عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2013, 04:44 PM   #1
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

Icon37 أحوال الناس مع العلم الشرعي والعمل به .






أحوال الناس مع العلم والعمل


قال الإمام الذّهبيّ رحمه الله تعالى في سير أعلام النّبلاء ( 7 / 152 - 153 ) :

فقد كان السّلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمّة يُقتدى بهم ،

وطلبه قومٌ منهم أوَلًا لا لله، وحصلوه، ثمّ اسْتفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فَجرّهُم العلمُ إلى الإخلاص في أثناء الطّريق ،

كما قال مجاهد وغيره : طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبيرُ نيَّة، ثمّ رزق الله النِّية بعدُ ،

وبعضهم يقولُ : طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلاّ لله .

فهذا أيضًا حسن، ثمّ نشروه بِنِيَّةٍ صالحة .

وقَومٌ طَلبوه بنِيَّة فاسدة لأجل الدُّنيا ، وليُثنَى عليهم، فلهم ما نووا :

قال عليه السّلام : ( مَنْ غَزا يَنْوي عِقالًا فَلَه ما نَوَى ) [1] .

وترى هذا الضّرب لم يَسْتَضيؤوا بنور العلم، ولا لهم وقعٌ في النُّفوس ،
ولا لعلمهم كبير نتيجة مِنَ العمل ،
وإنّما العالِمُ مَنْ يخشى الله تعالى .

وقومٌ نالوا العلم ، وَوَلُوا به المناصِبَ ، فظلموا،
وتركوا التَّقيُّد بالعلم،
وركبوا الكبائر والفواحش،
فتبًا لهم، فما هؤلاء بعلماء !

وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل، وأفتى بالرُّخَص، وروىٰ الشَّاذّ من الأخبار .

وبعضهم اجْتَرَأ على الله، ووضع الأحاديث، فَهَتَكَه اللهُ، وذهب عِلمُه ،
وصار زاده إلى النّار .

وهؤلاء الأقسام كلهم رَوَوا من العلم شيئًا كبيرًا،

وتَضلَّعوا منه في الجملة ، فَخلَف مِنْ بعدهم خلفٌ بانَ نَقصُهم في العلم والعمل ،

وتلاهم قومٌ انْتموا إلى العلم في الظّاهر،
ولم يتقنوا منه سوى نَزْرٍ يسير ،

أوْهَموا به أنّهم علماء فُضَلاء ،

ولم يَدُرْ في أذهانهم قَطُّ أنّهم يَتقرَّبون به
إلى الله،

لأنّهم ما رَأوا شيخًا يُقتدى به في العلم ،

فصاروا همجًا رَعاعًا،

غايةُ المدَرِّس منهم أنْ يَحصل كتبًا مُثمَّنة يَخزُنها وينظر فيها يومًا ما،

فيصحِّف ما يُورده ولا يُقَرِّره .

فنسأل الله النّجاة والعفو،

كما قال بعضهم :
ما أنا عالِمٌ ولا رأيت عالماً . اهـ




[ 1 ] أخرجه أحمد : 5 / 315،
والدارمي : 2 / 208،
والنَسائي : 6 / 24،
من حديث عبادة ابن الصّامت، مرفوعًا،
بلفظ : ( من غزا في سبيل الله، ولم ينو إلاّ عقالًا، فله ما نوى ) .
وفي سنده يحيى بن الوليد بن عبادة بن الصّامت، لم يوثقه غير ابن حِبان، وباقي رجاله ثقات .




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة