونة وان كان التفاهم معها ليس سلسا ابدا ، فهي تبذل جهدا كبيرا على انفسها لينعكس في النهاية على الغير وعادة ما تصاب بالاحباط والخيبات الكثيرة ، لأنها تتبع الطرق النموذجية التي لم يعد يحفل بها احد
هناك الشخصيات المرنة والتي تتقبل ما يشذ عن القاعدة ان فهمت ان له اسبابا منطقية وهي شخصيات اقدر على التأقلم مع الواقع ومع الآخرين خاصة انها تعنى بالسباب وبالتالي يؤهلها هذا الى فهم عدد لا بأس به من الناس وردود افعالهم
ولكن المرونة لا تحمد دائما ، فبعض المرنين هم اصحاب مزاجيات ومصالح خاصة وهكذا يسهل عليهم الانتقال من وضع الى آخر ، توضع هذه الشخصية ضمن الشخصيات الخطيرة 
وهناك الشخصيات الجادة العميقة وتلك الشخصيات التي تريد اختبار كأس العصير الى ان تصل الى آخر قطرة فيه ، ومن ثم تقرر ان كان مستساغا ام لا ، والتي تقرر ان تفصل كل جزء في طبق الطعام لتتأكد من مكوناته قبل ان تتناوله
والتي تدقق في مواصفات كل فرد حتى تفهم ما يناسبها فيه وما لا يمناسبها ، وتصنف تلك من الشخصيات القلقة
والشخصيات السطحية المسطحة ، وهي تلك التي تهتم بما عليه الشكل الخارجي بعد ان اعتبرت ان الداخل لا يخصها فهو مسؤولية الفرد المقابل ، وكل ما تهتم به كيف هو اسلوب التعامل والشكل والى آخره ، وهي من الشخصيات المرتاحة التي وجدت طريقة سطحية للتعامل مع الجميع بعد ان اعتبرت ان الداخل وان اختلف فيه الناس فليس مسؤوليتها قراءته والتنبؤ به ، وما يهم هو ما يظهره هذا الشخص من اشكال وافعال واقوال ، تجيد هذه الشخصية التفاهم مع غالب الناس لأنها تهتم بالمظاهر الخارجية التي يمكن رؤيتها والتأكد منها سواء بالنسبة لها او لغيرها ، فهي تعني ان يدل مظهرها وسلوكها على ما تريد ان توصله وليس على ما هي حقيقة عليه ، وتعطي للناس الحق في اختلاق ما يريدون حول انفسهم من اقوال وافعال ، فيرتاح الناس لها لأنهم لن يكونوا معنيين بإجهاد انفسهم في اخفاء بواطنهم
فهذا القناع هو ما يفضله غالبية البشر بعد ان اصبحت حياتنا حياة البالونات الملونة
وهناك الشخصيات الذكية والتي امتلكت ذكاءا اجتماعيا من اول درس من دروس الحياة
فغاية ما يهمها هو معرفة ما يميل اليه الآخرين والوصول اليهم من خلال ذلك
ونمت قدراتها على التنبؤ عبر الايام والتجارب
ومن النادر على هذه الشخصيات الا تصل مكانا مرموقا في كل النواحي في فترة وجيزة
ذلك انها استعملت ما لدى الغير لتنمية نفسها والامر يحتاج الى جهد كبير ، فنستطيع القول ان الذكاء الاجتماعي هبة فطرية تولد مع ذاك الانسان ، لأن الجهد تبذله على الآخرين فينعكس عليها وليس العكس
وهناك الشخصيات غير المبالية والتي لا تهتم الا بنفسها وسعادتها ونزواتها على حساب اشياء كثيرة
لأنها قد قطعت اهمية التواصل مع غيرها من عناصر الكون
فلا تهمهم مشاعر غيرهم ولا مصالح غيرهم وعادة ما يتسمون بالأنانية
في الواقع قد تلتقي هذه الشخصيات اذا تمازجت بعض الصفات المشتركة الاخرى
وقد تكون كل هذه الشخصيات موجودة في انسان واحد ، بحيث تتمازج داخليا وتظهر الشخصيات المتعددة على شكل ردود افعال حسب المواقف